أحدث الأخبار
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . ترامب يتحدث عن مفاوضات متعمقة مع حماس ويطالبها بالإفراج عن الأسرى... المزيد
  • 11:12 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ باستهداف أبراج في مدينة غزة... المزيد
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد
  • 12:15 . روسيا تعلن دفع تعويضات بشأن الطائرة الأذربيجانية المنكوبة... المزيد

رواية المدينة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-12-2017


كجيل عايش تلك الأيام البعيدة من سنوات نهاية الستينيات، فإن علينا أن نكتب تفاصيل تلك الأيام بجدية أكثر وبحرص أكبر، نكتبها سرداً وقصصاً وموسيقى، نكتبها أبحاثاً وأساطير، نكتبها لأنها ذاكرتنا، وذاكرة مجتمع بأكمله، خاصة وأن التفاصيل فيه غنية جداً ومليئة بالتناقضات والمشاهد والصور، بالأسماء والظواهر والأحياء، مليئة بالحرف والمهن والطبقات، هذه التنويعة الثرية لمجتمع كان بكل المقاييس صغيراً ومحدوداً لولا انفتاحه على البحر والأسفار والمهاجرين، تمنح الأدباء والكتّاب فرصة كبيرة لكتابة روائع الروايات والقصص والمسرحيات، إن أحسنّا البحث والتنقيب في عروق الذاكرة الشفاهية للكبار من جيل الأجداد والجدات والأمهات.

هذا الوطن الجميل جداً، الذي نتباهى به كواحد من أكثر بلدان العالم تقدماً وثراء واستقطاباً للأحلام، والذي يتحدث عنه العالم باعتباره المكان الحلم للحياة والتنقل والعيش الكريم، لا يقف في الفراغ، ولا يضع أقدامه في رمال متحركة، حتى وإن كان رأسه يطاول السحاب، فالإنسان يعيش على الأرض دائماً، والأرض تستمد شرعيتها وثباتها من تاريخها، ومما تتالى عليها من أحداث وحضارات.

فلو تتبع أحدنا خيط المدينة منذ أول حي من أحيائها، منذ بدايات تركز وإقامة التجمعات والأسر المعروفة، ثم أول المدارس، وأول الأسواق فيها، أول الحوانيت، وأول القادمين من خلف البحر الكبير، أول المشافي، وأول المعلمين، وأول دكان باع للتلاميذ الدفاتر والأقلام والفلافل والكيك، وأول «مطاوعة» تدريس القرآن، أحياء الصيادين، وورش النجارين، هذه هي المدينة الحقيقية، وهذه هي ذاكرتها التي علينا أن نتتبع خيطها كما يتتبع عازف ناي خط نغمته من قاع القلب إلى قاع القلب!

تلك ذاكرة مرتبطة بجيل كامل عاش سنوات ما قبل الاتحاد، لكنه لم يفتقد المكتبة العامة وثقافة القراءة مثلاً، فمدينة كدبي عرفت المكتبات العامة سنة 1960 قبل أن يكون هناك دولة أو اتحاد، لكن كان هناك إنسان ممتلئ بالإرادة والرغبة والمعرفة، وكانت هنالك أسواق متخصصة كأرقى مدن الحضارات، سوق للمرايا، سوق للأدوية الشعبية، سوق للأقمشة، سوق للذهب، للفحم، لبيع المواشي و.... الخ، لم تكن المدينة في الإمارات مفتقدة في أية لحظة، بل كانت موجودة ومتطورة جداً!

الرواية ابنة المدينة، كما قال الناقد الروسي الكبير لوكاش، ونحن لدينا مدينة منذ القدم، وعلينا أن ننبش تحت جلدها لنستخرج كنوزها سرداً جميلاً متقدماً!