أصدر عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الانفصالي وعضو المجلس الرئاسي في اليمن، سلسلة قرارات بتعيين شخصيات موالية له في مناصب حكومية، رغم أن تلك التعيينات لا تدخل ضمن صلاحياته، وذلك بعد أيام فقط من عودته من أبوظبي في خطوة وصفت بالانقلاب على الشراكة السياسية داخل مجلس القيادة الرئاسي.
القرارات التي تضمنت تعيينات مباشرة لشخصيات محسوبة على المجلس الانفصالي المدعوم من أبوظبي، وُصفت من مراقبين بأنها محاولة واضحة لتمكين أنصار الزبيدي في مواقع مؤثرة داخل مؤسسات الدولة اليمنية، وبصرف النظر عن جدلية قانونيتها، فقد اعتُبرت "إهانة مباشرة" للحضور الرئاسي وإضعافًا لصلاحيات رئيس المجلس، الذي يُفترض أنه المسؤول عن مثل هذه التعيينات وفقًا للنظام القائم.
وحسب موقع "المهرية نت" اليمني، فإن هذه القرارات تأتي بعد يوم واحد فقط من عودة رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي إلى العاصمة المؤقتة عدن برفقة عضويِّ المجلس سلطان العرادة، وعبدالله العليمي، ما جعل توقيتها محط تساؤل وانتقاد.
وفي بيان شديد أعقب هذه القرارات، هاجم المجلس الانتقالي الشراكة مع الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا والمجلس الرئاسي، متهمًا ما أسماه بـ"تجاهل حقوق الجنوب" و"استهداف الشراكة السياسية"، مشيرًا إلى تعطيل تنفيذ اتفاق الرياض (2019) ومخرجات مشاورات الرياض (2022)، كما لفت إلى ما وصفه بـ"عرقلة صرف المرتبات وتمكين الكوادر الجنوبية"، معتبرًا أن هذه العراقيل تمثل "استهدافًا مباشرًا لجوهر الشراكة".
الانتقالي شدد في بيانه على أن "الأرض أرض شعب الجنوب والقرار قراره"، متعهدًا بالمضي في "حماية الحقوق وصيانة المنجزات وتحقيق الأهداف المشروعة"، وهو خطاب يعكس تمسكه بخيار الانفصال كخيار استراتيجي.
ويكشف الانقلاب الجديد عن عمق التباين داخل المجلس الرئاسي، ويعكس أزمة ثقة داخل الشرعية اليمنية، ويضع تساؤلات حول مستقبل اتفاق الرياض وإمكانية صمود المجلس الرئاسي كإطار جامع، وفي الوقت الذي يعوّل فيه المجتمع الدولي على المجلس لإدارة المرحلة الانتقالية، يبدو أن الانقسامات الداخلية، مع طموحات الانتقالي الانفصالية المدعومة من الإمارات، قد تشكل عائقاً أمام أي تسوية سياسية شاملة في اليمن.
ويأتي هذا التصعيد في وقت يواجه فيه اليمن ضغوطًا متزايدة من المانحين الدوليين لتطبيق إصلاحات مالية وهيكلية، أبرزها توحيد الإيرادات العامة في البنك المركزي بعدن وضمان الشفافية في إدارتها، بينما يمضي الانتقالي بخطوات أحادية يرى فيها خصومه مسعىً للاستحواذ على مفاصل الدولة وتفريغ مؤسساتها من مضمونها الوطني.
اقرأ ايضاً:
نفوذ إماراتي يثير جدلاً باليمن.. منح دراسية خارج الأطر الرسمية واحتجاجات في سقطرى