أحدث الأخبار
  • 07:14 . منظمة حقوقية: أحكام المؤبد الجديدة تجسد وحشية أبوظبي ضد معتقلي الرأي... المزيد
  • 05:28 . "نيويورك تايمز": منصور بن زايد يقود أدواراً سرية ومؤثرة في حروب المنطقة بعيداً عن أضواء الرياضة... المزيد
  • 11:01 . "التربية" تفتح باب مراجعة الدرجات لطلبة الثاني عشر وتعلن مواعيد نتائج باقي الصفوف... المزيد
  • 10:45 . الرياض وواشنطن تبحثان تعزيز الشراكة الدفاعية وسط توترات إقليمية... المزيد
  • 10:17 . "أكسيوس": واشنطن تبحث اتفاقاً أمنياً محتملاً بين سوريا و"إسرائيل"... المزيد
  • 10:16 . الصحة العالمية: الموت جوعا في غزة يجب أن يتوقف... المزيد
  • 10:10 . مجموعة السبع تدعو إلى استئناف المحادثات بشأن برنامج طهران النووي... المزيد
  • 10:07 . الأغذية العالمي: الجوع يهدد أربعة ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار... المزيد
  • 09:52 . خفايا توسّع أبوظبي في أفريقيا.. كيف تحول النفوذ الاقتصادي لأطماع جيوسياسية؟!... المزيد
  • 01:42 . ترامب يقرر إنهاء العقوبات على سوريا... المزيد
  • 08:56 . كم ارتفع عدد سكان أبوظبي خلال العام الماضي؟... المزيد
  • 07:25 . هيومن رايتس ووتش: أحكام أبوظبي الأخيرة في قضية "الإمارات 84" تؤكد ازدراءها للقانون... المزيد
  • 06:39 . إيران.. ارتفاع قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 935... المزيد
  • 11:36 . إثر التوترات الأخيرة.. كيف تغيرت أسعار الوقود في الإمارات لشهر يوليو؟... المزيد
  • 11:22 . الرئيس الإيراني يؤكد الاستعداد لفتح صفحة جديدة مع الخليجيين... المزيد
  • 09:51 . واشنطن بوست: اتصالات إيرانية جرى اعتراضها تقلل من تأثير الضربات الأمريكية... المزيد

هدايا الذاكرة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 06-09-2019

هدايا الذاكرة - البيان

كنت أمشي بهدوء لا يكاد يخطر ببالي شيء، كان ذهني صافياً تماماً أنظر فيما حولي وأتأمل رخاء الوقت، كانت المدينة الصغيرة مفتوحة أمامي، أزقتها القصيرة الضيقة، شوارعها البسيطة، مقاهيها، حوانيتها الصغيرة، تلك الواجهات الزجاجية، وقد صفت خلفها أشياء جميلة تحسبها علبة لعب تخصّ أميرة ما، تنظر لما خلف الزجاج فترى مجسّمات لحيوانات صغيرة، جوارب عيد الميلاد، فناجين مزينة بمناظر البحيرة.. وتظل واقفاً لا تدري ما الذي يسمّر قدميك، أهي علبة لعب الأميرة أم لعبة الذاكرة التي تقبض على حواسك كلها وتكاد تفصلك عما حولك؟ 

أترك المكان لأن مطراً خفيفاً بدأ بالتساقط، أعبر أمام حانوت لم يغلق بابه بعد، تقبض عليّ الروائح المنبعثة من داخله، فأقف في فضاء الباب الصغير وأجيل عيني في داخله، سيدة متوسطة العمر، باسمة العينين تجلس في الركن بهدوء شديد، بينما يعبق المكان بروائح الخزامى والياسمين والقهوة، لكن رائحة محددة تأخذ بقلبي ولا أتبين ماهيتها، أسأل المرأة ماذا لديها من روائح خاصة، تبتسم وتقوم من مكانها تفتح علبة وتقدمها لي!

يا إلهي، هذه الرائحة أعرفها جيداً، لكن الطريق إلى ذاكرتي مشوّش جداً، أشمها وأغمض عيني، تسألني المرأة: هل أعجبتك؟ أجيبها: إنني أتذكر أين ومتى شممت هذه الرائحة تحديداً، هل طال عليها الزمن، أم أنني نسيت، أم ماذا؟ اشتريت العلبة، نقدت المرأة ثمنها، وخرجت، حين أصبحت في فضاء الشارع، عدت لاستنشاق الرائحة، فتذكرت!

كنت هنا منذ أكثر من عشر سنوات، دخلت هذا الحانوت نفسه، واشتريت علبة جميلة تضم زهور خزامى وقميصاً أبيض، وهدية صغيرة عبارة عن مجسّم ذهبي لفردتي حذاء ذهبي أهديتها لطفلة بهية في العائلة، كانت يومها قد خطت أولى خطواتها في الحياة، إنها اليوم تعبر إلى عامها الثاني عشر.. يا إلهي لا شيء ينقص من الذاكرة ولا شيء يغيب!