أحدث الأخبار
  • 07:51 . مقتل جندي إسرائيلي في عملية طعن بالضفة الغربية... المزيد
  • 12:57 . اعتقال رئيس بلدية معارض آخر في تركيا... المزيد
  • 12:56 . البرلمان الأوروبي يصوّت لصالح شطب الإمارات من قائمة مخاطر غسل الأموال... المزيد
  • 12:53 . "طيران الإمارات" تعلن استمرار توقف رحلاتها إلى إيران... المزيد
  • 10:59 . دمشق تجدّد رفضها للفيدرالية وتدعو الأكراد للانضواء في الجيش... المزيد
  • 10:57 . محمد بن راشد يطلق منظومة الأداء الحكومي الاستباقي عبر الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 10:55 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترف بمقتل جندي في غزة خلال محاولة أسره... المزيد
  • 10:54 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترض صاروخا من اليمن بعد أيام من هجمات على الحديدة... المزيد
  • 01:12 . غرق سفينة جديدة بالبحر الأحمر نتيجة هجوم للحوثيين... المزيد
  • 12:36 . الصحة الإيرانية: مقتل 700 مدني في الحرب مع "إسرائيل"... المزيد
  • 12:33 . الإمارات ضمن أكبر عشرة شركاء تجاريين للاتحاد الأوراسي عالميا... المزيد
  • 12:32 . "بلومبيرغ": الإمارات تمد نفوذها في محيط السودان بشبكة دعم لوجستي... المزيد
  • 12:29 . دمشق تنفي لقاء الشرع مسؤولين إسرائيليين في أبوظبي... المزيد
  • 12:02 . "التربية" تحدد ضوابط استرجاع الرسوم الدراسية عند انتقال الطالب من مدرسة خاصة... المزيد
  • 12:02 . "الإمارات للدواء" تعتمد أول علاج فموي عالمي لاضطراب نقص الصفيحات المناعي... المزيد
  • 12:01 . المبعوث الأمريكي يتحدث عن بقاء نقطة خلافية واحدة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد

ربع قرن على خطيئة العصر.. احتلال الكويت!

الكـاتب : عبد الله خليفة الشايجي
تاريخ الخبر: 03-08-2015


في الثاني من أغسطس 1990 غيّر قرار اتخذه قائد ديكتاتوري أمِن العقوبة والمساءلة السياسية، وبحساباته الخاطئة التي اشتهر بها، ارتكب خطيئة العصر بحق الكويت والعراق والعرب جميعاً، وغيّر النظام الإقليمي العربي والتضاريس الأمنية، وأسس لنظام إقليمي مضطرب زاد من تشتيت وإضعاف العرب وشطب أي مشروع عربي يمكن أن يقارع ويوازن القوى الإقليمية الأخرى. وقد أخرج صدام حسين العراق كدولة مركزية في المشرق العربي من المعادلة، باحتلاله لدولة الكويت، وأطلق العنان لشرعية وقبول الوجود العسكري الأجنبي الدائم، وأسس لفراغ ملأته إيران، وبدأ في ذلك اليوم العد العكسي ليس لسقوط نظام «البعث» فقط ولكن سقوط صدام حسين النهائي أيضاً، واعتقاله وسجنه ومحاكمته وإعدامه وسط هتافات طائفية يوم عيد الأضحى، 30 ديسمبر 2006.

وقد تزامن الغزو والاحتلال والتحرير مع نهاية إرهاصات الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفييتي وتقهقر الشيوعية كنظام وفكر وإيديولوجية، وصعود الولايات المتحدة والغرب الرأسمالي كنظام وفكر وقوة ناعمة وصلبة. كما أن قيادة الولايات المتحدة للتحالف العسكري الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية بحشد 750 ألفاً من القوات المسلحة من أكثر من ثلاثين دولة، ودخول عصر تكنولوجيا الإعلام كقوة ناعمة ضاربة ومؤثرة، وقد كانت حرب تحرير الكويت هي الحرب الأولى التي تنقل وتبث على الهواء مباشرة على صعيد دولي عبر أول فضائية إخبارية في العالم ‏‭(‬CNN‭)‬، كل ذلك زاد ‬من ‬قوة ‬وحضور ‬أميركا ‬وتأثيرها، ‬وزاد ‬من ‬ضعف ‬وهزال ‬الطرف ‬الآخر، ما ‬عزز ‬الدور ‬الأميركي ‬في ‬المنطقة ‬وعلى ‬المستوى ‬الدولي، ‬فيما ‬اعتبر المفكر ‬الأميركي ‬فرانسيس ‬فوكوياما، ‬بكل ‬فخر ‬وزهو حينها، ‬أنه «‬نهاية ‬التاريخ»‬، وقد خسرت ‬الشيوعية ‬والمعسكر الشرقي ‬الذي ‬كان ‬يقوده ‬الاتحاد ‬السوفييتي السابق.

