أحدث الأخبار
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . ترامب يتحدث عن مفاوضات متعمقة مع حماس ويطالبها بالإفراج عن الأسرى... المزيد
  • 11:12 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ باستهداف أبراج في مدينة غزة... المزيد
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد
  • 06:52 . مباحثات أوروبية ـ إيرانية في الدوحة حول البرنامج النووي قبل إعادة فرض العقوبات... المزيد
  • 06:52 . حماس: مجرم الحرب نتنياهو يصر على إفشال جهود الوسطاء... المزيد
  • 06:50 . "رويترز": ترامب يعتزم السماح بصفقة بيع 100 طائرة مسيّرة متطورة إلى السعودية... المزيد
  • 06:50 . قطر والاتحاد الأوروبي يبحثان في الدوحة مستجدات غزة والقضايا الإقليمية المشتركة... المزيد
  • 12:21 . متعاملون يشكون تأخير إصدار "براءة الذمة" وخبراء يقترحون منصة موحدة... المزيد

قوة الاستغناء!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-12-2017


«وماذا عن قناعتك؟»، كان السؤال الذي وجّه إلي مفاجئاً، فشحذت حواسي وأعدت ترديد السؤال بصوت مسموع، لم أفهم مغزى كلمة «قناعتك»، أهي القناعة التي هي نقيض السخط، وبالتالي فأنا أمام مفهوم فلسفي يمكن أن يُحتسب عليّ كموقف ديني إذا تورطت في أي نوع من الإجابة؟ لأننا تربينا على أن القناعة من الإيمان، وأنها رديف الرضا بقضاء الله وقدره، لذلك تمنيت أن يكون للعبارة معنى آخر، المعنى الموازي للأفكار التي نؤمن بها في حياتنا ونقتنع بقوة حجيتها، أخيراً تنفست الصعداء، إنها القناعات الفكرية فعلاً!

قلت لمحدثي: أفضّل أن أستخدم مصطلح الاستغناء بدل القناعة، فكلمة القناعة تحيلنا إلى الرضوخ السلبي، ولأنها تستقي قوة وجودها من منظور يصعب مناقشته، لكن مبدأ «الاستغناء» يبعدنا عن الحرج ويمنحنا مساحة مناقشة أكثر حرية وبلا أي نوع من الحساسية.

هذه قضية تحتاج إلى نقاش صريح وهادئ معاً، بعيداً عن التطرف وعن المزايدات العلمانية، لأننا بحاجة ماسّة إلى تحرير الخطاب العام والابداعي تحديداً من الاتهامات المجانية بالكفر والشطط لمجرد كلمات أو أسطر يتم تأويلها بشكل خاطئ جداً يضع الروائي أو الشاعر أو الصحفي أو القاص في قفص الاتهام بمعاداة الدين بسبب كلمة أو جملة يتم فهمها وتأويلها خطأ، ما يقاربنا مباشرة من مسألة معاداة السامية التي تشكّل عقبة وقيداً ومأزقاً أمام الحريات في الغرب!

إن المبدع بحاجة إلى أن «يستغني» عما عند غيره، وأن يكتفي بما عنده، ليس تكبراً ولا جهلاً، ولكن امتلاءً واكتفاءً، كي يتفرغ لإبداعه بشكل حقيقي ومحترف، متعالياً على الصراعات والخلافات والتنافسات التافهة التي لا تعود عليه إلا ببعض الاصطفافات المجانية التي تُفقده براءة الموقف وسلامة النية ووضوح الهدف!

الاستغناء قوة، لأن من يستغني يفترض به أن يقبض بقوة على أدواته التي لا يعود مضطراً فيها إلى سؤال أحد، نقصد هنا سؤال الحاجة لا سؤال المعرفة، لأن المبدع يجب ألّا يستغني عن سؤال المعرفة الذي هو سؤال الوعي وسؤال القوة معاً! إذاً فإن على المبدع كذات وككيان أن يشحذ إمكانياته، وينحت مشروعه بدأب في واقعه، ويمعن في الانتماء إلى هذا المشروع، متخلصاً من الثرثرة بلا معنى، ومن الضجيج بلا داعٍ، ومن الرغبات بلا ضرورة. الاستغناء قوة، هذا ما يجب أن يبني عليه المثقف بيت إبداعه القوي!