أحدث الأخبار
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد
  • 11:27 . الكويت تقر مذكرة للتعاون الاستخباراتي مع السعودية... المزيد
  • 11:57 . "سفينة الصمود الخليجية" تبحر من تونس نحو غزة الأربعاء... المزيد
  • 07:12 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن... المزيد
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد

التوترات والبورصات

الكـاتب : محمد العسومي
تاريخ الخبر: 19-04-2018

بسرعة كبيرة انعكست التوترات الجيو-سياسية في الشرق الأوسط بين القوى الكبرى والإقليمية على الأوضاع الاقتصادية والمالية في العالم، وبالأخص أداء البورصات والنفط وأسعار الذهب والعملات، بحيث أضحى المتعاملون والمستثمرون يدورون في متاهة ويتخذون قرارات متوترة، كنتيجة طبيعية لتوتر الأجواء السياسية والعسكرية، والتي تنذر بتطورات خطيرة وحروب مدمرة.

يحدث ذلك بصورة عفوية وتلقائية، فالبحث عن ملاذات آمنة لرؤوس الأموال تقف على رأس أولويات المستثمرين والمدخرين في مثل هذه الحالات، لذلك رأينا انخفاضات حادة بلغ بعضها 3% تقريباً في العديد من بورصات العالم، بما فيها «وول ستريت» في محاولات من المستثمرين لاستباق الأحداث والتخارج بهدف الحفاظ على ثرواتهم بتسييل الأسهم والاتجاه لبعض الأصول الأكثر استقراراً في زمن الحروب، كالذهب على سبيل المثال. كما شهدت أسعار النفط ارتفاعات ملحوظة لتصل إلى 73 دولاراً للبرميل، ولأول مرة منذ ديسمبر 2014، وهو تطور إيجابي للبلدان المنتجة للنفط سيساهم في زيادة عائداتها وتحسين أوضاعها الاقتصادية والمالية.
    
 
أما العملات، فقد اتخذت مسارات متناقضة، ففي الوقت الذي ارتفع فيه الطلب على العملات العالمية، كالدولار الأميركي واليورو والجنيه الاسترليني، كعملات مستقرة وقوية، فإن بعض العملات الأخرى، وبالأخص عملات الدول الإقليمية ذات العلاقة المباشرة بتوتر الأوضاع، كـ«التومان» الإيراني والليرة التركية، فقد عانتا من تدهور كبير، فالعملة الإيرانية شهدت شبه انهيار لتنخفض خلال يومين فقط بنسبة 16٪ برغم محاولات البنك المركزي هناك - الذي لا يملك الكثير من خيارات التدخل لحماية العملة - حيث امتنعت محال الصرافة عن استبدالها بالدولار، ما فاقم من تدهورها، في حين انخفضت الليرة التركية بنسبة 5% خلال الفترة ذاتها.

تزامن ذلك مع انخفاضات حادة في بورصات المنطقة، بما فيها البورصات العربية، والتي تقع في مركز الأزمة المتفاقمة بين الدول الكبرى في سوريا بسبب استخدام الأسلحة الكيماوية وتوجيه ضربات عسكرية لمنع التمادي في ذلك ووقف التمركز العسكري الإيراني في سوريا. من الواضح أن الأوضاع مرشحة للمزيد من التأزم، وبالتالي، فإنه يتوقع أن تشهد المؤشرات الاقتصادية المزيد من التدهور في الفترة القادمة، فالضربات العسكرية أو الحرب تعني باختصار تدهوراً في مجال الاستثمار والتجارة الدولية، والتي تزداد سوءاً بسبب الحرب التجارية غير المعلنة بين الولايات المتحدة والصين، والتهديد المستمر لمليشيات «الحوثي» الإيرانية لخطوط الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، والتي تعمل دول التحالف العربي على حمايته وبقائه مفتوحاً وآمناً أمام التجارة الدولية.

مجمل هذه التطورات ستجد لها انعكاسات مؤلمة على المستويات المعيشية للسكان في للعديد من البلدان، وبالأخص إيران، حيث بلغت معدلات التضخم مستويات قياسية بسبب انهيار «التومان»، وتجديد بعض قرارات المقاطعة الاقتصادية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما قد يتسبب في تجدد الانقسامات والتظاهرات المناوئة لنظام الملالي في طهران.

وفي الوقت نفسه، ستزداد معاناة الاقتصاد التركي، إذ أنه برغم تحقيقه لمعدلات نمو كبيرة في العام الماضي، إلا أن التدهور المستمر للعملة التركية ومعدلات التضخم العالية ستقلل من أهمية معدلات النمو، خصوصاً وأن التزامات تركيا في المنطقة تتزايد وتكلف خزانة الدولة مبالغ طائلة. أما الاقتصادات العربية فستتحمل أضراراً أقل، وذلك بفضل إمكانية ارتفاع أسعار النفط مع اشتداد توتر الأوضاع، إلا أن البورصات العربية ستتحمل العبء الأكبر من هذه الانعكاسات السلبية، في حين ستبقى العملات عند مستوياتها الحالية متماسكة ومستقرة. وفي ظل عدم الاستقرار في الشرق الأوسط والمؤشرات الخاصة بإمكانية تفاقم الأوضاع باتجاه صراعات عسكرية، فإن خيارات المستثمرين ستكون محدودة، إلا أن اتخاذ القرارات الصحيحة سيساهم في تقليل الخسائر، خصوصاً وأن المضاربين سيعمدون إلى الاستفادة من هذه التطورات من خلال المبالغة في ردود الأفعال لتحقيق مكاسب سريعة وكبيرة.