أحدث الأخبار
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:15 . إثيوبيا تدشّن سد النهضة الضخم وسط خلاف متجدد مع مصر والسودان... المزيد
  • 12:07 . خالد بن محمد بن زايد يؤكد أهمية مجموعة "بريكس" في دعم التنمية الدولية... المزيد
  • 11:31 . آلاف العاملين السينمائيين يعلنون مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية... المزيد
  • 11:27 . غارات إسرائيلية على مواقع سورية في حمص واللاذقية... المزيد
  • 11:15 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط وثلاثة جنود في غزة... المزيد
  • 11:06 . "التربية" تلزم بخطط دعم شاملة للطلبة وتقر ضوابط جديدة للإجازات المرضية الطويلة... المزيد
  • 11:05 . هجوم بمسيرة يستهدف "أسطول الصمود" قبالة سواحل تونس... المزيد
  • 07:33 . أبوظبي تواسي الاحتلال الإسرائيلي في قتلى عملية القدس... المزيد
  • 04:25 . الأبيض يواجه البحرين في آخر بروفة قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى المونديال... المزيد
  • 04:22 . "الإمارات للاتصالات" تعلن طرحاً ثانوياً بعد قرار "مبادلة" خفض حصتها... المزيد
  • 04:21 . عشرات الشهداء والجرحى بقصف مكثف على غزة وتدمير أكثر من 50 مبنى... المزيد
  • 04:15 . مقتل ستة إسرائيليين و15 مصابا في إطلاق نار بالقدس... المزيد
  • 04:09 . إسبانيا ستقر مشروع قانون لتطبيق حظر فعلي على الأسلحة ضد "إسرائيل"... المزيد
  • 11:32 . حماس: تلقينا أفكاراً أمريكية عبر الوسطاء لوقف إطلاق النار ومستعدون للتفاوض... المزيد
  • 11:28 . التربية تعتمد برمجة زمنية شاملة لتقييم الطلبة من رياض الأطفال حتى الصف الـ12... المزيد

أين ذهبت تفاصيل الصورة؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-08-2018

أتوقف كثيراً عند الصور التي بالأبيض والأسود، أو تلك التي يبدو عليها آثار اصفرار واضح دليل على تقادم الزمن، وكثيراً هنا تعني أكثر من المعتاد أو أكثر من الوقت الذي نقضيه ونحن ننظر في الصور العادية التي نذهب إلى تفحصها حين تغلبنا الذاكرة، كل الصور القديمة تستوقفني وقد تستدرجني إلى خفاياها وما وراءها، وإلى أطراف وجوه لنساء وفتيات ورجال ينظرون في أقاصي الصور أحاول أن أعرف من هم، لماذا كانوا هناك في تلك اللحظة وإن كنت أعرفهم ونسيتهم أم أنني لا أعرفهم وقد كان تواجدهم عرضياً وطارئاً في الصورة!

أتأمل مجموعة كبيرة من الصور في الذكرى العاشرة لرحيل الدرويش الفلسطيني الجميل (محمود درويش) الذي غادرنا قبل 10 سنوات في التاسع من شهر أغسطس 2008م، في أحد مستشفيات ولاية تكساس الأميركية، أتأمله وهو يتسكع منتصب القامة وجميلاً في شوارع القاهرة، وإلى جواره شعراء وصحفيون ومذيعون وكتاب، ثم أعود وأنظر في تفاصيل الصور، ذلك البائع في الدكان الذي عبروا أمامه، سائق سيارة الأجرة التي مرت قريباً منهم، بماذا كان يفكر الشاعر الجميل عبدالرحمن الأبنودي الذي كان يرافق محمود درويش يومها، ولماذا كانت تلك السيدة الحلوة تضحك ضحكتها الفاتنة تلك ! أتوقف طويلاً في محاولة حثيثة للإمساك بما لا يمكن الإمساك به بأية حال: بالزمن، بطبيعة الوقت، بوقع الضحك، بشكل الأصوات ولون البهجة وخفة الكينونة!

الزمن كان مغايراً تماماً بلا شك، الصور عفية، قوية، وحادة الخطوط، نعم كانت بالأبيض والأسود لكن ألوانها كانت في أبطالها، في شخوص الذين يحتلون فضاءها، وفي الحكايات التي كانوا يتبادلونها وهم يقهقهون، الأشياء التي كانوا يشيرون إليها ولا نعرفها، المفارقات التي حصلت دون أن تتمكن الصور من حفظها، ودون أن نسمع أي شيء مما كان يدور، فعيب الصور أنها تحفظ الذاكرة لكنها تسقط الصوت والرائحة، وما الذاكرة بلا صوت ولا رائحة، لذلك نتوقف طويلاً لنعيد تركيب ما سقط!

وأتأمل صورة اشتريتها من سوق «جبيل» القديم في لبنان، صورة لبيروت عام 1937، وانظر جيداً إلى ذلك المقهى أسفل شركة الأدوية في البناية التي تتصدر الصورة، أين ذهب أولئك الذين كانوا يشربون هناء الوقت مع القهوة والحكايات في ذلك المقهى ؟ وأين ذهب المقهى نفسه؟ أين ذهبت بيروت نفسها التي كانت ست الدنيا ذات يوم؟