أحدث الأخبار
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد

تحت سماء مدينة مُلهمة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-09-2019

وحدها الصدفة قادتني إلى مدينة هايدلبيرغ صيف 2014، لكنها كانت الصدفة الأحلى، نادرة هي المدن التي تقع في هواها بمجرد أن تطالع صورها، أو تقرأ عنها في النشرات السياحية، لكن كان لتلك المدينة قدرة شفيفة على اختراق الروح بحيث يصبح السير تحت سمائها متعةً حقيقية، والوقوع في هواها أمراً تلقائياً جداً!

ما زاد بهجة الذهاب إلى هناك كان مغامرة السكن في قصر قديم جداً يعود تاريخ بنائه لعام ١٥٩٢، وهو يقابل كنيسة «الروح القدس» التي يعود تاريخها للقرن الثالث عشر، وهما المبنيان الوحيدان اللذان نجوَا من حريق ضخم التهم المدينة في تلك القرون الغابرة، لكنه اليوم يحتفظ بطرازه المعماري العائد للقرن السادس عشر وبكل التفاصيل الداخلية للقصر، بعد أن تحول إلى فندق تديره إحدى عائلات المدينة.

يخلو الفندق من بذخ وأبهة فنادق الدرجة الأولى، لكن روح التاريخ تمنح الحجرات والممرات وبوابة الفندق وسطوحه القرميدية ونوافذه الصغيرة وستائر الدانتيلا البيضاء وقعاً غامضاً، وروحاً مختلفة تشعر بها تجول في ممرات المكان محلّقة بك إلى عصور غائرة في الزمن.

بهو الفندق أو قاعة الطعام تمتلئ بصور مرسومة على يد رسامي تلك الحقبة الزمنية لأفراد العائلة التي شيدت القصر وملكته لفترات من الزمن، تتأمل وجوههم وتفاصيل ملابسهم، مجوهراتهم، النياشين التي تزين صدورهم، فيصيبك شجن حقيقي بعدمية هذه الحياة ولا منطقية الغياب الذي يسحب الناس إلى ثقوب الزمن فيختفون كأن حياة لم تكن، وعمراً لم يُقضَ، وشباباً وتاريخاً ونتاجاً وحكايات نجاح وعشق و.. أين يذهب ذلك كله؟ يفارق إلى حيث لا يدري أحد، تلك السيرورة القدرية الماضية في الخلق بثبات مخيف.

كان قضاء وقت في المكان كفيلاً بلحظات تأمل عميقة، باستحضار أولئك الأشخاص، بإدارة حوارات ونقاشات ومساءلات، فإذا خرجت، وجدت أهالي المدينة لطيفين جداً؛ لأنهم اعتادوا استضافة ملايين الناس من كل الثقافات طيلة العام، إنهم من أكثر الأوروبيين ترحاباً فقد تخلصوا من غلظة الألمان وبرودة الأوروبيين، ولهذا السبب تمتلك المدينة روحها الخفيفة، التي تقبض عليك منذ النظرة الأولى!