11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد |
11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد |
11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد |
11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد |
09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد |
09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد |
08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد |
08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد |
07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد |
07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد |
07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد |
11:47 . محاولات ديمقراطية في الكونغرس الأمريكي لوقف صفقات أسلحة إماراتية... المزيد |
11:45 . "الصحة" تطلق خدمة فورية لإثبات شهادات التمريض من الخارج دون أوراق... المزيد |
11:31 . وزير الاقتصاد: 13 ألف شركة أمريكية تعمل حالياً في السوق الإماراتي... المزيد |
11:26 . الشارقة تُلزم معلمي الكليات غير التربوية بالحصول على دبلوم تربوي لمزاولة المهنة... المزيد |
11:25 . إسطنبول تحتضن اليوم اجتماعين ثلاثيين للسلام بين روسيا وأوكرانيا... المزيد |
اجتمع وزير الخارجية الأميركي مع نظرائه الخليجيين في الدوحة مساء أمس، في ظل تواجد وزير الخارجية الروسي في الدوحة كذلك، كل هؤلاء المسؤولين تواجدوا معاً في محاولة لضبط إيقاع التنازلات بين مختلف الأطراف، في صراع له أول وليس له آخر بين كل اللاعبين في الساحة العربية وما حولها، من سوريا إلى اليمن إلى العراق إلى الاتفاق النووي إلى التنافس الروسي الأميركي، هناك الكثير من المساومات التي تجري بهدف نزع فتيل حرب شاملة محتملة في ظل حالة التوتر التي تتصاعد يومياً في المنطقة.
على الصعيد اليمني، يريد الخليجيون انسحاباً حوثياً وعودة للشرعية المدعومة خليجياً، ويحاول الأميركيون تأمين ذلك حتى يضمنوا قبولاً خليجياً بالاتفاق النووي، والأميركيون بدورهم يضغطون بالملف اليمني على الإيرانيين ليحققوا تنازلاً أكبر في المفاوضات حول الاتفاق، ولكن الإيرانيين يستخدمون هذا الملف برفقة الملف السوري لضمان أن يحمي الأميركيون أياديهم المتوغلة في المنطقة. في نفس الوقت تحقق المعارضة السورية تقدماً ملحوظاً على الأرض، في الوقت الذي يقوم فيه الأميركيون بدعم المعارضين الذين دربوهم بهدف مقاومة داعش التي يستخدمها الإيرانيون لحماية النظامين السوري والعراقي. في ذات الوقت يعمل الخليجيون على توظيف الرغبة الأميركية في تعزيز الاتفاق النووي للحصول على دعم أميركي ضد النظام السوري، مستندين كذلك على العمل المشترك مع الأميركيين ضد داعش. الروس من ناحيتهم يحاولون إيجاد نهاية مرضية لهم للصراع في سوريا تترك نظاماً موالياً لهم وللإيرانيين ولو بشكل جزئي، حتى يتخلصوا من العبء الاقتصادي والسياسي لدعم الأسد، وفي نفس الوقت يقدمون دعماً لإيران حتى تنتزع من أميركا وحلفائها المزيد من التنازلات التي تضعف سطوتها في المنطقة. الإيرانيون يستفيدون من النزاع الأميركي الروسي فيحصلون على تنازل من هذا ودعم من ذاك، فكلما تقاربوا مع روسيا هلع الأميركيون، وكلما توافقوا مع أميركا قلق الروس، وما زال الإيرانيون يوظفون الطرفين ما دام الطرفان على خلاف.
صورة معقدة متشابكة يصعب معها حصر المصالح التي يتم تبادلها وتداولها، فكل طرف لديه خريطة مصالح تضعه من ناحية في خندق واحد مع طرف آخر وتضعه في مواجهة مع ذات الطرف في محور آخر، لذلك من الطبيعي أن نشهد تصاعداً في وتيرة هذه الاجتماعات التي تحاول وضع النقاط على الحروف، وحسناً فعلت الحكومات الخليجية حين تكلمت بصوت واحد في هذه الحوارات، بعد أن استغل الروس والأميركيون والإيرانيون الخلافات الخليجية لتعزيز أجنداتهم في المنطقة. ربما ما زال الخلاف يشوب العلاقات الخليجية، ولكن هناك تطور ملحوظ في عمل الدبلوماسية الخليجية تقوده العودة السعودية إلى الساحة بدورها التقليدي المتوازن في المنطقة.
ماذا يمكن أن يحدث؟ من المتوقع أن ينتج عن هذه المحادثات وغيرها حالة من التوافق الذي لا يرضي أحداً، ولكن يضطر الجميع إلى القبول به لضمان مصالحهم. انسحاب تدريجي إيراني روسي من دعم نظام بشار والحوثيين مع تعزيز التواجد في العراق، قبول خليجي بنظام لا يلبي كامل طموحات الشعب السوري ولكنه ينهي الأزمة السورية، واستيعاب للحوثيين في الصورة اليمنية، قبول أميركي بإيران كشريك في المنطقة في مقابل تنازل إيراني في تطبيق الاتفاق النووي. كل ذلك مطروح بلا شك وقد نراه في حيز التطبيق خلال أشهر وربما أسابيع، ولكن هناك احتمال آخر وهو انهيار في حالة التوافق الهش وتصاعد للأزمة على كل الأصعدة، هذا السيناريو وإن كان أقل احتمالاً إلا أنه وارد، فهناك في كل مفاوضات لحظة انكسار وهي تلك التي يتوقف فيها الطرفان عن التنازل ويبدأ التهديد والضغط ميدانياً، وقد وصل العالم إلى حافة الهاوية عدة مرات في لحظات مثل هذه، أزمة الصواريخ الكوبية مثلاً التي كاد العالم يشهد معها حرباً نووية لولا اتفاق اللحظة الأخيرة بين خروتشوف وكينيدي. المشكلة في تلك اللحظة هي أن كافة الأطراف تعتقد أنه بإمكانها انتزاع تنازل أخير لو تقدمت خطوة إلى الأمام في الميدان، حتى يصل تبادل الخطوات هذا إلى مرحلة اللارجعة.
الأيام القادمة ستشهد جولات لا متناهية من المفاوضات فوق وتحت الطاولة، وسنشهد مواقف متغيرة ومتبدلة بشكل يومي، فإذا سمعتم لهجة متغيرة هنا وهناك وخطاباً نارياً من هذا الطرف أو ذاك فلا يأخذنكم الحماس، كل ذلك عبارة عن مناورات تفاوضية لن تتحول بالضرورة إلى عمل على الأرض، فعندما يقول الأميركيون مثلاً إنهم يدرسون توفير غطاء جوي للمعارضة ويقول الإيرانيون إنهم لن يقبلوا باتفاق يهين إيران، فكل ذلك مرتبط ببند على طاولة المفاوضات يتشنج فيه طرف على حساب الآخر. باختصار، لا تصدقوا ما تسمعون هذه الأيام حتى تروا على الأرض حقيقة واقعة.