لقد تغير حال الكويت والعراق والعرب والنظام الإقليمي والدولي كله منذ ذلك اليوم، الثاني من أغسطس المشؤوم! وازدادت وتعمقت دائرة الخطر، وتغيرت أنماط وأشكال التهديد، وتراجعت أدوار وحضور بعض الدول، وصعد نجم فاعلين من غير الدول.

ومن المتغيرات أيضاً صعود إيران وتحول العراق إلى تابع للخصم الفارسي. وقبل ذلك كانت نهاية عهد توظيف الحرب الباردة التي استفاد منها العراق بالتحالف مع السوفييت، بينما استفادت الكويت منها بتوظيف التناقضات بالتحالف مع الأميركيين والسوفييت معاً. ورفضت الكويت السماح بوجود قواعد أميركية، دون أن تقطع شعرة معاوية مع موسكو. كما شهدت مرحلة ما بعد تحرير دولة الكويت إنشاء القواعد العسكرية الأميركية من برية وبحرية وجوية في منطقة الخليج العربي.

ولكن أبرز تداعيات كارثة احتلال الكويت كان الشرخ وتشظي النظام الأمني والسياسي العربي، حيث انقسم العرب بين من وقفوا مع الحق الكويتي ومن تنكروا له. وانقسام العرب كان فاضحاً في قمة القاهرة، وتسريب فيديو الجلسة السرية أسقط الكثير من الأقنعة وخاصة مِن بعض مَن قدمت لهم الكويت مليارات الدولارات عن طريق صندوق الكويت للتنمية الاقتصادية العربية. وخضع العراق بعد هزيمة قوات صدام المذلة في «عاصفة الصحراء» في فبراير 1991 لعقوبات وحصار هو الأقسى، ووضع تحت وصاية الأمم المتحدة عبر برنامج «النفط مقابل الغذاء»، وفرض على النظام تسديد تعويضات للكويت وعشرات الدول التي تضررت كحكومات وأفراد من الاحتلال العراقي للكويت.

كما فرضت قرارات مجلس الأمن أيضاً حظر طيران على شمال وجنوب العراق وتبعها الرئيس كلينتون بفرض استراتيجية الاحتواء المزدوج في منتصف التسعينيات لاحتواء العراق وإيران معاً، وصولاً لشن حرب على العراق في عام 2003 ، ما أدى لاهتراء جذري للنظام العربي. ويجمع كثير من الباحثين العرب والأجانب على أن الحرب الأميركية على العراق، التي كانت حلقة في سلسلة تداعيات احتلال الكويت، وحرب التحرير، وفرض نظام عقوبات ووصاية دولية على بغداد، وصولًا للحرب على العراق وتفتيت الكيان العراقي بنظام المحاصصة الذي كرسه الحاكم المدني الأميركي «بول بريمر» في الدستور العراقي، ثم تفتيت البلاد على خطوط صدع طائفي مذهبي وعرقي، تلك الحرب كانت نقطة تحول فارقة في الفوضى والصراع الطائفي والمذهبي الذي نعيشه اليوم في المنطقة بما فيه سعي إيران لتنفيذ مشروعها للهيمنة والاستقواء ببرنامجها النووي وحلفائها من الدول والمليشيات المسلحة منطلقة من العراق «درة التاج» في مناطق نفوذ إيران العربية، وقد قال مستشار الرئيس الإيراني إن إيران إمبراطورية وعاصمتها بغداد!

وبعد ربع قرن من احتلال العراق دولة الكويت، ومع توقيع الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، يتراجع الدور والحضور الأميركي الفاعل الذي ضبط الإيقاع على الدوام وساهم في إيجاد توازن قوى، ولو كان مصطنعاً، وخاصة منذ حرب تحرير الكويت بوجود عسكري أميركي قوي وواضح، يبدو الشرق الأوسط الجديد اليوم كسفينة بلا مرساة، تعمها الفوضى وعدم الاستقرار وتتجه للتشظي والحروب الأهلية والصراعات بالوكالة والسير إلى المجهول!

ويبقى السؤال: لماذا لم نستوعب دروس تلك التجربة الصعبة والمؤلمة لظلم ذوي القربى واعتداء الشقيق على شقيقه؟ ولماذا نكرر الأخطاء ونفوّت الفرص ونعجز عن تأسيس مشروع عربي يتجنب تلك الأخطاء ويبني على المشترك بيننا لحماية أمننا واستقرارنا؟