أحدث الأخبار
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . ترامب يتحدث عن مفاوضات متعمقة مع حماس ويطالبها بالإفراج عن الأسرى... المزيد
  • 11:12 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ باستهداف أبراج في مدينة غزة... المزيد
  • 09:27 . هل تذهب أبوظبي فعلاً إلى قطع علاقاتها مع الاحتلال إذا مضى في ضم الضفة الغربية؟... المزيد
  • 09:23 . الإمارات وقطر توقعان مذكرة تفاهم للتعاون بمجالات العمل وتنمية الموارد البشرية... المزيد
  • 09:22 . رئيس الدولة وسلطان عُمان يؤكدان دعم الشعب الفلسطيني وحل الدولتين... المزيد

الذين يبعثرون هدوء الأمكنة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-01-2018


نظر جميع الرجال وحتى النساء إلى تلك المرأة الغاضبة التي اجتاحت بهو الفندق تتطاير الكلمات الغاضبة من فمها، وهي تتحدث بفرنسية متمكنة، بدا واضحاً أن أحداً ما قد أغضبها، لكن أحداً لم يفهم عن ماذا كانت تتحدث، وبرغم أن الطقس في الخارج كان بارداً إلى حد التجمد، فإنها نزعت معطفها وجلست بثياب أقرب لملابس الصيف، وظلت تفور كمرجل دون أن تتوقف ولو لدقيقة واحدة، دون أن تعير أحداً من الحاضرين نظرة ولو خاطفة، كانت تتصرف وكأن لا أحد في المكان غيرها، أما ابنها الشاب الصغير الذي كان برفقتها فكان يركز عينيه ويديه على شاشة هاتفه، بينما هي توجه كل حديثها إليه، ما زاد في غضبها أكثر!

بقيت أكثر من ساعة على الحالة نفسها، وحين ضاقت ذرعاً بعدم تجاوب ابنها معها، دفعته إلى النهوض، ولبست معطفها، وانطلقت خارجة بالغضب نفسه الذي دخلت به، أخذت طاقتها السلبية وضجيجها معها، فتنفس الجميع الصعداء!

تذكرك هذه المرأة بأشخاص تعرفهم في حياتك، تشعر بأن لا شيء يبقى في مكانه إذا حضروا، يبعثرون الهدوء، جزيئات الهواء، صفاء النفس، يجعلون المكان معبأ بالتوتر والتشنج، متبرمون دائماً، أو غاضبون أو منزعجون، ينتقدون كل شيء وكل شخص وكل خدمة وكل قرار وكل خبر وعلى طول الخط، لا شيء يعجبهم ولا شيء يرضيهم، فكيف يمكن أن تكون الحياة مع هذه الشاكلة من الناس؟!

ذلك الشاب المسكين اعتاد على سلوك والدته الذي لا يطاق، فاخترع وسيلته الخاصة لاحتمالها ولإرضائها في الوقت نفسه، أن يلغي تفاعله مع سلوكها، بعد أن اعتاد وتشبع به، ووجد أن إصلاحه غير ممكن، لكن ماذا لو لم تكن والدته؟ لو كانت زوجته أو صديقته؟ في حديثه عن الأشخاص السلبيين، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «لقد تخليت عن بعض أصدقائي بسبب إصرارهم على التفكير بطريقة سلبية، فلو كانت الشمس في وسط السماء لأصروا على عدم وجودها!!».

في الشتاء، حيث يصبح الطقس قاسياً بشكل لا يحتمل، فإن الجسد والروح يتأثران بحالة الطقس هذه، إذا كنت صاحب نفس سلبية سترى كل سيئات الحياة في ذلك الطقس، وإن كنت عكس ذلك فسترى كل ما يحميك من شراسة البرد، وستخرج باحثاً ومحتفياً بالحياة حيثما كانت، وسيكون آخر ما تتوقعه أن تنقض على مزاجك امرأة شرسة كتلك التي دخلت كعاصفة مالئة المكان بفوضى ضجيجها، وخرجت كإعصار!!