أحدث الأخبار
  • 10:07 . زيارة ترامب إلى الخليج.. "المال أولاً"... المزيد
  • 08:10 . ترامب: زيارتي إلى السعودية وقطر والإمارات "تاريخية"... المزيد
  • 07:27 . السعودية "ترحب" بزيارة ترامب إلى الخليج... المزيد
  • 05:59 . بسبب أبوظبي.. الاتحاد الافريقي يعارض التدخل في شؤون السودان الداخلية... المزيد
  • 05:29 . الإمارات "تلاحق العالم" عبر تدريس الذكاء الاصطناعي للأطفال من سن الرابعة... المزيد
  • 05:11 . حزب العمال الكردستاني يقرر حلّ نفسه بعد 40 عاماً من التمرد على تركيا... المزيد
  • 04:55 . القسام تقرر الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي اليوم... المزيد
  • 12:50 . الشارقة.. مبادرة لجمع 2.6 مليون درهم دعماً لغزة... المزيد
  • 12:07 . نتنياهو يرفض الالتزام بأي وقف إطلاق نار مع حماس... المزيد
  • 11:58 . القمة الشرطية العالمية تنطلق غداً في دبي... المزيد
  • 02:32 . حماس تعتزم الإفراج عن أسير أميركي ووقف مؤقت لإطلاق النار... المزيد
  • 08:47 . محمد بن زايد والشرع يبحثان تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية... المزيد
  • 06:44 . كيف تخطط لرحلة الحج من الإمارات؟.. التصاريح والتطعيمات ومتطلبات السفر الرئيسية... المزيد
  • 06:32 . بوتين يعرض على أوكرانيا محادثات مباشرة في إسطنبول... المزيد
  • 12:39 . بعد قطع العلاقات.. الإمارات تعفي السودانيين من غرامات تصاريح الإقامة... المزيد
  • 12:37 . "محكمة أبوظبي" ترفض مطالبة شاب باسترداد 90 ألف درهم من زميلته لغياب الإثبات... المزيد

ألووو.. أنا في إسطنبول!

الكـاتب : عبد السلام اليمني
تاريخ الخبر: 13-10-2014

كيف يمكن للإنسان أن يعيش حلمه بلا قلق ولا خوف؟

الإنسان القوي، متوسط القوة، الضعيف، له في الحياة حاجات رئيسة وربما مصيرية، وفي حال فقدان إحداها، يتولد لديه شعور بالقلق ومن ثم تتطور الحال إلى خوف وارتباك، وكلما ازداد الثراء طوق صاحبه بالخوف من المستقبل، ومع متابعة ما يحيط بوطنه من أحداث يزداد قلقاً وفزعاً من قادم الأيام، معادلة إنسانية بدأت مع البدو الرحل، وتشكلت عبر القرون إلى ظاهرة يراها البعض من نواميس الحياة في كوكب الأرض، والبعض الآخر يراها هزيمة للذات والضمير والمُثل الوطنية العليا، بخاصة نحن العرب من أكثر الأمم تأثراً بالأحلام الاجتماعية، وهي تصطدم بواقع حضاري مرير!

ألووو.. أين أنت أيها الصديق العزيز في أيام العيد والبهجة، كل عام وأنت بخير؟

أنا القريب البعيد، قريب من المناسبة، وبعيد عن الأرض والأهل والأصحاب!

كأني أحس أنك مسير ولست مخيراً، غلبتك رغبات العائلة؟

ليس الأمر كما تصفه، إنها رغبتي وجنوحي لتصفية أوهام خوف سيطرت على أحاسيس ومشاعر تأرجحت بين أكوام متضادة أوقدت التفكير، وأقلقت سكن الليل.

هل هي إجازة أو تمهيد لتفكير فيما هو أبعد من ذلك؟

الحاضر المؤلم يوقد شعلة خوف تناثرت شظاياها وتكاد تحرق الأحلام، علقم أن تبحث عن الفرح خارج حدود الوطن!

كل شيء مقدر يا صاحبي، وأنت تذهب من قدر الله إلى قدر الله.

ونعم بالله جل شأنه، ولكن هناك فرق بين العيش وسط ضجيج وأمواج القلق والتنويم المغناطيسي، وبين الأحاسيس والمشاعر الهادئة التي تُغذي أحلام المستقبل.

