12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد |
06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد |
04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد |
11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد |
11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد |
11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد |
11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد |
10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد |
10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد |
10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد |
12:29 . الاحتلال الإسرائيلي يتجه لنقل المحادثات مع حماس إلى الإمارات أو أوروبا... المزيد |
11:35 . الاحتلال يواصل اغتيال صحفيي غزة وسط إدانات دولية واسعة... المزيد |
01:37 . حصة يومية للغة العربية لرياض الأطفال في أبوظبي... المزيد |
01:36 . الحوثيون: 4 قتلى و67 جريحاً في غارات إسرائيلية على صنعاء... المزيد |
01:34 . السودان.. البرهان يتوعد بإسقاط التمرد والجيش يحبط هجمات للدعم السريع في الفاشر... المزيد |
01:01 . فرنسا تستدعي سفير أمريكا لانتقاده تقاعسها بمكافحة معاداة السامية... المزيد |
في الثاني من أغسطس 1990 غيّر قرار اتخذه قائد ديكتاتوري أمِن العقوبة والمساءلة السياسية، وبحساباته الخاطئة التي اشتهر بها، ارتكب خطيئة العصر بحق الكويت والعراق والعرب جميعاً، وغيّر النظام الإقليمي العربي والتضاريس الأمنية، وأسس لنظام إقليمي مضطرب زاد من تشتيت وإضعاف العرب وشطب أي مشروع عربي يمكن أن يقارع ويوازن القوى الإقليمية الأخرى. وقد أخرج صدام حسين العراق كدولة مركزية في المشرق العربي من المعادلة، باحتلاله لدولة الكويت، وأطلق العنان لشرعية وقبول الوجود العسكري الأجنبي الدائم، وأسس لفراغ ملأته إيران، وبدأ في ذلك اليوم العد العكسي ليس لسقوط نظام «البعث» فقط ولكن سقوط صدام حسين النهائي أيضاً، واعتقاله وسجنه ومحاكمته وإعدامه وسط هتافات طائفية يوم عيد الأضحى، 30 ديسمبر 2006.
وقد تزامن الغزو والاحتلال والتحرير مع نهاية إرهاصات الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفييتي وتقهقر الشيوعية كنظام وفكر وإيديولوجية، وصعود الولايات المتحدة والغرب الرأسمالي كنظام وفكر وقوة ناعمة وصلبة. كما أن قيادة الولايات المتحدة للتحالف العسكري الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية بحشد 750 ألفاً من القوات المسلحة من أكثر من ثلاثين دولة، ودخول عصر تكنولوجيا الإعلام كقوة ناعمة ضاربة ومؤثرة، وقد كانت حرب تحرير الكويت هي الحرب الأولى التي تنقل وتبث على الهواء مباشرة على صعيد دولي عبر أول فضائية إخبارية في العالم (CNN)، كل ذلك زاد من قوة وحضور أميركا وتأثيرها، وزاد من ضعف وهزال الطرف الآخر، ما عزز الدور الأميركي في المنطقة وعلى المستوى الدولي، فيما اعتبر المفكر الأميركي فرانسيس فوكوياما، بكل فخر وزهو حينها، أنه «نهاية التاريخ»، وقد خسرت الشيوعية والمعسكر الشرقي الذي كان يقوده الاتحاد السوفييتي السابق.
لقد تغير حال الكويت والعراق والعرب والنظام الإقليمي والدولي كله منذ ذلك اليوم، الثاني من أغسطس المشؤوم! وازدادت وتعمقت دائرة الخطر، وتغيرت أنماط وأشكال التهديد، وتراجعت أدوار وحضور بعض الدول، وصعد نجم فاعلين من غير الدول. ومن المتغيرات أيضاً صعود إيران وتحول العراق إلى تابع للخصم الفارسي. وقبل ذلك كانت نهاية عهد توظيف الحرب الباردة التي استفاد منها العراق بالتحالف مع السوفييت، بينما استفادت الكويت منها بتوظيف التناقضات بالتحالف مع الأميركيين والسوفييت معاً. ورفضت الكويت السماح بوجود قواعد أميركية، دون أن تقطع شعرة معاوية مع موسكو. كما شهدت مرحلة ما بعد تحرير دولة الكويت إنشاء القواعد العسكرية الأميركية من برية وبحرية وجوية في منطقة الخليج العربي. ولكن أبرز تداعيات كارثة احتلال الكويت كان الشرخ وتشظي النظام الأمني والسياسي العربي، حيث انقسم العرب بين من وقفوا مع الحق الكويتي ومن تنكروا له. وانقسام العرب كان فاضحاً في قمة القاهرة، وتسريب فيديو الجلسة السرية أسقط الكثير من الأقنعة وخاصة مِن بعض مَن قدمت لهم الكويت مليارات الدولارات عن طريق صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية العربية. وخضع العراق بعد هزيمة قوات صدام المذلة في «عاصفة الصحراء» في فبراير 1991 لعقوبات وحصار هو الأقسى، ووضع تحت وصاية الأمم المتحدة عبر برنامج «النفط مقابل الغذاء»، وفرض على النظام تسديد تعويضات للكويت وعشرات الدول التي تضررت كحكومات وأفراد من الاحتلال العراقي للكويت. كما فرضت قرارات مجلس الأمن أيضاً حظر طيران على شمال وجنوب العراق وتبعها الرئيس كلينتون بفرض استراتيجية الاحتواء المزدوج في منتصف التسعينيات لاحتواء العراق وإيران معاً، وصولاً لشن حرب على العراق في عام 2003 ، ما أدى لاهتراء جذري للنظام العربي. ويجمع كثير من الباحثين العرب والأجانب على أن الحرب الأميركية على العراق، التي كانت حلقة في سلسلة تداعيات احتلال الكويت، وحرب التحرير، وفرض نظام عقوبات ووصاية دولية على بغداد، وصولًا للحرب على العراق وتفتيت الكيان العراقي بنظام المحاصصة الذي كرسه الحاكم المدني الأميركي «بول بريمر» في الدستور العراقي، ثم تفتيت البلاد على خطوط صدع طائفي مذهبي وعرقي، تلك الحرب كانت نقطة تحول فارقة في الفوضى والصراع الطائفي والمذهبي الذي نعيشه اليوم في المنطقة بما فيه سعي إيران لتنفيذ مشروعها للهيمنة والاستقواء ببرنامجها النووي وحلفائها من الدول والمليشيات المسلحة منطلقة من العراق «درة التاج» في مناطق نفوذ إيران العربية، وقد قال مستشار الرئيس الإيراني إن إيران إمبراطورية وعاصمتها بغداد! وبعد ربع قرن من احتلال العراق دولة الكويت، ومع توقيع الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، يتراجع الدور والحضور الأميركي الفاعل الذي ضبط الإيقاع على الدوام وساهم في إيجاد توازن قوى، ولو كان مصطنعاً، وخاصة منذ حرب تحرير الكويت بوجود عسكري أميركي قوي وواضح، يبدو الشرق الأوسط الجديد اليوم كسفينة بلا مرساة، تعمها الفوضى وعدم الاستقرار وتتجه للتشظي والحروب الأهلية والصراعات بالوكالة والسير إلى المجهول! ويبقى السؤال: لماذا لم نستوعب دروس تلك التجربة الصعبة والمؤلمة لظلم ذوي القربى واعتداء الشقيق على شقيقه؟ ولماذا نكرر الأخطاء ونفوّت الفرص ونعجز عن تأسيس مشروع عربي يتجنب تلك الأخطاء ويبني على المشترك بيننا لحماية أمننا واستقرارنا؟