أحدث الأخبار
  • 04:55 . القسام تقرر الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي اليوم... المزيد
  • 12:50 . الشارقة.. مبادرة لجمع 2.6 مليون درهم دعماً لغزة... المزيد
  • 12:07 . نتنياهو يرفض الالتزام بأي وقف إطلاق نار مع حماس... المزيد
  • 11:58 . القمة الشرطية العالمية تنطلق غداً في دبي... المزيد
  • 02:32 . حماس تعتزم الإفراج عن أسير أميركي ووقف مؤقت لإطلاق النار... المزيد
  • 08:47 . محمد بن زايد والشرع يبحثان تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية... المزيد
  • 06:44 . كيف تخطط لرحلة الحج من الإمارات؟.. التصاريح والتطعيمات ومتطلبات السفر الرئيسية... المزيد
  • 06:32 . بوتين يعرض على أوكرانيا محادثات مباشرة في إسطنبول... المزيد
  • 12:39 . بعد قطع العلاقات.. الإمارات تعفي السودانيين من غرامات تصاريح الإقامة... المزيد
  • 12:37 . "محكمة أبوظبي" ترفض مطالبة شاب باسترداد 90 ألف درهم من زميلته لغياب الإثبات... المزيد
  • 12:12 . السعودية وإيران تبحثان تعزيز التعاون ومستجدات الملف النووي... المزيد
  • 11:54 . "صحة أبوظبي" تكشف عن شبكة تزوير إجازات مرضية عبر "واتساب"... المزيد
  • 11:52 . باكستان والهند تتبادلان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:50 . سوريا.. احتراق أكثر من 30 هكتاراً بريف اللاذقية خلال 4 أيام... المزيد
  • 10:48 . وزير الخارجية الإيراني: لن نتنازل عن حقوقنا النووية... المزيد
  • 10:16 . لواء إسرائيلي يزور أبوظبي لبحث ملف المساعدات في غزة... المزيد

متسولو الحب كُثر.. لا تكن منهم

الكـاتب : عائشة الجناحي
تاريخ الخبر: 21-08-2014

التعلق العاطفي يبدأ أساساً في سن المراهقة أو البلوغ، والانحراف العاطفي ينتج إما لغياب الوازع الديني، أو بسبب رفاق السوء الذين يكون لهم دور كبير في تعلق فتاة أو شاب بآخر في نفس سنه، أو لسد الفراغ العاطفي. حالة التعلق العاطفي المندفع، تترتب عليها نتائج عدة كالتحكم والتجريح والمراقبة والاختبار، بحجة الحب العارم الذي يجعلنا نعيش في أوهام نختنق فيها بالحب.

الحياة فيها الكثير من الأمور التي يجب أن نكون قادرين على التمييز بينها عند اتخاذ القرارات المصيرية، ففي كتاب »أسرار للنجاح والسلام الداخلي« للدكتور واين، يشرح مدى أهمية أن يكون لدى الإنسان اطلاع تام على أغلب الأمور الحياتية من غير التعلق المفرط بأي منها. حين يزداد الحب والتعلق ينحرف الشخص عن المسار الصحيح، ويبدأ بتغيير أحلامه لإرضاء غيره، من أجل الوهم اللذيذ الذي يظنه البعض حباً.

بعض الأشخاص لديهم أهداف موغلة في الغموض، وقدرتهم جبارة في صف الكلمات بأسلوب مشوق يبث في الطرف الآخر روح الأمان والاهتمام حتى يوقعه في الهاوية، فترمى المبادئ والأولويات عرض الحائط. فالحب الذي لا يكون في الله له سكرات يقع فيها البعض، ولا يفيق منها إلا حين يتخلص قلبه من بعض ما نال، ولذلك لا تستطيع الأغلبية اكتشاف الضعف أو الأخطاء حين يكون الشخص في خضم تلك الحالة، ولا يدرك أنه بهذا الحب الموهوم بدأ يفقد نفسه شيئاً فشيئاً.

بعد الإبحار في محيط التعلق العاطفي، تبدأ عواصف تسول العاطفة بإظهار الضعف والتودد لشخص تحبه بصور مختلفة ومتنوعة.

وما يزيد مرارة التسول هو أن نتائجه في أغلب الأحوال غير مرضية، لما لها من تأثير سلبي في ردود الأفعال أو انتظار النتائج المرجوة لفترة طويلة أكثر من الحد المعقول.

العاطفة التي لا سمو فيها كهذه مدمرة، فبدايتها لذة وأوسطها قلق ونهايتها مشكلات وضياع. العاطفة الصادقة ليست وهماً أبداً، ولن تجعلك تنجرف نحو التسول المهين الذي يؤدي إلى ضياع عمر ووقت، فتشعر معه بإنهاك عاطفي مريع، وذلك بسبب الخوف المستمر من فقد من تحبه، وتعيش في تناقض غريب تخالف فيه مبادئك وما تؤمن به، تماماً كالمدمن الذي يعلم أن في المخدرات هلاكه، لكنه يستمر عليها لتوهمه أنه لن يستطيع أن يعيش بمنأى عنها. ولكن لو استطاع أن يتخلص من هذا التفكير الخاطئ، لاستطاع عيش حياة أجمل وآخرة أكمل.

قلوب تبحر في محيط الحب من غير أن تتوانى لحظة عن التعثر بمطبات الحياة، فهي كما يقول أحد مدمني الحب الزائف: »احتللتني من الضفة إلى الضفة، فكيف لا أنزع كبريائي وأذل نفسي لترضى«.

ويكثر قول »لا كرامة في الحب«، وأنا أجزم أن الله لم يخلقنا لنرضى بالذل لسواه، ويأمرنا بأن يكون خضوعنا التام للوالدين، الذين تعجز قواميس اللغات عن وصف حبهم واهتمامهم بالأبناء. قال الله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الإسراء: 24).

وتكثر العلاقات العاطفية الدافئة التي تربطنا بمن حولنا من الأصحاب أو الأزواج، ونجد في الحياة الكثير من الأمور التي تجعل البعض يتسولون الحب، ظناً أن الحياة بلا عاطفة موت، غير موقنين بأن التسول العاطفي موت آخر.

ليس هناك ما يستحق أن يكون الإنسان ذليلاً من أجله، فهي في الأخير خسارة مستمرة في الدنيا والآخرة. اقرأ بتمعن قوله تعالى: (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً) (الفرقان: 29).

الحب الذي يلهي عن الحبيب الأعظم لا يعد حباً، ولكنه وهم كاذب، فلا تمدوا أيديكم إلا إلى الله، وكونوا على ثقة بأنها لن تعود فارغة أبداً. أسلوبك في إظهار مشاعرك ينبغي أن يكون متزناً في كل تعاملاتك، بلا تسول أو تذلل لأحد مهما كان.

لا تتسول الحب من الآخرين، فذلك يجعلك أكثر عرضة للإهانات والكلام الجارح الذي لا يليق بك، ولا تُهن ذاتك لإرضاء الغير، لأنك ستخوض تجربة مريرة ومنهكة. كل إنسان يحتاج إلى مساحته الخاصة، فلا تتجاوز هذه المساحة وتجبر الآخرين على الفرار. كن على يقين بأنك إن لم تقدر ذاتك فلن يقدرها أحد سواك، وإن رخصتها لتكسب الحب والاهتمام فستُباع بلا شك بأرخص الأثمان.