أحدث الأخبار
  • 11:31 . اتفاقيات استراتيجية بين شركات سعودية وإندونيسية بـ27 مليار دولار... المزيد
  • 11:25 . محمد بن زايد ورئيس وزراء اليونان يبحثان التطورات الإقليمية وسبل تعزيز الأمن والسلام... المزيد
  • 11:23 . "الأوراق المالية" تحذر من التعامل مع شركات وهمية... المزيد
  • 11:21 . "التربية": لا استثناءات للسفر أو المرض المؤقت يمنحان الطالب حق أداء الاختبارات "عن بعد"... المزيد
  • 11:16 . تحقيق: متعاقدون أميركيون يطلقون النار ويستخدمون قنابل صوتية ضد فلسطينيين خلال توزيع مساعدات بغزة... المزيد
  • 11:09 . إعلام عبري: السعودية تدخلت لإسقاط مسيّرات وصواريخ إيرانية كانت في طريقها نحو "إسرائيل"... المزيد
  • 11:36 . الرئيس الإيراني يقر بدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 11:34 . "رويترز": إيران استعدت لتلغيم مضيق هرمز أثناء الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:31 . قرقاش: تواصلنا مع البرهان وحميدتي بطلب أممي لتفادي الحرب في السودان... المزيد
  • 11:22 . رئيس الدولة يجري مباحثات هاتفية مع رئيسي كوريا الجنوبية ونيجيريا لتعزيز التعاون الثنائي... المزيد
  • 11:00 . الاتحاد الأوروبي يعرض تسهيل استئناف المفاوضات النووية مع إيران... المزيد
  • 10:56 . أربع وفيات ومفقودون في انقلاب بارجة سعودية بخليج السويس... المزيد
  • 10:54 . فرنسا تسلم السنغال قاعدة عسكرية في إطار انسحاب قواتها من البلاد... المزيد
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد
  • 05:28 . "نيويورك تايمز": منصور بن زايد يقود أدواراً سرية ومؤثرة في حروب المنطقة بعيداً عن أضواء الرياضة... المزيد
  • 11:01 . "التربية" تفتح باب مراجعة الدرجات لطلبة الثاني عشر وتعلن مواعيد نتائج باقي الصفوف... المزيد

أمي.. التي دلتني على الكتب!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-04-2018


حين كنت صغيرة، ليست لدي أي تصورات عن العالم خارج أسوار المنزل الذي أعيش فيه، لم أعرف ملمس الورق بعد، ولا كيف يكتب القلم، ولا من أين تأتي الدفاتر والأوراق والكتب، كانت أمي تحلم وترسم علاقتي بالمعرفة تماماً، كما تفصل ثيابي وتحيكها بإتقان وشغف!

ولدت في حي «عيال ناصر»، وفيه عشت طفولتي وتعرفت إلى تفاصيل الحياة الحقيقية التي سترسم طريقة تفكيري وتعاملي مع الحياة: البحر، العائلة، الأصدقاء، ثم كانت المدرسة مفتتح الحلم وبدايات الطريق الطويل نحو المعرفة والوعي وفتوحات البصيرة.

أدخلتني مدرسة القرآن باكراً جداً، وفاء لنذر قطعته على نفسها، فكان (المطوع سعيد الخدري) المعلم الأول في حياتي، كان معلم قرآن معروفاً في ديرة. وكان صارماً، لكننا تعلمنا منه الكثير. ثم كانت المطوعة (عوشة) المرأة الصارمة التي لم تتساهل يوماً عندما يتعلق الأمر بالحفظ، فصادقنا ابنتها لنتجنب ضربها، لكنها ضربتنا وعلمتنا الكثير.

ورثت أمي حب البحر من كل مَن وما يحيطها، ورثت مثلها عشق البحر من جدي وخالي، ومنها ورثت حب المعرفة، وعن والدي ورثت لوثة السفر والترحال، وحين افتتحت المدرسة الأولى في منطقة ديرة - مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات - كانت أول النساء مسارعة لتسجيلي فيها، وهناك، في المدرسة، بدأ التغيير فعلاً، لقد صارت القراءة تنمو في داخلي كشجرة غرستها أمي، ثم صارت الشجرة غابة تملؤني وتلونني وتطير بي إلى كل الدنيا!

كانت أمي تنتظرني وأنا عائدة من المدرسة تسألني السؤال نفسه كل يوم: ماذا أحضرت لي اليوم؟ فأفتح الحقيبة وأخرج لها القصة، وأبدأ بالقراءة، وكانت هي تبتسم كمن حصل على كنز، أو كمن انتصر على قسوة الدنيا في عيني هذه الصغيرة التي عرفت الطريق لتفكيك شيفرة الكلمات المكتوبة، كنت أقرأ لها لتكون سعيدة، كانت القصص بالنسبة لها ولي عالماً آخر يذهب بنا بعيداً ويجعل أمي فخورة ومكتفية!

حين أصبحت الكتابة الصحافية هويتي وعملي وخبز روحي، وصاروا يسألونني: كيف أصبحت كاتبة ومن علمك أبجديات الكتابة؟ أجيبهم: «إنها أمي التي لم تكتب حرفاً، ولم تقرأ غير القرآن». هي التي فتحت أمامي مغارة اللغة باكراً، وأجلستني أمام موقد المعرفة لأزداد دفئاً واتقاداً، وعقدت صداقة قوية بيني وبين الكلمات والكتب ورائحة الحبر وعوالم الحكايات.. حكايات تتناسل يومياً ولا مجال لإيقافها.