بدأ الحظر الذي فرضته دولة الإمارات على دخول الشحنات القادمة من السودان إلى موانئها في التأثير على تدفقات النفط، مع وجود ناقلة واحدة على الأقل محملة بالنفط الخام غير قادرة على الرسو، ما قد يجبرها على تفريغ حمولتها في سنغافورة.
الناقلة "بُولا"، وهي من طراز "سويز ماكس" وتنقل 80 ألف طن من خام مزيج دار (Dar Blend) من جنوب السودان، تنتظر بالقرب من الفجيرة -وهو ميناء إماراتي رئيسي ومركز لتزويد السفن بالوقود- دون تفريغ حمولتها منذ وصولها قبل أسبوع من مرسى بشائر، بالقرب من بورتسودان، وذلك بحسب بيانات جمعتها بلومبرج، ونشرتها أمس الثلاثاء.
ووفقاً لتجار يراقبون السوق وإشعارات الشحن، تم تأجير السفينة -التي رست آخر مرة قبالة ميناء صحار في سلطنة عُمان، على بُعد حوالي 100 كيلومتر (62 ميلاً) من الفجيرة- من قبل مجموعة "فيتول جروب" (Vitol Group). ولم تستجب "فيتول" أو شركة "ديناكوم تانكرز" (Dynacom Tankers) اليونانية، المسؤولة عن إدارة السفينة "بُولا"، لطلبات التعليق.
وكانت السودان قد قطعت علاقاتها مع الإمارات متهمة إياها بأنها "دولة معتدية" وتسلح قوات الدعم السريع، شبه العسكرية التي تحارب الحكومة المدعومة من الجيش في حرب أهلية مستمرة منذ عامين. وتنفي أبوظبي مساعدة قوات الدعم السريع بأي شكل من الأشكال.
حسب توجيه صادر عن مجموعة موانئ أبوظبي واطلعت عليه بلومبرج، وكذلك إشعار من مجموعة الشحن "سي إم إيه سي جي إم" (CMA CGM SA)، حظرت الإمارات موانئها من التعامل مع الشحنات المتجهة من أو إلى بورتسودان في وقت سابق من هذا الشهر.
قد يتم إعادة توجيه شحنة "بُولا" نحو مضيق سنغافورة، وفقاً لتجار مطلعين على السوق. كما تحتوي المراكز في جنوب شرق آسيا على منشآت لتزويد السفن بالوقود (Bunkering). وخام "دار" (Dar) هو نوع من النفط الخام منخفض الكبريت يتم إنتاجه في جنوب السودان وشحنه من السودان المجاورة.
ووفقاً لبيانات "فورتيكسا" (Vortexa)، تم تسليم شحنات خام "مزيج دار" خلال الشهرين الماضيين إلى ثلاث وجهات فقط: الفجيرة، وسنغافورة، وماليزيا، حيث استقبلت الفجيرة شحنة أو شحنتين كل شهر.
ورفضت مجموعة موانئ أبوظبي التعليق بحسب بلومبرج. كما لم تستجب وزارة الطاقة والبنية التحتية في الإمارات لطلبات التعليق، ولم ترد وزارة الخارجية على الفور.
واندلع الصراع في السودان في أبريل 2023 عندما فشلت القوات الحكومية في التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة مع قوات الدعم السريع.