تكثّف سلطنة عُمان مساعيها الدبلوماسية في ظل تزايد التحديات الإقليمية، إذ شهدت مسقط، الأحد، سلسلة لقاءات رفيعة المستوى تمحورت حول دعم مسارات السلام في اليمن وتعزيز جهود تهدئة الأوضاع في المنطقة.
ففي إطار مشاركته في فعاليات "خلوة مسقط للوساطة"، التقى وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي بالمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ.
وناقش الجانبان السبل الكفيلة بتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية، بما يقود إلى تسوية تُنهي الصراع وتفتح المجال أمام مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار لليمنيين.
وشارك في اللقاء عدد من المسؤولين من الطرفين، فيما ثمّن غروندبرغ الدور الذي تضطلع به السلطنة في تقريب وجهات النظر اليمنية ودعم جهود الأمم المتحدة خلال السنوات الماضية، بما في ذلك إسهامات مسقط في إنجاح الهدنة التي أُعلنت عام 2022 وإبرام صفقات للإفراج عن محتجزين.
يأتي هذا الحراك بالتوازي مع انطلاق النسخة الثانية من "خلوة مسقط للوساطة" التي تُقام بين 23 و25 من الشهر الجاري ضمن سلسلة فعاليات منتدى أوسلو، الهادف إلى تعزيز دور الدبلوماسية والحوار في تسوية النزاعات. وتعمل الخلوة، التي بدأت أولى دوراتها في ديسمبر 2023، على جمع الفاعلين الدوليين والإقليميين في مجال الوساطة، مستندة إلى المكانة الحيادية التي تتميّز بها السلطنة كمنصة حوار في الشرق الأوسط.
في سياق متصل، عقد البوسعيدي اجتماعاً مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تركز حول التطورات الإقليمية وضرورة دعم الجهود الدولية الرامية إلى خفض التصعيد في ظل الأجواء المتوترة التي تشهدها المنطقة، خصوصاً مع استمرار الاعتداءات في غزة ولبنان وسوريا.
وبحث الوزيران مسار العلاقات الثنائية التي تشهد نمواً متصاعداً في مجالات متعددة، مؤكدين أهمية استمرار التنسيق بين مسقط وطهران بما يعزز الأمن والاستقرار ويخدم مبادرات التنمية والسلام.
وتستند العلاقات العُمانية–الإيرانية إلى نهج ثابت يقوم على الحوار وعدم التدخل، ما أتاح للسلطنة الحفاظ على قنوات تواصل مفتوحة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية. وقد أسهم هذا النهج في تعزيز مكانة مسقط كوسيط موثوق في القضايا المعقدة، ولا سيما في الملف اليمني والملفات الإقليمية الحساسة.
وبهذا الزخم الدبلوماسي المتوازي مع أعمال منتدى الوساطة، تكرّس سلطنة عُمان موقعها لاعباً محورياً في جهود رأب الصدع الإقليمي ودعم مسارات السلام في الشرق الأوسط.