أحدث الأخبار
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد
  • 11:27 . الكويت تقر مذكرة للتعاون الاستخباراتي مع السعودية... المزيد
  • 11:57 . "سفينة الصمود الخليجية" تبحر من تونس نحو غزة الأربعاء... المزيد
  • 07:12 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن... المزيد
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد

كيماوي الأسد بين النفي الروسي والعقاب الأميركي

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 16-04-2018

الرواية الروسية أولاً، وهي لا تفيد بشيء بل تنفي -كالعادة- أية وقائع لا تناسبها؛ كونها تنسب إلى حليفها/ تابعها النظام السوري أي اتهامات يمكن أن تحرجها إذا سلّط المجتمع الدولي الضوء عليها. ومن ذلك استخدام السلاح الكيماوي المحظور دولياً، كما في معضمية الشام في أغسطس 2013، وفي خان شيخون في أبريل 2017، كذلك دُوما في أبريل 2018، لم يحصل ما يثير اهتمام روسيا، بل مجرد أعمال عسكرية اعتيادية في أية حرب.
في الأولى قالت إن أقمارها الاصطناعية أظهرت أن فريقاً من المعارضة هو الذي قصف المعضمية بالكيماوي، لكن اتفاقها مع الولايات المتحدة على تصفية الترسانة الكيماوية انطوى على عقاب للنظام بموافقتها. في الثانية كانت قد أصبحت على الأرض ولا يطير طير في الأجواء السورية خارج راداراتها، ومع ذلك أنكرت ما حصل في خان شيخون؛ لكن الولايات المتحدة ردّت بضربة صاروخية لمطار الشعيرات، ثم شكّكت روسيا في التحقيق الأممي. وقبل أن تنجح في إغلاق الملف قُصفت دُوما بالكيماوي وتجدّد النفي إلا أن واشنطن اعتبرتها مسؤولة مباشرة.
الرواية الأخرى لما شهدته مدينة دُوما هي نتاج تقنيات وخبرات تراكمت لدى المعارضة السورية والطواقم الطبية، بحيث لا يحول عزل المناطق عسكرياً دون وصول عيّنات وأدلة إلى عواصم غربية مهتمّة ومعنيّة بكشف حقائق استخدام الأسلحة المحرّمة ومنها الغازات السامة. فهذه هي الوسيلة الوحيدة الممكنة لضبط النظام السوري بالجرم المشهود، وكذلك لاتهامه وإدانته تمهيداً لمحاسبته مهما عملت روسيا على تحصينه وتعطيل مجلس الأمن كلّما حاول مساءلته، تماماً كما تفعل الولايات المتحدة بالنسبة إلى إسرائيل. كان النظام استخدم كل أنواع الأسلحة بما فيها الصواريخ الباليستية ضد المدن والبلدات، وبعد تدخّلها لإنقاذه جرّبت روسيا أسلحة فتّاكة جديدة، لكن تجاوز الخط الأحمر إلى السلاح الكيماوي لا يمكن السكوت عليه، وإلا أصبح استخدامه شائعاً و»شبه شرعي». ومع ذلك فإن الردّ الأميركي - البريطاني - الفرنسي لم يخرج عن الإطار الرمزي والاستعراضي، لماذا؟ أولاً لأن أميركا وروسيا لا ترغبان في المواجهة بينهما رغم التحديات التي تتبادلانها. وثانياً لأن أية ضربات تهدف إلى تقويض النظام تجازف بإيقاع سوريا في أيدي إيران، وفي عام 2013 كانت حجة عدم ضربه أن البلد سيقع في فوضى الإسلاميين المتناحرين؛ ما يعني أن وحشية النظام لا تزال العنصر الحاسم في بقائه وحمايته.
إذاً فالخطوط الحمراء واضحة جداً لكل الأطراف.. الأميركي والروسي يتجنّبان استفزاز أحدهما الآخر، والإيراني والإسرائيلي يتفاديان تحدّي الروسي؛ ما يتيح لموسكو أن تستمر في إدارة حركة المرور، بحيث يحقّق الجميع أهدافهم بشكل أو بآخر، شرط عدم تجاوز الإرادة الروسية.
بناء على ذلك اعتُبرت روسيا مسؤولة عن استخدام السلاح الكيماوي؛ إذ لا يمكن أن يقوم نظام بشار الأسد بهجوم كهذا من دون تنسيق مع «الكرملين»، إن لم يكن بطلب منه؛ لأنه يريد تحريك السياسات الأميركية الراكدة حيال مصالحه الدولية، لكن المشكلة مع روسيا أنها لا تعمل على حلّ أزمة سوريا بل تديرها وتحاول استثمارها والتكسّب منها؛ ولذلك فهي تجتهد في تنظيم الأعمال العسكرية المتناقضة ولو بأكثر التسويات تعقيداً. لكن يتعذّر عليها الاعتراف بأكثر الأفكار بديهية للحل السياسي؛ وذلك لأنها وحليفها نظام الأسد لا يجدان مصلحة في أي حلّ «حقيقي» حتى بعد تمكّنهما مع الإيرانيين من الحسم العسكري في معظم المناطق.;