أحدث الأخبار
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد

ملحمة العودة وما فعلته بالغزاة وبالمؤامرة

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 16-05-2018

عشرات الشهداء ارتقوا إلى العلا، وآلاف الجرحى في مسيرة العودة الكبرى من قطاع غزة، أمس الأول الاثنين، ونكتب قبل تطورات اليوم التالي.
إنه اليوم ذاته الذي احتفل به الصهاينة بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، والذي يأتي جزءاً من اعتراف ترمب بالمدينة المقدسة، عاصمة للكيان الصهيوني.
وسط هستيريا الاحتلال من أن تخطف المسيرة وشهداؤها البريق من حفل السفارة، تطوّع بعض العرب بنقل التهديدات لحركة حماس باغتيال بعض قياداتها، رداً على الإصرار على المسيرة، لكن الحركة لم تغيّر رأيها، وأصرّت على المضي في البرنامج كما كان، مع التذكير بأن المسيرة تمثل حالة إجماع بين القوى في القطاع.
لا حاجة هنا لاستعادة الجدل حول المسيرة وفوائدها، فالذين يشككون فيها هم أنفسهم الذين كانوا سيشككون لو كانت هناك مواجهة مسلحة، رغم فارق الضحايا الكبير، لأن أية مواجهة مسلحة من طرف حماس في غزة لن تكون متكافئة بحال، وستحصد عشرات الأضعاف من الشهداء، حتى لو انتهت كما سابقاتها بعجز الاحتلال عن تركيع القطاع، وفرض تسليم سلاحه، تمهيداً لضمّه للمسار الكارثي في الضفة (مسار التعاون الأمني والتعويل على المفاوضات).
قطاع غزة، شريط محدود (362 كيلو متراً مربعاً) محاصراً من البحر والبر والجو، ولا يمكنه فتح مواجهة مع العدو الصهيوني، إلا في سياق من رد العدوان، لكن بوسعه أن يكون جزءاً من مواجهة شاملة مع العدو.
في أي حال، فالمشككون هم أنفسهم، وهم الذين يوجعون رؤوسنا ليل نهار عن أولوية الخطر الإيراني الذي لم نقلل من شأنه بحال؛ ليس لأنهم يفعلون شيئاً مهماً في مواجهة ذلك الخطر (تركهم لسوريا يفضح الموقف)، بل لأنهم معنيون بمجاملة ترمب بتصفية القضية، وتمرير شروطه للحل السياسي التصفوي.
قلنا وسنظل نقول إن كل الحراك الجاري في المنطقة، وبكل تفاصيله، هو مجرد محطات على درب تصفية القضية الفلسطينية، ونتنياهو يحلم بإنجاز ما عجز عنه كيانه بعد اتفاق أوسلو، وبعد حرب العراق، وهو ليس معنياً، ولا أميركا، بوقف النزيف المدمر الناجم عن الصراع العربي الإيراني، لأنه صراع مثمر على كل صعيد، كما يعلم الجميع.
من هنا تكمن أهمية مسيرة العودة بكل فصولها، وفي المقدمة هذا الفصل الذي شهدناه يوم الاثنين، والذي عطّرته دماء الشهداء والجرحى، وجاء تزامناً مع حفل نقل السفارة، فهي تعيد التأكيد على أبجديات القضية، من حيث هي قضية لاجئين وشعب تم تهجيره من أرضه، فضلاً عن رفعها شعار القدس التي لم ولن يتم التنازل عنها، مهما كانت التضحيات.
حين تكون في مواجهة عدو مدجج بأدوات القوة، كما هو حال الكيان الصهيوني، فإن الحل ليس في نشر دعوات الاستسلام، أو تجريب المجرّب، بل في إدامة الصراع بكل وسيلة ممكنة، وجعل الاحتلال مكلفاً، وإحباط المؤامرات التي تُحاك لتصفية القضية، وهنا تكمن أهمية المسيرة، وهو ذاته ما يفسّر هيستيريا الاحتلال في مواجهتها، ومن تابع صحافة الغزاة طوال الأسابيع الماضية يدرك ذلك حق الإدراك.
لذلك كله نقول: لقد نجحت هذه المسيرة أيما نجاح، وهي في الوقت الذي أحرجت فيه بعض العرب اللاهثين خلف رضا ترمب، وكذلك صهره كوشنر الذي حضر (رفقة المدام إيفانكا) إلى القدس للمشاركة في احتفال نقل السفارة، وفضحت الغزاة ومواقفهم من الحلول، فهي فضحت أيضاً نهج السلطة الذي طالما تحدث عن المقاومة الشعبية من دون أن يترجمها على أرض الواقع، وظل يكرّس سلطته البائسة في خدمة الاحتلال، بينما يتصاعد التهويد والاستيطان بلا رادع. سلام على شهداء مسيرة القدس، وعلى جميع شهداء الحق والحرية، وسلام على جرحاها، وكل من شارك فيها في القطاع والضفة وفي الخارج، ومن نصرها من الأحرار في كل مكان، والخزي والعار للمتآمرين والمتواطئين والمتخاذلين.;