أحدث الأخبار
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد
  • 11:27 . الكويت تقر مذكرة للتعاون الاستخباراتي مع السعودية... المزيد
  • 11:57 . "سفينة الصمود الخليجية" تبحر من تونس نحو غزة الأربعاء... المزيد
  • 07:12 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن... المزيد
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد
  • 07:15 . اتهمتها باستخدام أسلحة محظورة.. "أدلة" سودانية جديدة ضد أبوظبي أمام مجلس الأمن... المزيد
  • 01:08 . الصين تنضم رسميا إلى إعلان نيويورك حول "حل الدولتين"... المزيد
  • 01:07 . قرقاش: الدبلوماسية الناجحة تصنع أثراً يفوق ألف بيان... المزيد
  • 11:53 . "التربية" تكشف إجراءات التقييم وضوابط الترفيع لطلبة الثانوية... المزيد
  • 11:47 . التعاون الخليجي: تصريحات نتنياهو حول تهجير الفلسطينيين دعوة لتطهير عرقي... المزيد
  • 11:14 . زلزال قوي جديد يضرب شرقي أفغانستان... المزيد

أمي.. التي دلتني على الكتب!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-04-2018


حين كنت صغيرة، ليست لدي أي تصورات عن العالم خارج أسوار المنزل الذي أعيش فيه، لم أعرف ملمس الورق بعد، ولا كيف يكتب القلم، ولا من أين تأتي الدفاتر والأوراق والكتب، كانت أمي تحلم وترسم علاقتي بالمعرفة تماماً، كما تفصل ثيابي وتحيكها بإتقان وشغف!

ولدت في حي «عيال ناصر»، وفيه عشت طفولتي وتعرفت إلى تفاصيل الحياة الحقيقية التي سترسم طريقة تفكيري وتعاملي مع الحياة: البحر، العائلة، الأصدقاء، ثم كانت المدرسة مفتتح الحلم وبدايات الطريق الطويل نحو المعرفة والوعي وفتوحات البصيرة.

أدخلتني مدرسة القرآن باكراً جداً، وفاء لنذر قطعته على نفسها، فكان (المطوع سعيد الخدري) المعلم الأول في حياتي، كان معلم قرآن معروفاً في ديرة. وكان صارماً، لكننا تعلمنا منه الكثير. ثم كانت المطوعة (عوشة) المرأة الصارمة التي لم تتساهل يوماً عندما يتعلق الأمر بالحفظ، فصادقنا ابنتها لنتجنب ضربها، لكنها ضربتنا وعلمتنا الكثير.

ورثت أمي حب البحر من كل مَن وما يحيطها، ورثت مثلها عشق البحر من جدي وخالي، ومنها ورثت حب المعرفة، وعن والدي ورثت لوثة السفر والترحال، وحين افتتحت المدرسة الأولى في منطقة ديرة - مدرسة الخنساء الابتدائية للبنات - كانت أول النساء مسارعة لتسجيلي فيها، وهناك، في المدرسة، بدأ التغيير فعلاً، لقد صارت القراءة تنمو في داخلي كشجرة غرستها أمي، ثم صارت الشجرة غابة تملؤني وتلونني وتطير بي إلى كل الدنيا!

كانت أمي تنتظرني وأنا عائدة من المدرسة تسألني السؤال نفسه كل يوم: ماذا أحضرت لي اليوم؟ فأفتح الحقيبة وأخرج لها القصة، وأبدأ بالقراءة، وكانت هي تبتسم كمن حصل على كنز، أو كمن انتصر على قسوة الدنيا في عيني هذه الصغيرة التي عرفت الطريق لتفكيك شيفرة الكلمات المكتوبة، كنت أقرأ لها لتكون سعيدة، كانت القصص بالنسبة لها ولي عالماً آخر يذهب بنا بعيداً ويجعل أمي فخورة ومكتفية!

حين أصبحت الكتابة الصحافية هويتي وعملي وخبز روحي، وصاروا يسألونني: كيف أصبحت كاتبة ومن علمك أبجديات الكتابة؟ أجيبهم: «إنها أمي التي لم تكتب حرفاً، ولم تقرأ غير القرآن». هي التي فتحت أمامي مغارة اللغة باكراً، وأجلستني أمام موقد المعرفة لأزداد دفئاً واتقاداً، وعقدت صداقة قوية بيني وبين الكلمات والكتب ورائحة الحبر وعوالم الحكايات.. حكايات تتناسل يومياً ولا مجال لإيقافها.