أحدث الأخبار
  • 07:51 . مقتل جندي إسرائيلي في عملية طعن بالضفة الغربية... المزيد
  • 12:57 . اعتقال رئيس بلدية معارض آخر في تركيا... المزيد
  • 12:56 . البرلمان الأوروبي يصوّت لصالح شطب الإمارات من قائمة مخاطر غسل الأموال... المزيد
  • 12:53 . "طيران الإمارات" تعلن استمرار توقف رحلاتها إلى إيران... المزيد
  • 10:59 . دمشق تجدّد رفضها للفيدرالية وتدعو الأكراد للانضواء في الجيش... المزيد
  • 10:57 . محمد بن راشد يطلق منظومة الأداء الحكومي الاستباقي عبر الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 10:55 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترف بمقتل جندي في غزة خلال محاولة أسره... المزيد
  • 10:54 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترض صاروخا من اليمن بعد أيام من هجمات على الحديدة... المزيد
  • 01:12 . غرق سفينة جديدة بالبحر الأحمر نتيجة هجوم للحوثيين... المزيد
  • 12:36 . الصحة الإيرانية: مقتل 700 مدني في الحرب مع "إسرائيل"... المزيد
  • 12:33 . الإمارات ضمن أكبر عشرة شركاء تجاريين للاتحاد الأوراسي عالميا... المزيد
  • 12:32 . "بلومبيرغ": الإمارات تمد نفوذها في محيط السودان بشبكة دعم لوجستي... المزيد
  • 12:29 . دمشق تنفي لقاء الشرع مسؤولين إسرائيليين في أبوظبي... المزيد
  • 12:02 . "التربية" تحدد ضوابط استرجاع الرسوم الدراسية عند انتقال الطالب من مدرسة خاصة... المزيد
  • 12:02 . "الإمارات للدواء" تعتمد أول علاج فموي عالمي لاضطراب نقص الصفيحات المناعي... المزيد
  • 12:01 . المبعوث الأمريكي يتحدث عن بقاء نقطة خلافية واحدة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد

جاذبية تنظيم الدولة (1)

