أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

متسولو الحب كُثر.. لا تكن منهم

الكـاتب : عائشة الجناحي
تاريخ الخبر: 21-08-2014

التعلق العاطفي يبدأ أساساً في سن المراهقة أو البلوغ، والانحراف العاطفي ينتج إما لغياب الوازع الديني، أو بسبب رفاق السوء الذين يكون لهم دور كبير في تعلق فتاة أو شاب بآخر في نفس سنه، أو لسد الفراغ العاطفي. حالة التعلق العاطفي المندفع، تترتب عليها نتائج عدة كالتحكم والتجريح والمراقبة والاختبار، بحجة الحب العارم الذي يجعلنا نعيش في أوهام نختنق فيها بالحب.

الحياة فيها الكثير من الأمور التي يجب أن نكون قادرين على التمييز بينها عند اتخاذ القرارات المصيرية، ففي كتاب »أسرار للنجاح والسلام الداخلي« للدكتور واين، يشرح مدى أهمية أن يكون لدى الإنسان اطلاع تام على أغلب الأمور الحياتية من غير التعلق المفرط بأي منها. حين يزداد الحب والتعلق ينحرف الشخص عن المسار الصحيح، ويبدأ بتغيير أحلامه لإرضاء غيره، من أجل الوهم اللذيذ الذي يظنه البعض حباً.

بعض الأشخاص لديهم أهداف موغلة في الغموض، وقدرتهم جبارة في صف الكلمات بأسلوب مشوق يبث في الطرف الآخر روح الأمان والاهتمام حتى يوقعه في الهاوية، فترمى المبادئ والأولويات عرض الحائط. فالحب الذي لا يكون في الله له سكرات يقع فيها البعض، ولا يفيق منها إلا حين يتخلص قلبه من بعض ما نال، ولذلك لا تستطيع الأغلبية اكتشاف الضعف أو الأخطاء حين يكون الشخص في خضم تلك الحالة، ولا يدرك أنه بهذا الحب الموهوم بدأ يفقد نفسه شيئاً فشيئاً.

بعد الإبحار في محيط التعلق العاطفي، تبدأ عواصف تسول العاطفة بإظهار الضعف والتودد لشخص تحبه بصور مختلفة ومتنوعة.

وما يزيد مرارة التسول هو أن نتائجه في أغلب الأحوال غير مرضية، لما لها من تأثير سلبي في ردود الأفعال أو انتظار النتائج المرجوة لفترة طويلة أكثر من الحد المعقول.

العاطفة التي لا سمو فيها كهذه مدمرة، فبدايتها لذة وأوسطها قلق ونهايتها مشكلات وضياع. العاطفة الصادقة ليست وهماً أبداً، ولن تجعلك تنجرف نحو التسول المهين الذي يؤدي إلى ضياع عمر ووقت، فتشعر معه بإنهاك عاطفي مريع، وذلك بسبب الخوف المستمر من فقد من تحبه، وتعيش في تناقض غريب تخالف فيه مبادئك وما تؤمن به، تماماً كالمدمن الذي يعلم أن في المخدرات هلاكه، لكنه يستمر عليها لتوهمه أنه لن يستطيع أن يعيش بمنأى عنها. ولكن لو استطاع أن يتخلص من هذا التفكير الخاطئ، لاستطاع عيش حياة أجمل وآخرة أكمل.

قلوب تبحر في محيط الحب من غير أن تتوانى لحظة عن التعثر بمطبات الحياة، فهي كما يقول أحد مدمني الحب الزائف: »احتللتني من الضفة إلى الضفة، فكيف لا أنزع كبريائي وأذل نفسي لترضى«.

ويكثر قول »لا كرامة في الحب«، وأنا أجزم أن الله لم يخلقنا لنرضى بالذل لسواه، ويأمرنا بأن يكون خضوعنا التام للوالدين، الذين تعجز قواميس اللغات عن وصف حبهم واهتمامهم بالأبناء. قال الله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الإسراء: 24).

وتكثر العلاقات العاطفية الدافئة التي تربطنا بمن حولنا من الأصحاب أو الأزواج، ونجد في الحياة الكثير من الأمور التي تجعل البعض يتسولون الحب، ظناً أن الحياة بلا عاطفة موت، غير موقنين بأن التسول العاطفي موت آخر.

ليس هناك ما يستحق أن يكون الإنسان ذليلاً من أجله، فهي في الأخير خسارة مستمرة في الدنيا والآخرة. اقرأ بتمعن قوله تعالى: (لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً) (الفرقان: 29).

الحب الذي يلهي عن الحبيب الأعظم لا يعد حباً، ولكنه وهم كاذب، فلا تمدوا أيديكم إلا إلى الله، وكونوا على ثقة بأنها لن تعود فارغة أبداً. أسلوبك في إظهار مشاعرك ينبغي أن يكون متزناً في كل تعاملاتك، بلا تسول أو تذلل لأحد مهما كان.

لا تتسول الحب من الآخرين، فذلك يجعلك أكثر عرضة للإهانات والكلام الجارح الذي لا يليق بك، ولا تُهن ذاتك لإرضاء الغير، لأنك ستخوض تجربة مريرة ومنهكة. كل إنسان يحتاج إلى مساحته الخاصة، فلا تتجاوز هذه المساحة وتجبر الآخرين على الفرار. كن على يقين بأنك إن لم تقدر ذاتك فلن يقدرها أحد سواك، وإن رخصتها لتكسب الحب والاهتمام فستُباع بلا شك بأرخص الأثمان.