أحدث الأخبار
  • 11:24 . قرقاش: الحروب تحاصر المنطقة والحل في الحوار الإقليمي... المزيد
  • 11:16 . وزير الخارجية السعودي: نعمل على تحديد موعد إطلاق مؤتمر “إقامة دولة فلسطينية”... المزيد
  • 11:06 . إعلام عبري: تل أبيب تلقّت رد حماس بشأن الهدنة في غزة وتوقعات باتفاق وشيك هذا الأسبوع... المزيد
  • 01:32 . وكالة الطاقة الذرية تعلن مغادرة فريق من مفتشيها إيران... المزيد
  • 01:31 . وكالة: إنزال جوي إسرائيلي قرب دمشق وتوغل في درعا... المزيد
  • 01:30 . "التربية" تطلق استبياناً لتطوير المناهج بمشاركة الطلبة وسط تحديات تربوية متراكمة... المزيد
  • 01:28 . مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في عمليات منفصلة للمقاومة بغزة... المزيد
  • 01:27 . حماس تسلم رداً إيجابياً على مقترح وقف العدوان على غزة... المزيد
  • 08:13 . رحيل الفنانة الإماراتية القديرة رزيقة الطارش عن عمر 71 عاماً... المزيد
  • 01:30 . وسط تصاعد الخلافات الإقليمية.. محمد بن سلمان يلتقي طحنون بن زايد في جدة... المزيد
  • 01:29 . رغم مأساة أهل غزة .. زعيم المعارضة لدى الاحتلال يزور أبوظبي لبحث "ملف الأسرى"... المزيد
  • 12:07 . الإمارات "تدين بشدةٍ" دعوات الاحتلال فرض السيطرة على الضفة وتصفه بالتصعيد الخطير... المزيد
  • 12:03 . حدث أمني في خان يونس وهبوط مروحيات للإحتلال في موقع الحدث... المزيد
  • 12:02 . حماس: نبحث مع الفصائل عرضا قدّمه الوسطاء لوقف النار بغزة... المزيد
  • 12:00 . وزير الدفاع السعودي يبحث خفض التصعيد مع ترامب وطهران... المزيد
  • 11:55 . سوريا تطلق هوية بصرية جديدة.. ما الرسائل التي تحملها؟... المزيد

داعش ظاهرة عابرة

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 12-10-2014


لا تزال المقالة التي كتبها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "داعش التي وحدت العالم" تحظي بصدى واسع بين صفوف القراء والمهتمين، ولا تزال الآراء التي ناقشتها المقالة تثير الكثير من الجدل.

فكما ذكر سموه، فأن هذه المنظومة التي وحدت العالم ضدها وجعلت الدول الكبرى تتحد في سياستها، قد نجحت في توحيد الرأي العام العالمي لمقاومة مثل هذا التيار المتطرف.

ولكن الناظر الي تاريخنا الاسلامي يرى أن ظاهرة "داعش" ليست فقط ظاهرة عابرة بل ومتكررة في تاريخنا الاسلامي. فقد شهد التاريخ الاسلامي ظواهر عدة من امثال داعش كالقرامطة مثلا، والذين نجحوا في نقل الحجر الاسود من الكعبة وتعطيل موسم الحج اكثر من عشرين عاما كما تقول الروايات.

إذا فالتيارات المتشددة ليست بالغريبة او الجديدة على منطقتنا أو تاريخنا الاسلامي. فماذا فعل المسلمون في الماضي ازاء مثل هذه الظواهر وماذا علينا أن نفعل الآن إزاء فكر متطرف ينشر الخراب والدمار في كل مكان حل به ويؤثر على سمعة المسلمين ككل؟

كما وحدت العالم، داعش يجب أن توحد المسلمين على اختلاف مذاهبهم وطرائقهم لكي يقفوا صفا واحدا ضد هذا الفكر المتطرف الذى يعيث في الارض فسادا.

