أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

مذبحة نيوزيلندا والعدو الداخلي

الكـاتب : أحمد موفق زيدان
تاريخ الخبر: 21-03-2019

د. أحمد موفق زيدان:مذبحة نيوزيلندا والعدو الداخلي- مقالات العرب القطرية

لم أجد حدثاً مشابهاً لما شاهدته مثل حدث نيوزيلندا الأخير سوى مسلسل أميركي بعنوان» الناجي المعيّن»، ويحكي قصة جماعة متطرفة أميركية نافذة في البيت الأبيض والبنتاجون والاستخبارات الأميركية، وقد تمكنت أخيراً من تفجير مبنى مجلس الشيوخ «الكابيتول هول» خلال إلقاء الرئيس الأميركي خطاباً له أمام المجلسين، ، فكلنا يعلم أن القوانين والدساتير الغربية بشكل عام تحدّ من تدخل الاستخبارات الغربية في شؤون مواطنيها ومتابعتهم، ولذا فقد تتوجه إلى عدو خارجي أشغلوا به دولهم وشعوبهم، وأشغلوا معه العالم كله وهو الخطر الإسلامي، على الرغم من تركيز المسلمين والعرب بشكل عام خلال العقد الماضي بشكل واضح وجلي على الاستبداد والقمع الداخلي ورموزه، فسعوا من خلال ثورات عربية للقضاء على رموز الاستبداد والعبودية، إلا أنهم لم يتم توفيرهم من قبل التدخلات الخارجية بعد أن تغلغلت أفكار الجماعات المتطرفة، إن كانت على أشكال المتطرف الأسترالي أو على أشكال جماعات الحكم في العالم العربي التي اخترقت العالم الغربي ومؤسساته وتفكيره.

ما جرى بنيوزيلندا أخيراً، يستدعي من الغرب بشكل عام والنيوزيلنديين بشكل خاص مشاهدة الفيلم، لمعرفة عدوهم الداخلي، وهو الجماعات القومية المتطرفة المجرمة، التي تهدد هوية دولها وقيمها وقيادتها، وعلى الرغم من الاقتباسات التاريخية التي تحرص هذه العصابات العرقية الممتدة اليوم في الغرب على استعائها، فإن وحش نيوزيلندا حرص على مواكبة العصر من خلال بثّ جريمته على موقع «فيس بوك»، الذي كان شاهداً على الجريمة دون أي تدخل منه للحذف أو الوقف، بينما يلاحق «فيس بوك» أحرار العالم، وما ينشرون خلال لحظات من نشرهم أي شيء لا يناسب هواه، فضلاً عن التدخل في لوغاريتماته من أجل خسارة بعض الحسابات لأتباعهم وأصدقائهم، وحين بدأ معارضو مذبحة المسجدين نشر الصور المرعبة والتعليق عليها، سارع «فيس بوك» إلى التدخل كعادته.

الأسترالي النرجسي المتطرف برنتون تارانت، الذي عبر الحدود والقوميات قادماً إلى نيوزيلندا لينفذ جريمته، بعد أن أرسل رسالة بريدية عبر الميل لرئيسة وزراء نيوزيلندا، يخبرها فيها بعزمه على تنفيذ جريمته، ومع هذا لا يجري التدخل، بل وتنفذ جريمة خلال فترة تمتد إلى 17 دقيقة، دون أن تتمكن قوى الأمن من التدخل، فضلاً عن تساؤل كبير عن امتلاكه هذه الأسلحة والذخائر، وهو يتجول بها دون حسيب أو رقيب أو كشف الشرطة لها، فإن كانت المشكلة في القوانين التي تسمح لهم بامتلاك هذه الأسلحة، فقد كان على الدول مراجعة هذه القوانين الفاشلة منذ أول يوم سقط فيه ضحايا على أيدي متطرفين غربيين، لكن ذاك لم يحصل.

لا شك أن رسالة وحش نيوزيلندا كانت موجهة إلى تركيا، حين كان يهدد أن اسطنبول ستتحول إلى القسطنطينية من جديد، وأن أيا صوفيا ستتطهر من المآذن، وبالتالي لا يمكن ذلك بنظره إلا من خلال إبعاد تركيا عن الإسلام وثنيها عن التزاماتها الحالية، ولعل الرد جاء مباشرة من اسطنبول حين كان أردوغان الرئيس الإسلامي الوحيد الذي يعقد مؤتمراً صحافياً يندد بالجريمة والمجرم، لقناعته أن الرسالة موجهة إليه ولاسطنبول بشكل مباشر، وتبع الرد الرسمي التركي رد شعبي أدى فيه المصلون صلاة الغائب أمام أيا صوفيا، وذلك على أرواح شهداء مذبحة المسجدين.