أحدث الأخبار
  • 07:33 . أبوظبي تواسي الاحتلال الإسرائيلي في قتلى عملية القدس... المزيد
  • 04:25 . الأبيض يواجه البحرين في آخر بروفة قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال... المزيد
  • 04:22 . "الإمارات للاتصالات" تعلن طرحاً ثانوياً بعد قرار "مبادلة" خفض حصتها... المزيد
  • 04:21 . عشرات الشهداء والجرحى بقصف مكثف على غزة وتدمير أكثر من 50 مبنى... المزيد
  • 04:15 . مقتل ستة إسرائيليين و15 مصابا في إطلاق نار بالقدس... المزيد
  • 04:09 . إسبانيا ستقر مشروع قانون لتطبيق حظر فعلي على الأسلحة ضد "إسرائيل"... المزيد
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد
  • 11:27 . الكويت تقر مذكرة للتعاون الاستخباراتي مع السعودية... المزيد
  • 11:57 . "سفينة الصمود الخليجية" تبحر من تونس نحو غزة الأربعاء... المزيد
  • 07:12 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض ثلاث مسيّرات أطلقت من اليمن... المزيد
  • 12:27 . مستهلكون يشكون من عرض سلع وشيكة الانتهاء ضمن عروض التخفيضات... المزيد
  • 12:13 . الشرطة البريطانية تعتقل مئات المشاركين في احتجاج على حظر حركة "فلسطين أكشن"... المزيد
  • 12:00 . كيف تأثرت الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي بحملات المقاطعة؟... المزيد
  • 11:25 . المقيمون مقابل السكان المحليين.. صراع ثقافي متنامٍ في الإمارات تزيد حدته الشركات "الإسرائيلية"... المزيد
  • 12:54 . إيران: اتفاق وشيك مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية... المزيد

شهر التكافل والتراحم

الكـاتب : مأرب الورد
تاريخ الخبر: 18-05-2018

يمثل شهر رمضان المبارك اختباراً حقيقياً للمسلمين في جميع أنحاء العالم، لقياس مدى التزامهم العملي بمقاصده وغاياته الاجتماعية، وفي مقدمة ذلك تعزيز روح الأخوة والتكافل والتراحم والتواصل لتجاوز جزء من واقع مثخن بالجراح والفرقة والصراعات.
ولا شك أن الإرادة الداخلية هي الأساس للتغيير في كل الأحوال، لكن توافرها في رمضان أسهل من غيره، ذلك أن مفهومه وفلسفته تقوم على التغيير الشامل تقريباً، ويشمل هذا تغيير عادات الأكل والشرب والإنفاق والإقبال على الله، طلباً للتوبة والمغفرة، وتحسين العلاقات بين الناس أنفسهم، إن على مستوى الأسرة أو المجتمع.
في اختبار العادات الصغيرة التي يفشل فيها البعض، كمثل الذين يتعاطون التدخين بالشهور الأخرى، يختلف حالهم برمضان ذلك أن الصوم يساعدهم في تحويل العادة اليومية إلى شيء ثانوي، تقل درجة الرغبة في البحث عنه، نظراً لطول ساعات الصيام، وهذا يشجع الراغبين في ترك مثل هذه العادة وغيرها، على تحقيق أمنيتهم في فرصة الثلاثين يوماً.
ويمكن لمن اعتاد الإنفاق الزائد أو نسي أقاربه وأصدقاءه في غمرة انشغالاته وهمومه بالحياة أن يتذكرهم في رمضان، ويتفقدهم بما تيسر وأمكن بزيارة للمنزل، أو لقاء بالمسجد، أو بمكان آخر، وفي ذلك يجمع بين الخير الذي يرجوه لنفسه وهو استثمار للآخرة، وقيام بالواجب تجاه أقارب أو أعزاء، قست عليهم الأيام.
وفي وضع كحالنا باليمن، ستكون المسؤولية كبيرة على قيادات المجتمع من خطباء وأئمة المساجد، إلى أهل الخير والقائمين على المؤسسات الخيرية، إلى المصلحين والعقلاء والمؤثرين عموماً، في استغلال هذه المناسبة الكريمة لإصلاح العلاقات بين الناس، كون نفوسهم مهيأة للتغيير والتسامح والتسامي، والتوافق على برامج عملية للتخفيف من معاناة المواطنين، وهي كبيرة، بالاستفادة من أخطاء التجارب السابقة.
لقد تركت الحرب أثراً بالغاً في النسيج الاجتماعي، وزادت حدة الانقسام تبعاً للانتماءات السياسية والجغرافية والفكرية، وامتد هذا الأمر إلى داخل الأسرة الواحدة، وهذا ما تجاوز الاختلاف المحمود في الرأي والقناعات، الذي يكون عامل ثراء وتنافساً مفيداً.
وبطبيعة الحال سيستمر هذا الأمر ما دامت الحرب قائمة، وحتى بعد وقفها ستأخذ وقتاً وجهداً لتجاوزها، وحتى الوصول إلى ذلك اليوم المنشود، يمكن استغلال شهر الخيرات لترميم بعض العلاقات على قاعدة التعايش، وتحييد السياسة ما أمكن إلى ذلك سبيلاً.
رمضان مناسبة عمرها شهر، ومن السهل التخطيط والإعداد لاستغلالها كما يجب، ولهذا فإن الفرصة سانحة وممكنة لإحداث تحوّل في حياة الناس، والتغيير يبدأ من داخلهم بالرغبة والإرادة، وأحياناً يكون التغيير فرصة بمناسبة كهذه، شريطة استثمارها كمن يسعى للنجاح.