أحدث الأخبار
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . ترامب يتحدث عن مفاوضات متعمقة مع حماس ويطالبها بالإفراج عن الأسرى... المزيد
  • 11:12 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ باستهداف أبراج في مدينة غزة... المزيد
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد

دبلوماسية «الابتزاز» الأميركية لن تحقّق أهدافها

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 08-01-2018


ليس معلوماً ولا مفهوماً، كيف يريد دونالد ترمب تطبيق سياساته، ما دامت طرائقه منفّرة للحلفاء قبل الخصوم، أو حتى غير مقبولة من عواصم تُعتبر أقرب إلى واشنطن من سواها، ففي الموقف من تظاهرات الاحتجاج في إيران كان الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي وحيدين، تماماً كما كانا -ولا يزالان- وحيدين في تأييد قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وكان الرئيس الأميركي أغلق العام 2017 مهدّداً بقطع المساعدات عن الدول التي تتحداه، وتصوّت ضد قراره ذاك في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد باشر تنفيذ تهديده، بادئاً أولاً بحجب جزءٍ من مساهمة الولايات المتحدة في ميزانية الأمم المتحدة، ثم أتبعه بوقف المساعدة للسلطة الفلسطينية، كما ثبّت تجميد التمويل الأمني والشحنات العسكرية لباكستان.
لا شك أن مجمل الدول الغربية، باستثناء عدد قليل، تعاطفت مع المحتجّين الإيرانيين، سواء بدواعي احترام حقوق الإنسان وتفهّم المطالب الاقتصادية، أو لدواعٍ سياسية تلتقي مع شعارات وهتافات أطلقها المتظاهرون، وهاجموا فيها التدخل الإيراني في سوريا وغزّة ولبنان، ناهيك عن العراق واليمن، لكن التعاطف الأوروبي لم يبلغ حدّ الدعوة إلى "تغيير النظام"، كما ورد في تغريدات ترمب، ثمة أسباب لذلك، ومن أهمها وجود تعارض واضح في مفاهيم مواجهة إيران بين الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية، فواشنطن تدعو إلى تشكيل "تحالف دولي" للتصّدي للنفوذ الإيراني، لكن الحلفاء الأوروبيين لا يثقون في الاستراتيجية الأميركية، ويريدون التأكد من أنها لن تقود إلى حرب جديدة في منطقة الخليج، ومن تلك الأسباب أيضاً أن التظاهرات لم تستطع، رغم تمكّنها من كشف معضلة داخلية عميقة وخطيرة، أن تنتج حالاً ثابتة ومهددّة للنظام الذي توصّلت تكتيكاته الأمنية، على العكس، إلى احتواء الحراك الشعبي، عازلاً نقاط التظاهر عن بعضها البعض، ومستخدماً العنف في عدد من المناطق.
لذلك راوحت المواقف الأوروبية بين الدعوة إلى ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف، وبين الدعوة إلى حوار جدّي لمعالجة مطالب المحتجّين، وكان موقف تركيا لافتاً بتأييدها الإجراءات التي تتخذها طهران لإنهاء موجة الاحتجاج، ما عنى أن التقارب بين الجارين في أفضل أحواله، وعشية محاولة أميركية لتدويل الحدث الإيراني في مجلس الأمن، كانت موسكو وبكين شديدتَي الاستياء من عزم الولايات المتحدة على التدخل في شؤون إيران الداخلية، وبالتالي فإن الانقسام الدولي حول سوريا مرشح لأن يتواصل في شأن إيران، بل سيكون أكثر شراسة، لأن روسيا والصين تعتبران أن المسّ بإيران اليوم يعني أنهما ستكونان التاليتين على اللائحة الأميركية.
 قد لا يكون عدم ثقة الحلفاء والأصدقاء بسياسات واشنطن حالاً استثنائية، إلا أنه يشكل حالياً ظاهرة غير مسبوقة مع جنوح أميركا-ترمب إلى استخدام دبلوماسية "الابتزاز" بالمساعدات، وإذ ردّ الفلسطينيون على التهديد بأن "القدس ليست للبيع"، وأن المساعدات التي تقدّم إليهم هي "من أجل إسرائيل" أولاً وأخيراً، فإن الباكستانيين ردّوا أيضاً بأن المساعدات ليست مجانية، بل تُوفَّر لقاء خدمات وتسهيلات، وبالتالي فإن تعليقها "سيأتي بنتائج عكسية" بالنسبة لمكافحة الإرهاب عموماً، وكذلك بالنسبة لمطالبة واشنطن بالتشدّد في مقاتلة حركة "طالبان" و"شبكة حقاني"، لكن حياة الفلسطينيين والباكستانيين وموتهم لا يتوقفان على المساعدة الأميركية، ويُفترض أن واشنطن تعرف أن "الابتزاز" لن يُجبر الفلسطينيين على قبول خطتها للسلام طالما أنها غير منصفة، ولن يُجبر باكستان على الرضوخ لمطالب لا تتناسب مع أمنها.;