أحدث الأخبار
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد

اقتلوهم فإنهم معتصمون

الكـاتب : ماجدة العرامي
تاريخ الخبر: 21-05-2019

ماجدة العرامي:اقتلوهم فإنهم معتصمون- مقالات العرب القطرية

مسلّحون ورصاص أهوج، ومعتصمون ممدّدون دون أرواح، وآخرون بالعشرات مثخنون بالجراح، في شوارع الخرطوم. مرّ الاثنين قبل الماضي مروراً دامياً، عُلّقت إثره مفاوضات المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، مع اقتراب وصول الطرفين إلى توافق على صلاحيات مؤسسات السلطة الانتقالية، قبل أن تُستأنف لاحقاً.

علت الأصوات المندّدة بالحادثة في ساحات الاعتصام، وتوسعت الاتهامات، وأوفى كيلَها رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبدالفتاح البرهان عندما اتهم المحتجين بخرق تفاهم على وقف التصعيد، وزعم «أنهم يعطّلون الحياة في العاصمة ويسدّون الطرق خارج منطقة اعتصام اتفقوا عليها مع الجيش». عن أي عاصمة يتحدث برهان؟ ومن أي عاصمة أتى المعتصمون أساساً؟

برّأ المجلس العسكري الانتقالي نفسه من الاعتداء على الشعب وثورته، مستدركاً الواقعة بإعلانه فتح تحقيق قال إنه «سينتهي بالكشف عمّن يقف وراء الاعتداء على المعتصمين». وآخر يؤكد أن «مندسّين» يقفون وراء الهجوم على المحتجين سعياً «لثورة مضادة»، ذلك عضو المجلس العسكري ياسر العطا، وفق ما جاء عنه في وسائل إعلامية.

لكن رواية «المندسّين المجهولين» تلك لم تدم طويلاً أمام الشهادات الآتية من الطبقة الشعبية؛ فالمهاجمون «كانوا يحملون شعار قوات الدعم السريع شبه العسكرية»، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان سودانيين.

التفاصيل ذاتها أكدتها بعد يوم واحد منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية، التي نقلت هي الأخرى أن «قوات الدعم السريع هي من أطلقت النار على المعتصمين، بينما وقفت القوات الحكومية الأخرى تتفرج». وكما كان متوقعاً، ردت قوات الدعم السريع على الاتهامات بأن «مجموعات تتربص بالثورة هي من تقف وراء أحداث العنف بعد أن أزعجتها النتائج التي توصّل إليها المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير يوم الاثنين». موضحة في بيان أنها ظلت منذ انطلاق «الثورة المجيدة حريصة كل الحرص على أمن المواطنين».

أيام قليلة على الأخذ والرد، حتى فتح قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو حميدتي الباب على أسئلة عديدة. حميدتي أعلن القبض على «الجناة الذين أطلقوا النار قبل أيام على المعتصمين في محيط مقر القيادة العامة للقوات المسلحة بالخرطوم»، وفي الوقت ذاته دعا إلى إجراء انتخابات حرة نزيهة بغضّ النظر عمّن ستأتي به، مشدداً على أنه «لن يسمح بشراء السياسيين بأموال من الخارج لتمرير أجنداتهم غير الوطنية»، بحسب ما نقلت «الجزيرة نت». ولكن.. أي انتخابات تصلح لبيئة يسودها الغموض والشك، خاصة أن قوات الدعم السريع رقم مهم في المشهد بعد الإطاحة بنظام البشير؟ والمعروف عن تلك القوات صريحاً أنها تقتات من دعم أبوظبي والرياض معاً؛ ما يجعل عقد الانتخابات أو حتى مجرد نية إجرائها أمراً مستبعداً في الآجال القريبة.

أكثر من ذلك، يعزّز دخول أي قوة حليفة للثنائي الإماراتي السعودية على خط الثورة من فرضية انتكاستها، ويزيد من إمكانية تعقيد الواقع، ويقحمها في نفق الانقسامات التي لا تخدم مصلحة البلد والشعب.

المعتصمون معتصمون عند منتصف الحلم حتى ينقضي، وعلى مشارف المقرات العسكرية حتى تعود مدنية. لا يراهن السودان على منتصف ثورة، ولا يساوم على تقاسم هجين. ولّى البشير، وأشباهه أولى باللحاق به، وسقط مرة، فلـ «يسقط ثاني وثالث» يقول المتظاهرون.