أحدث الأخبار
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد
  • 11:47 . محاولات ديمقراطية في الكونغرس الأمريكي لوقف صفقات أسلحة إماراتية... المزيد
  • 11:45 . "الصحة" تطلق خدمة فورية لإثبات شهادات التمريض من الخارج دون أوراق... المزيد

لماذا أدمنت السلفية الجهادية الفشل والتفشيل

الكـاتب : أحمد موفق زيدان
تاريخ الخبر: 01-12-2017


بين أحداث الجزائر والشام حوالي ثلاثة عقود تقريباً، خبرت فيها السلفية الجهادية بنسخها المتعددة الفشل والتفشيل لأي مشروع صحوي يُعيد للأمة حريتها واستقلالها ودينها. كانت التجربة الأولى في الجزائر يوم خرجت الجماعة الإسلامية المسلحة «جيا» على جبهة الإنقاذ الإسلامية أكثر مما خرجت على النظام الجزائري الذي انقلب على خيار الشعب هناك، بعد أن كادت أغلبيته التامة تحسم خيارها لصالح الجبهة في انتخابات عام 1991، فقطع الجنرالات الطريق على الجبهة وحلّوها وفرضوا الحكم العسكري.
ردّت الجبهة على ذلك بتشكيل جيش الإنقاذ، وامتلك شرعية داخلية ودولية على حساب تراجع شعبية الجنرالات المكروهين يومها، فكان أن تأسست «جيا»، والتي أخذت على عاتقها بعلم أو بجهل نسف كل مشروعية للتغيير في الجزائر؛ فشرعت بحرب ضروس على الجبهة وجيش الإنقاذ وقتلت منهم ما لا يعلمه إلا الله، بينما كان على الجبهة وجيش إنقاذها أن يحاربا على أكثر من جبهة داخلية وخارجية، كما حصل مع الثورة الشامية في ظهور داعش. ورويداً رويداً اكتسب الجنرالات شرعية دولية وحتى صمتاً شعبياً خشية من القادم الأسوأ، وهو ما تكرر مع كل الجنرالات والمستبدين الذين حكموا بشرعية «مقاومة الإرهاب».. الجزائر، مشرف، السيسي، بشار، وغيرهم.
لم تمضِ سنوات على هذه التجربة حتى كانت السلفية الجهادية على موعد فشل جديد في أفغانستان، لكن هذه المرة فشل مزدوج، إنه فشل لذاته وفشل لغيره، فشل ذاتي للقاعدة التي بدأت بالتحرّش بأميركا، بتفجيرات كينيا وتنزانيا عام 1998، ثم تفجير «يو إس كول» في أكتوبر 2000 باليمن، لتتوج بهجمات نيويورك وواشنطن عام 2001، والتي كانت وبالاً على الحاضنة الطالبانية الأفغانية للسلفية الجهادية؛ فدفعت الإمارة الطالبانية التي تمكّنت بشقّ نفسها وشق الأنفس الباكستانية المؤيدة لها، من الحصول على اعتراف دولي أغاظ إيران التي رأت على حدودها أنموذجاً سنّياً ينافس مشروعها التي تنادي به، وهو مشروع الجمهورية الإسلامية.
لكن الفشل وإدمانه تواصلا بعد سنوات معدودة في الصومال حين بدأت حركة الشباب تواصل القراءة من النص المكتوب نفسه بالجزائر وأفغانستان، فشنت حرباً على الاتحاد الإسلامي الصومالي والمحاكم الشرعية، فكان الجنون عنواناً رهيباً لكل العمليات التي نفذتها حركة الشباب، مستهدفة فنادق وأعضاء برلمان وخريجين من كليات الطب وغيرها من الجنون المنفلت.
في العراق تواصل إدمان الفشل من حالة الزرقاوي واستعداء كل ما هو حاضنة اجتماعية للمقاومة، وقتال فرقائها، والنيل من قادتها وعلماء العراق؛ إلى تنظيم الدولة الذي أتى ليسحق كل من ينافسه من الخط الإسلامي والوطني، ليجد الاحتلال الأميركي والإيراني الأرض ممهدة بعد هزيمته، ما دام التنظيم قد أفقر وصحّر الأرض السنّية المقاوِمة أمام أعدائها!
في الشام، سعت جبهة النصرة ثم فتح الشام وأخيراً باسمها الجديد «هيئة تحرير الشام»، إلى القراءة من النص نفسه؛ فتخلصت من منافسيها الجهاديين، لكن استيقظت نصف استيقاظ أخيراً يوم انفصلت عن القاعدة تنظيمياً، وهو ما أخرج الظواهري عن صمته أخيراً بمهاجمتها ومهاجمة زعيمها أبو محمد الجولاني؛ لاعتقاله قادة القاعدة الجدد في سوريا الساعين إلى تشكيل تنظيم جديد فيها على ما يبدو، وهو الأمر الذي يتوجب على الهيئة والفصائل الثورية الأخرى سرعة التنسيق والتعاون فيما بينهم، أملاً في إنقاذ آلاف الشباب السوري من محارق قد تنتظرهم ضد بعضهم بعضاً في أية لحظة، وتأكيداً لقطع الطريق على مشاريع لا تتحملها الساحة الشامية؛ كي لا تكون كالمنبتّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.;