أحدث الأخبار
  • 12:18 . اليمن.. مقتل ما لا يقل عن ثمانية جراء السيول... المزيد
  • 12:50 . "التعاون الخليجي" يدعو المجتمع الدولي إلى إلزام "إسرائيل" بفتح المعابر فوراً... المزيد
  • 12:44 . جيش الاحتلال يواصل جرائمه بحق المدنيين في غزة... المزيد
  • 12:43 . استقالة وزير خارجية هولندا بسبب موقف حكومة بلاده من العدوان الصهيوني على غزة... المزيد
  • 12:11 . عبد الله بن زايد ورئيس وزراء مونتينيغرو يبحثان تعزيز العلاقات والتعاون المشترك... المزيد
  • 12:10 . "إيكاد" تفضح تلاعب الناشطة روضة الطنيجي بمصادر أمريكية لتشويه الجيش السوداني... المزيد
  • 11:29 . زيارة سرية لمساعد نتنياهو إلى أبوظبي لإصلاح العلاقات وسط مخاوف من هجمات محتملة... المزيد
  • 11:26 . الإمارات تسلّم مطلوبَين دوليين إلى فرنسا وبلجيكا في قضايا اتجار بالمخدرات... المزيد
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد

تحية لمبادرة «اقرأ»

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 13-09-2014

الدعوة التي تلقيتها من فريق «اقرأ» في شركة أرامكو السعودية، للمشاركة في المبادرة لمدة ثلاثة أيام في مدينة الدمام بالسعودية، لم تكن واضحة بما يكفي بالنسبة لي، لكنني تحمست للفكرة، وأبديت موافقة فورية للمشاركة، في الحقيقة كانت الظروف الشخصية غير مواتية فأنا بالكاد عائدة من سفر طويل، وليس بين عودتي وسفري للدمام سوى يومين فقط، لكنني مساء أمس وجدت نفسي أسير بخطى متسارعة في مطار الملك فهد بن عبدالعزيز خارجة منه إلى مقر إقامتي عابرة صحراء طويلة وقاحلة من المطار إلى مدينة الخبر، كنت متشوقة لـ«اقرأ» هذا كل ما كان يجول في خاطري!

مشكلتنا في بلدان النفط، أننا ربينا جيلاً كاملاً من الشباب، اتضح في نهاية الأمر أننا نسينا تزويده بتوجه معرفي شديد الأهمية، هو الاهتمام بالقراءة، ففي دول العالم المتقدمة ينظر للقراءة كفعل حضاري يشكل فارقاً بين الحضارة والتخلف، وبين الركود والتنمية، وبين الغفلة والوعي، وبين أن تعيش في كهف «كرجال كهف أفلاطون» وأن تعيش تحت الشمس وفي النور مباشرة، وحين استدركنا خطأنا كمجتمع، كمؤسسات، كأسر، كمدارس، كمثقفين وأفراد عاديين، بدأنا نركض هنا وهناك، ونندب حظنا، ونقارن أنفسنا بغيرنا، في محاولة جلد للذات كعقاب مستحق، بدأ الكتاب يتحدثون عن الأسباب، والعلماء يحللون الظاهرة، والصحافة تسأل وتطلق الأحكام، وكانت النتيجة النهائية السوداء: «العرب أمة لا تقرأ» و«الشباب العربي لا يهتم بالقراءة بل ولا يدرجها ضمن اهتماماته وهواياته، وطبيعي فالكتاب ليس سلعة أولية في حياة المجتمعات العربي كما هي الحال في إسبانيا وبريطانيا والسويد وألمانيا، وانهالت المقارنات من بين سطور وفقرات تقارير التنمية البشرية»، وضع العرب مخجل جداً بحسب جداول صناعة وإنتاج الكتب، وبحسب الاهتمام العربي بالقراءة وشيوعها بين الناس كسلوك!

وبدأ الكل يتكلم، وما زلنا نتكلم، خاصة أن ديوان حضارتنا الرئيس قائم على ملكة الشعر والنثر، أي على الكلام، نادرة هي المجتمعات التي غادرت منطقة الكلام إلى منطقة الفعل أو منطقة التفكير المنهجي لمعالجة الظاهرة الإشكالية، الذين تصدوا لظاهرة تدني الاهتمام بصناعة الكتاب والترجمة والقراءة عمدوا إلى ترسيخ تراث حضاري متمثل في معرض الكتب، جوائز الكتب والروايات، مسابقات النشر والتأليف للشباب تحديداً، برامج الترجمة، برامج إثراء توجهات الشباب نحو القراءة، وبرنامج «اقرأ» الذي تتبناه أرامكو السعودية، ويهدف إلى الهام وإثراء مليوني شاب وفتاة في مجال القراءة والإبداع ببلوغ عام 2020، إنه واحد من برامج التنمية المعرفية البشرية، يستحق التقدير فعلاً، ويستحق عناء الحضور والمشاركة!

ما يكرسه البرنامج أولاً هو أننا إذا أردنا أن نتجاوز مشكلة فعلينا أن نفككها، وأن نحل عقدها، أما أن ندير حولها حفل زار كلامية لا نهاية لها، فإن المشكلة ستبقى وستراكم إفرازات أكثر، يكرس البرنامج فكرة الاحتفاء بالمعرفة، فالمعرفة والقراءة والثقافة إنتاج حقيقي ذو مردود مؤثر في سياقات تطور المجتمع، إنه لا يقل عن إنتاج البترول وصناعة السيارات والبتروكيماويات.

إن الشباب الذي يقرأ ويحتفي بالقراءة يمتلك سلم قيم تعمل بشكل أوتوماتيكي في الارتقاء بنشاطه ووجهاته وأفكاره وإنتاجه، بطريقة متحضرة وعملية وفاعلة، بعيداً عن الشطط والتطرف والكسل والانحراف .