كثيرة هي الحملات التوعوية والتثقيفية التي تنظمها الجهات المختلفة بغية الوصول إلى الجمهور للتصدي لمشكلة أو مكافحة ظاهرة أو القضاء على ممارسات وسلوكيات سلبية هنا وهناك، ولعل من أهم أسباب النجاح، مهما كان نوعها أو موضوعها، هو الإعداد والتخطيط الجيد لها، لا إطلاقها هكذا لمجرد تنظيم حملة.
يبدأ الإعداد ـ كما نعلم - بتحديد موضوع الحملة، والتركيز على المشكلة، ثم جمع المعلومات والإحصاءات كافة عن المشكلة، والنظر إلى أبعادها الحقيقية، وتحديد الأهداف العامة والخاصة للحملة، ثم تحديد الجمهور المستهدف منها، وتحديد العوامل المؤثرة في نجاح الحملة، وتحديد الاستراتيجية العامة لتنفيذ برنامج الحملة، واختيار الوسائل للاتصال، وتحديد رسائل الحملة، ووضع جدول زمني لتنفيذ الحملة، وأمور أخرى لابد منها لضمان نجاح الحملة وتحقيق أهدافها.
لكن الملاحظ وجود حملات توعوية وتثقيفية لمشكلات في غاية الأهمية، وتستحق الاعتناء بها وطرحها بشكل مستمر، خاصة تلك التي ترتبط بمشاكل معينة تزداد في مواسم بعينها.
على سبيل المثال؛ حملة تستهدف طلبة المدارس تقيهم الوقوع في براثن المخدرات والإدمان، من العبث إطلاقها في فترة يستعد فيها الطلبة ومن بعدها يبدأ موسم الإجازة الصيفية، وبالتالي تضيع الجهود الكبيرة، وتهدر الأموال الطائلة التي ترصدها الجهات المنظمة للحملة، وتصبح الحملة، على الرغم من أهميتها وعظم حاجة المجتمع إليها، كأنها لم تكن، لخطأ واحد هو سوء اختيار الوقت.
حملة أخرى أطلقتها جهة أخرى قبل 3 أيام لتوعية المسافرين براً بسياراتهم، وعلى الرغم من أهمية هذه الحملة في تحقيق سلامة المسافرين، إلا أنها جاءت متأخرة، فمن خطط للسفر براً لقضاء إجازته بين أهله وذويه، ومن سافر إلى دول الجوار سائحاً أو معتمراً، فقد سافر، وأصبح معظمهم في طريق العودة، وبالتالي تصبح هذه الحملة كأنها لم تكن، من غير فائدة، وتضيع الجهود والأموال بسبب سوء اختيار الوقت، الذي كان مناسباً في شهري مايو ويوليو.
قطعاً هناك العشرات من الحملات التثقيفية والتوعوية التي تنظمها جهات عدة تصبح بلا فائدة جراء سوء اختيار التوقيت، وأحياناً لأسباب أخرى لا يراعيها معدو الحملات في إعداد الحملات.