فقطع الرقاب وهدر الدماء والتنكيل بالأسرى كلها افعال مارستها من قبل كل الفرق المتطرفة التي استطاعت الحصول على سلطة وقوة سمحت لها بإعادة عجلة الزمن الي الوراء الي عصور الظلام و الجاهلية بكل معانيها عندما غاب الفكر والمنطق وتغلبت العنصرية البغيضة على ما سواها.

الاعمال الاجرامية التي قامت بها هذه المنظومة لا يمكن أن نفهمه الا في ضوء المتغيرات التي حدثت في المنطقة العربية في السنوات الاخيرة وفسحت المجال لأمثال هذه الفرق بالتغلغل واخذ حيز في عقول البعض.

البعض فسر ظهور داعش بأنها من إفرازات التخلف في المنطقة وغياب التنمية وانتشار البطالة والبعض الاخر فسرها على أنها نتاج امين لعقود من الخطاب الديني المتطرف الذى افرز شباب مستعدين للتضحية بأرواحهم وارواح غيرهم في سبيل ايدلوجية متخلفة يؤمنون بها، والبعض الثالث فسرها على أنها مؤامرة غربية بدليل ان الدول الغربية على الرغم من أنها تصر على محاربة هذا النوع من الفكر المتطرف الا أنها ايضا تصر على أنها لن تدخل حربا مفتوحة مع داعش حتى لا ينظر لها المسلمين على أنها حرب صليبية.

ولهذا اشركت معها بعضا من الدول الاسلامية حتى لا ينظر لهذا الصراع على أنه صراعا بين الاسلام والغرب.

عوامل ظهور هذه التيارات المتطرفة متعددة ولكن يمكن تتبع اسبابها الي العوامل السياسية والاقتصادية والفكرية التي سادت في المنطقة في العقود الاخيرة وادت في النهاية الي ظهور تيارات تكفيرية متشددة لا تستطيع العيش مع الاخر.

الاسباب التي أدت الي ظهور التيارات المتشددة التكفيرية كثيرة، ولكن اول تلك الاسباب هو غياب الوعي الديني المعتدل وغلبة خطاب فقهاء السلطة والاعلام على غيره. ففقهاء عصرنا انقسموا الي اقسام : فقهاء المساجد، وفقهاء السلطة وفقهاء الاعلام.

وهكذا غابت عن الساحة قضية التوعية الدينية وخاصة توعية الشباب بخطورة التطرف في الفكر والمعتقد. ثاني الاسباب هو غياب التنمية الشاملة. فعدم وجود أنموذج اسلامي تنموي واضح المعالم يستحق التقليد اعطي للشباب الفرصة لكي يرفضوا النماذج المطروحة ويطالبوا بأنموذج اسلامي.

ثالث تلك الاسباب هو العامل الاجتماعي. فقد تخلت معظم الاسر في عصرنا الحالي عن عملية التربية والتثقيف الديني والاجتماعي لصالح مؤسسات منافسة مثل المدرسة والتلفزيون والمسجد والمؤسسات المجتمعية الاخرى التي تؤثر في صنع الرأي العام. وهكذا اصبحت الغلبة لمن يملك قوة التأثير والمال والسلطة.

إذا ماذا علينا أن نفعل لكي نحمى الناشئة من خطر التطرف ونقدم للعالم قدوة اسلامية صحيحة عوضا عن تلك التيارات التي تسئ الي صورة المسلمين؟ ظهور فرق من امثال "داعش" يجب أن تكون سببا كافيا لكل طوائف المسلمين وعلى اختلاف مذاهبهم لكي يقفوا صفا واحدا في محاربة هذا السرطان الخبيث الذى لا يتغلغل فقط الي جسد أمتنا بل يقتل في ابنائنا روح الطموح والابتكار والتعلق بالحياة.

علينا أن نستعمل نفس السلاح الذى تحاربنا به داعش الا وهو الخطاب الديني.

ولكن عوضا عن خطاب الاعلام والسلطة الذى لا يخدم الا فئة معينة، علينا استخدام الخطاب الديني العلمي المعتدل الذى يشرح الحقائق بصورة علمية مبسطة توصل المعلومة للشباب وتفهمهم بأن الاسلام هو دين الرحمة والسلم والسلام.