أحدث الأخبار
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد

كيماوي الأسد بين النفي الروسي والعقاب الأميركي

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 16-04-2018

الرواية الروسية أولاً، وهي لا تفيد بشيء بل تنفي -كالعادة- أية وقائع لا تناسبها؛ كونها تنسب إلى حليفها/ تابعها النظام السوري أي اتهامات يمكن أن تحرجها إذا سلّط المجتمع الدولي الضوء عليها. ومن ذلك استخدام السلاح الكيماوي المحظور دولياً، كما في معضمية الشام في أغسطس 2013، وفي خان شيخون في أبريل 2017، كذلك دُوما في أبريل 2018، لم يحصل ما يثير اهتمام روسيا، بل مجرد أعمال عسكرية اعتيادية في أية حرب.
في الأولى قالت إن أقمارها الاصطناعية أظهرت أن فريقاً من المعارضة هو الذي قصف المعضمية بالكيماوي، لكن اتفاقها مع الولايات المتحدة على تصفية الترسانة الكيماوية انطوى على عقاب للنظام بموافقتها. في الثانية كانت قد أصبحت على الأرض ولا يطير طير في الأجواء السورية خارج راداراتها، ومع ذلك أنكرت ما حصل في خان شيخون؛ لكن الولايات المتحدة ردّت بضربة صاروخية لمطار الشعيرات، ثم شكّكت روسيا في التحقيق الأممي. وقبل أن تنجح في إغلاق الملف قُصفت دُوما بالكيماوي وتجدّد النفي إلا أن واشنطن اعتبرتها مسؤولة مباشرة.
الرواية الأخرى لما شهدته مدينة دُوما هي نتاج تقنيات وخبرات تراكمت لدى المعارضة السورية والطواقم الطبية، بحيث لا يحول عزل المناطق عسكرياً دون وصول عيّنات وأدلة إلى عواصم غربية مهتمّة ومعنيّة بكشف حقائق استخدام الأسلحة المحرّمة ومنها الغازات السامة. فهذه هي الوسيلة الوحيدة الممكنة لضبط النظام السوري بالجرم المشهود، وكذلك لاتهامه وإدانته تمهيداً لمحاسبته مهما عملت روسيا على تحصينه وتعطيل مجلس الأمن كلّما حاول مساءلته، تماماً كما تفعل الولايات المتحدة بالنسبة إلى إسرائيل. كان النظام استخدم كل أنواع الأسلحة بما فيها الصواريخ الباليستية ضد المدن والبلدات، وبعد تدخّلها لإنقاذه جرّبت روسيا أسلحة فتّاكة جديدة، لكن تجاوز الخط الأحمر إلى السلاح الكيماوي لا يمكن السكوت عليه، وإلا أصبح استخدامه شائعاً و»شبه شرعي». ومع ذلك فإن الردّ الأميركي - البريطاني - الفرنسي لم يخرج عن الإطار الرمزي والاستعراضي، لماذا؟ أولاً لأن أميركا وروسيا لا ترغبان في المواجهة بينهما رغم التحديات التي تتبادلانها. وثانياً لأن أية ضربات تهدف إلى تقويض النظام تجازف بإيقاع سوريا في أيدي إيران، وفي عام 2013 كانت حجة عدم ضربه أن البلد سيقع في فوضى الإسلاميين المتناحرين؛ ما يعني أن وحشية النظام لا تزال العنصر الحاسم في بقائه وحمايته.
إذاً فالخطوط الحمراء واضحة جداً لكل الأطراف.. الأميركي والروسي يتجنّبان استفزاز أحدهما الآخر، والإيراني والإسرائيلي يتفاديان تحدّي الروسي؛ ما يتيح لموسكو أن تستمر في إدارة حركة المرور، بحيث يحقّق الجميع أهدافهم بشكل أو بآخر، شرط عدم تجاوز الإرادة الروسية.
بناء على ذلك اعتُبرت روسيا مسؤولة عن استخدام السلاح الكيماوي؛ إذ لا يمكن أن يقوم نظام بشار الأسد بهجوم كهذا من دون تنسيق مع «الكرملين»، إن لم يكن بطلب منه؛ لأنه يريد تحريك السياسات الأميركية الراكدة حيال مصالحه الدولية، لكن المشكلة مع روسيا أنها لا تعمل على حلّ أزمة سوريا بل تديرها وتحاول استثمارها والتكسّب منها؛ ولذلك فهي تجتهد في تنظيم الأعمال العسكرية المتناقضة ولو بأكثر التسويات تعقيداً. لكن يتعذّر عليها الاعتراف بأكثر الأفكار بديهية للحل السياسي؛ وذلك لأنها وحليفها نظام الأسد لا يجدان مصلحة في أي حلّ «حقيقي» حتى بعد تمكّنهما مع الإيرانيين من الحسم العسكري في معظم المناطق.;