أحدث الأخبار
  • 09:12 . رئيس وزراء قطر يبحث مع ماكرون تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 08:53 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ انسحاباً تدريجياً من عدة مناطق في غزة... المزيد
  • 08:52 . تقرير: دبي تجذب 440 شركة متخصصة في إدارة الثروات والأصول... المزيد
  • 08:51 . ريم الهاشمي: الإمارات قدّمت 1.8 مليار دولار دعماً إنسانياً وتنموياً لغزة... المزيد
  • 01:34 . فحوص جينية اختيارية لطلبة المدارس المواطنين... المزيد
  • 01:33 . رئيس الدولة يصدر مرسوماً بقانون لتنظيم المصرف المركزي والقطاع المالي... المزيد
  • 11:16 . حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:14 . اجتماع عربي أوروبي في باريس يطالب بضمان تنفيذ كامل لاتفاق غزة... المزيد
  • 11:12 . شهداء وعشرات المفقودين بقصف إسرائيلي على غزة رغم التصويت على وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:11 . زلزال بقوة 7.6 يضرب الفلبين وتحذيرات من تسونامي... المزيد
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد
  • 06:02 . الإمارات ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 01:15 . الغارديان: أبوظبي استخدمت المرتزقة الكولومبيين في أكثر من دولة... المزيد

يسألونك

الكـاتب : خليفة علي السويدي
تاريخ الخبر: 30-11--0001


كل من يتأمل في صفحات المصحف المطهر في هذا الشهر يجد آيات كريمة كثيرة تبدأ بـ«يسألونك»، مثل «يسألونك ماذا ينفقون قل العفو»، «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب». وآيات المناقشة والحوار في القرآن كثيرة جداً، وفي ذلك إشارة لأمة تريد أن تكون لها مكانة مرموقة في الحياة كي تكون أمة متسائلة.

فالعقل البشري مبرمج على السؤال، لذلك تجد الطفل الصغير بمجرد أن يبدأ في الكلام يمطر أهله بعشرات الأسئلة التي تبحث عن إجابات مقنعة. وحسب ما درسنا في علم نفس الموهبة فإن الطفل الذي لا يسأل به علة أو تأخر عقلي، لكن بعض الأسر للأسف الشديد تميل لإسكات هذه الأسئلة الذكية، ونادرة هي الأسر العربية التي تسمح لأطفالها بالسؤال عن كل شيء، فيكبر ذلك الطفل راجياً أن يذهب إلى المدرسة بوصفها بيت الخبرة التربوية كي يجد إجابات عن تساؤلاته، لكن صدمته الكبرى تكون في أول درس يتعلمه وهو أن السؤال يحمل معنيين أولهما أن من يسأل هو التلميذ الغبي الذي لا يفهم، والثاني أن السائل يتحدى معلمه لذلك يكرهه المدرس في المدرسة.

خلاصة القول إن شعار المدرسة هو «اسكت تسلم»، ومعظم الأسئلة تكون عادة بين الأقران حيث يتعلم الأطفال ما لا نريد لهم أن يتعلموه، ويشب ذلك الإنسان وقد تعلم من بيئته العربية أن لا يسأل، وبالذات الأسئلة الحساسة المرتبطة بالدين والسياسة.

إن كنت في مجلس وأردت أن ينظر الجميع إلى هواتفهم الذكية، كناية عن الرقابة الإلكترونية، فاطرح سؤالا سياسياً. وحتى مصادر المعلومات الإلكترونية يخشى العربي من سؤالها خشية المساءلة، بعد ذلك يسأل في نفسه: هل ستتطور أمتنا العربية وهي لا تسأل؟

الدول العاجزة هي التي تجعل الإنسان فيها يفكر ألف مرة قبل أن يسأل مَن حوله أو حتى يسأل نفسه، وهذا ما قاد بعض الدول العربية إلى الاحتقان الداخلي أو الانفجار. فظاهرة الإلحاد في بعض هذه الدول هي نتيجة واضحة لمنع الأسئلة العقدية أو لعدم حصول الإنسان على إجابات مقنعة حول عقيدته التي ورثها ولم يتعلمها. ومظاهر الاحتقان السياسي نتيجة تراكم الأسئلة حول الوطن دون إجابات واضحة.

أما الدول القوية فهي التي عندها إجابات منطقية للأسئلة العقدية والسياسية، والتي تدرب الأطفال منذ الصغر على فنون طرح السؤال، وطرق الحصول على إجابات مقنعة حول تساؤلاتهم المحيرة. المدرسة الحديثة اليوم هي التي يرجع منها الطفل وقد شحن عقله بالكثير من الأسئلة التي سيطرحها على معلمه قبل أن يدرسه، والأسر الذكية هي التي لا تسأل الطفل عما تعلمه في يومه بل عن الأسئلة الجديدة الحائرة في فكره. فبدلا من كلمة «عيب» التي نسكت بها الطفل إن سأل حول مواضيع حساسة، أو كلمة «حرام» إن سأل في العقيدة والعبادة، أو «اصمت» إن تطاول وسأل في السياسة.. علينا كآباء وأمهات ومربين، أن نطور أنفسنا كي تكون لدينا تلك الإجابات المقنعة التي تجعل الشاب يشعر بالأمن والأمان في أسرته ومجتمعه. عندها لن نخشى على عقولهم من أي انحراف، فهم يعيشون في مجتمع يتمنون التضحية في سبيل حمايته لأنه أعطاهم كل ما يتمنونه ورضعوا حب قيادته التي فتحت أبوابها وفكرها للإجابة عما في عقولهم، وتسعد بتحقيق أحلامهم، ويؤمنون بعقيدة يفتخرون بها في حلهم وترحالهم لأنهم تعلموها وإن ورثوها.