أحدث الأخبار
  • 11:24 . رويترز: التعاون النووي الأمريكي مع السعودية لم يعد مرتبطا بالتطبيع مع "إسرائيل"... المزيد
  • 09:20 . تحقيق استقصائي يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة ومصيره... المزيد
  • 07:48 . تصاعد الخطاب الدبلوماسي بين أبوظبي والسودان بعد قرار قطع العلاقات... المزيد
  • 06:28 . العفو الدولية تكشف تزويد أبوظبي قوات الدعم السريع بأسلحة صينية... المزيد
  • 12:01 . أمريكا تسمح بالتمويل القطري لرواتب موظفي سوريا... المزيد
  • 11:30 . شرطة نيويورك تقتحم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 11:30 . انفجارات لاهور تزيد من حدة المواجهة الهندية الباكستانية... المزيد
  • 11:29 . السعودية ترفض التصريحات الإسرائيلية حول التوسع في غزة وتطالب بوقف الانتهاكات... المزيد
  • 11:13 . أبوظبي ترفض الاعتراف بقرار السودان قطع علاقاته معها... المزيد
  • 10:11 . ترامب يعتزم تغيير اسم "الخليج الفارسي" إلى الخليج العربي... المزيد
  • 07:02 . ضبط المتهمين في أحداث مباراة "الوصل" و"شباب الأهلي" وتغريم الناديين... المزيد
  • 05:22 . وكالة: أبوظبي تعمل سراً للتطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والإدارة السورية الجديدة... المزيد
  • 04:41 . إعلام يمني: اليونسكو تحقق في انتهاكات إماراتية مدمرة بجزيرة سقطرى... المزيد
  • 04:11 . الإمارات تنجح في وساطة جديدة بين موسكو وكييف لتبادل 410 أسرى... المزيد
  • 04:09 . "ميدل إيست آي": السعودية ضغطت على إدارة ترامب لوقف الهجمات على الحوثيين باليمن... المزيد
  • 12:19 . قطر ومصر تؤكدان استمرار جهودهما المشتركة لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة... المزيد

من يناقش قضايانا تلفزيونياً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

استمتعت بتفاصيل الحوار الذي دار في لحظة انتظار صغيرة في أحد مصارف دبي الوطنية بين ثلاثة من الرجال الإماراتيين متفاوتي الأعمار والأجيال، استمتعت بفكرة الحوار ابتداء، وبما دار فيه، وبتلك القدرة التي تجسدت في تنقل الأفكار وسلاستها وفي موهبة إدارة الخلاف والاختلاف بمنتهى التحضر، وتمنيت في تلك اللحظة أمرين أن يطول الحوار لأتمكن من متابعة أفكار الرجال الثلاثة في القضية المطروحة للنقاش بينهم وقد كانت في منتهى الأهمية، وتمنيت لو أن منتجي البرامج الاجتماعية في قنواتنا التليفزيونية يبحثون عن مثل هؤلاء للاستنارة بأفكارهم ومداخلاتهم بدل “الأشخاص” الذين يتم استئجارهم ليمثلوا خلفية مصطنعة لجماهير برامج “التوك شو” في تلك القنوات تقليدا لمثيلتها في القنوات الأميركية والأوروبية مع الفارق الشديد في دور الجمهور!

أولاً فقد كان الرجال يناقشون موضوع التغيير الذي طرأ على العادات الصحية للناس في الإمارات من حيث نوع الطعام الذي يتناولونه والعادات الصحية فيما يتعلق بالحركة والنشاط البدني المبذول والذي يميز “ناس” زمان عن ناس اليوم الذين يعتقد هؤلاء الرجال أنهم لا يبذلون أي نشاط يذكر باستثناء الوظيفة التي يقضي الانسان فيها معظم وقته مسمرا على كرسي المكتب من دون أدنى حركة ما يضاعف تراكم الدهون وازدياد احتمالات الإصابة بأكثر الأمراض خطورة كالسكر والسمنة والضغط وأمراض القلب، إن الشاب أو حتى الفتاة الصغيرة يفضل كلاهما الذهاب الى أقرب مكان من البيت مستقلا سيارته وعند مدخل المحل يضغط على منبه الصوت ليأتيه عامل البقالة أو المطعم من دون أن يفكر في بضع خطوات يمشيها خارج سيارته، ما يعني اتهاما بالكسل واللامبالاة بشكل واضح لجيل اليوم فيما يخص صحتهم العامة.

إن عقد المقارنات بين الأجيال والعادات ونوع الحياة والطعام والقيم وغير ذلك يعتبر واحداً من أوضح اتجاهات الناس عموما في كل مكان، حيث يحلو للكبار مقارنة أنفسهم وما مضى من حياتهم وجدهم واجتهادهم بحال أجيال اليوم من حيث عاداتهم وسلوكياتهم وطعامهم وثيابهم وعلاقاتهم بمن حولهم وكيفية تعاطيهم مع كل التفاصيل المحيطة بهم ابتداء من تحية الصباح وانتهاء بعادات النوم ومشاهدة التليفزيون ومتابعة مباريات كرة القدم، في العلاقة بين الأجيال هناك عدم رضا متبادل ونقد يصل حد الهجوم وتبادل الاتهامات، وهذا كله مبني أو ناتج من عدم الإقرار بمنطق التغيير ومدى سطوته على الأفراد وسيرورة الحياة.

ليس الكبار فقط الذين يوجهون أصابع النقد أو ينظرون بتهكم، لكن الأجيال الجديدة تفعل الشيء ذاته في تقييمها وعلاقتها بالأجيال القديمة أيضا، فهم يعتقدون باستحالة التعايش على طريقتهم أو فهم عقليتهم، خاصة هؤلاء الصغار الذين ينتمون لأمهات غير إماراتيات (ليس جميعهم حتما) أو للذين نشأوا في أسر صغيرة لا تضم كبار العائلة كالأجداد والعمات والخالات مثلا!

وعلى أية حال فالصراع بين الأجيال سمة كل المجتمعات وهو أمر طبيعي نتيجة اختلافات جذرية طالت بنية العقل والتفكير وأساليب التربية والتنشئة ومناهج التعليم وحزم الرسائل الإعلامية التي تلقاها كل جيل ونوع الاتصالات والمواصلات التي استخدموها، ذلك كله يؤثر في أساليب التفكير والنظر الى الحياة والى القيم والقناعات، ومن هنا فإن ما أسجل اعجابي به في حديث أولئك الرجال هو تلك السلاسة والمرونة في التعامل مع الاختلافات، من هنا أرى أن الاستعانة بأمثال هؤلاء في البرامج العائلية والاجتماعية الموجهة للشباب ستحقق سبقا وجماهيرية حقيقية لا زائفة، وأثرا اجتماعيا عميقا في الوعي العام.