محيط بك القلق يا صاحبي، ألهذا الحد وصل بك الخوف من «داعش» و«الحوثيين»؟

المسألة ليست «الحوثيين» أو«داعش»، إنني أشعر بعجز التعبير والتصور من دول كنا نتوقعها دولاً، وإذا بها تتهاوى كأوراق الأشجار في فصل الخريف، كنا نرى تلك الدول في احتفالاتها الوطنية تستعرض بقواتها العسكرية وطائراتها، وعدتها وعتادها، ونسمع خطب التمجيد والوعد والوعيد، وتضج قاعات الاحتفالات بالتصفيق، وبين عشية وضحاها تحولت إلى سراب يحسبه المواطن ماء، كيف لا تريد للقلق والخوف أن ينتابني ويقض مضجعي، ونحن محاطين بدول فاشلة؟

بالتأكيد يا صديقي، حياتنا أصبحت مرهونة لقلق في الصباح وخوف في المساء، إننا نعايش زمن مهزلة عقل عربي وغرائز عارمة أقرب ما تكون لنزعات بوهيمية التفكير والإدراك!

وكيف هو موسم الحج والعيد في وطني أيها الصديق الوفي؟

موسم الحج مر بسلام وأمن واطمئنان يا صاحبي على رغم أمواج القلق والفوضى التي تعيشها الأمة، وأصبحنا نرى بسعادة غامرة ابتسامة شيخ وعجوز على جسر الجمرات، ولكن ليت المسلمين بعد رمي «إبليس» امتثالاً لأمر الله، يقذفون شياطين حياتهم ويجردونها من الخلافات والفسوق والتطرف وتصفية الحسابات ويعودون بفكر جديد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»، هل فعلاً نحن قوم نمتثل لأمر الله وسنة نبيه قولاً وفعلاً؟ وهل لو حج العرب والمسلمون كلهم من دون رفث وفسوق وجدال، وعادوا كيوم ولدتهم أمهاتهم مطهرين من الذنوب والخطايا بمغفرة ورحمة من الله، هل سيتغيرون؟

تأمل يا صديقي في زعماء عرب ومسلمين «البعض وليس الكل»، خاشعين لله في البيت الحرام، مبتهلين إليه في المشاعر، ملبين وذاكرين الله عز وجل في أيام الحج والعمرة، جاؤوا والسجون في بلدانهم مكتظة بمن قالوا كلمة الحق، وعارضوا الفساد والطغيان والاستبداد، وبعد أن عادوا من أداء المناسك، لم يتغيروا، ولم يتبدلوا، واستمروا في طغيانهم وجبروتهم، وهذا هو مكمن أسباب الفوضى والدمار الذي تعيشه الأمتين العربية والإسلامية!

واضح أنك اشتريت منزلاً في إسطنبول؟

نعم يا صديقي العزيز، واغتنمت فترة الإجازة لتأثيثه وتجهيزه بمتطلبات العائلة!

يقال إن أعداداً كثيرة من السعوديين والخليجيين تهافتوا على إسطنبول واشتروا شققاً وفللاً وقصوراً؟

نعم، لقد تشكلت أحياء سكنية سعودية خليجية، ولو أجري مسح ميداني معلوماتي، ستجد الأمراء والوزراء ووكلاء الوزارات ورجال الأعمال وغيرهم من كل دول الخليج، لقد رأيت بمسجد السلطان أحمد في صلاة العيد أعداداً كبيرة من الخليجيين، لو كنت هنا لرأيت ثم رأيت!

أنا مرتاح في الرياض، ولكن هناك معلومات مؤكدة نشرت عن نشاط كبير لشراء المنازل من الخليجيين، في سويسرا وبريطانيا وفرنسا وأميركا وكندا، لماذا كل هذا يا صديقي، والوطن يعيش حال أمن وأمان؟

الناس في الخليج أصبحت تُفطر على أخبار زحف «داعش»، وتتناول طعام الغداء على تنظيم حركة السير في صنعاء من «حوثيين» أعادوا المشهد لقرون وسطى، والمسؤولون الإيرانيون ينعقون بالويل والثبور لدول الخليج وتحويله من عربي لفارسي، ودول مجلس التعاون الخليجي لا تزال تلهث خلف حل الخلافات في ما بينها، والاتحاد بين دول الخليج تحول إلى ما يشبه فيلم «أفواه وأرانب»، والإصلاح العميق لإعادة صياغة أنظمة الحكم في دول الخليج لضمان الصمود وقوة وحماية الجبهات الداخلية في الحاضر والمستقبل، مَلّت الألسن من ترديده، وامتلأت القراطيس من تدوينه، أبعد كل هذا مجال للوم يا صديقي؟

اسمح لي يا من يُطل على أبواب الهجرة، أن أتصرف ببيت شعر من قصيدة للشاعر الراحل عمر أبوريشة وأقول لك:

أطرق القلب وصَمّ مسمعي ... من سؤالك وتجاهلت الجوابا!