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 11-08-2015

لماذا ينضم الشباب لتنظيم الدولة؟ هذا السؤال الذي يحير الكثيرين من الساسة والباحثين حول العالم. هذا التنظيم الذي يكاد يُجمع الجميع على كرهه ما زال يجذب إليه مقاتلين من مختلف دول العالم ومن مختلف المستويات التعليمية والاقتصادية والثقافية، فليس الانضمام إليه حكراً على المقهورين في الأرض كما يدعي البعض، فالمجندون يقدمون من دول يتمتع مواطنوها بدرجة عالية من العدالة الاجتماعية، وليس حكراً على الجهلاء، فالتنظيم نجح في استقطاب المتعلمين من الأطباء وغيرهم ضمن صفوفه، وليس حكراً على الفقراء، فبعض مقاتليه ينتمون لعائلات غنية ويتمتعون برفاهية الحياة. إذاً هل هو الخطاب الديني؟ حتى ذلك ليس سبباً مقنعاً، فالمنتمون لداعش ليسوا جميعاً متأثرين بمدرسة دينية فكرية واحدة، بل تتنوع مشاربهم الدينية بتنوعهم الثقافي، إذاً من أين تأتي جاذبية هذا التنظيم؟
المسألة أشد تعقيداً مما يدعي بعض المنظرين والسياسيين، ولكن مجموع الأسباب المنفردة يشكل صورة فسيفسائية لعوامل جاذبية تنظيم الدولة. لا شك أن ممارسات الحكومات القمعية في الدول الإسلامية قبل وبعد الربيع العربي كان لها دور بارز في التسويق لأهداف التنظيم، ولا شك أن جميع الذين ينتسبون إليه يناصبون هذه الحكومات العداء، وأن كثيراً منهم ذاق الأمرين من ظلم المؤسسة الرسمية في بلاده، كما أن الجهل يسهل دون شك عملية غسيل الدماغ لمن يتم تجنيده، فليس أسهل من تعبئة وعاء فارغ، ومن المعلوم أن التنظيم أقدر على التجنيد في الأوساط التي ينتشر فيها الجهل إذا ما قورنت بأوساط المتعلمين، كما أن الفقر كذلك أداة مناسبة للتسويق لأهداف التنظيم، فقد عرف التنظيم باستخدام المال والمغريات المادية للتشجيع على الانضمام إليه. ولكن هذه الأسباب مجتمعة لا تفسر جانباً آخر من أولئك الذين تركوا خلفهم حياة مريحة ومترفة وعائلات غنية ومتماسكة من أجل حياة تحت تهديد القصف وفي أتون العنف والإرهاب.
المسألة تحتاج إلى نظرة أكثر شمولية إلى البناء الفكري للمنتمين لهذا التنظيم، ما القناعات التي من أجلها تبرؤوا من حياتهم السابقة وقبلوا على أنفسهم أن يكونوا أدوات قتل ودمار في مجتمعاتهم؟ وما يلي هي محاولة للفهم دون ادعاء بأنها تمثل فهماً على وجه الحقيقة لما يحرك هذه المجموعة.
أولاً، هناك مفهوم يغفل عنه الكثيرون من الذين يحللون طبيعة التنظيم، لكنه يحرك بشكل كبير جهود التجنيد لصالحه، ذلك هو مفهوم «الأمة»، مفهوم الأمة مركزي للهوية الإسلامية، فنحن ببساطة جميعاً أبناء لمجتمع واحد كبير ينتمي له أي مسلم حيثما كان، وبالتالي لا يشترط أن يعيش الشخص في ظل حكومات قاهرة أو نظام معاد للإسلام حتى يجد نفسه متأثراً بذلك. مظلومية المسلمين حول العالم كفيلة بأن تحرك تلك المشاعر وبالتالي تتحول أخبار العنف ضد المسلمين حول العالم إلى وقود يشعل الحماس ضد «أعداء» الإسلام، وبالتالي يسهل ذلك مهمة من يريد أن يجند لصالح كيان يدعي أنه يمثل دولة الإسلام التي يطمح لها الكثير من المسلمين حلاً لحالة الاضطهاد الشامل التي تواجه المسلمين في كثير من بقاع الأرض، هذا بالتالي يحرك من يعيش في إطار عدالة اجتماعية وتتملكه الفكرة لأن يتحرك لرفع الظلم عن الآخرين لا عن نفسه.
الأمر الآخر والذي يستغله من يسوق لداعش على الدوام، هو الاصطفاف. رسالة التنظيم في ذلك بسيطة، بما أن الغرب الكافر يعادينا، والأنظمة القمعية في الدول الإسلامية تعادينا، إذاً فلا شك أننا على حق، ثم يشرع التنظيم باستخدام نفس الخطاب لتجريم كل من هو سواه، فمن يصطف مع الغرب الكافر في معاداة تنظيم الدولة هو مثله، وبالتالي لا تبقى دولة ولا مكون اجتماعي إلا ويصنف، إما مؤمن بمشروع الدولة الإسلامية وبالتالي «مسلم»، أو معادٍ لها وبالتالي «كافر»، وهكذا يجد حديثو التدين بل وبعض حديثي الدخول إلى الإسلام ضالتهم في التنظيم، فهو بالنسبة لهم البديل المنشود للمحيط «الكافر» الذي عاشوا فيه طويلاً وأبعدهم عن الدين.
أمر آخر نستعرضه هنا، هو غياب من يحمل راية الإسلام عن الساحة، فمنذ سقوط الخلافة كان هناك فراغ بحاجة إلى ملء دائماً، هذا الفراغ تكون بعد سقوط راية الإسلام الرمزية والتي لم تجد من يحملها، وهذا الوضع اليوم في أوضح صوره، فالدول التي يفترض بها أن تمثل الإسلام يشارك الكثير منها في الاعتداء على المسلمين، ولا يحركون ساكناً نحو قضايا المسلمين في الخارج، والتنظيمات الإسلامية السياسية التي احتضنت الشباب المتحمس للقضية الإٍسلامية طيلة القرن الماضي تقريباً، أثبتت الثورة المضادة بعد الربيع العربي أنها غير قادرة على تحقيق طموحات الكتلة الإسلامية، ولم تتمكن حتى اليوم من توفير الحل الذي وعدت به في منطلقها، والعلماء والدعاة يواجهون مشكلة مماثلة، فهم إما مضطرين للتماهي مع النظام السياسي أو يتعرضون للتنكيل من قبله، فبالتالي لم ينجحوا في توفير حاضنة بديلة لشباب محتقن.. وإلى الأسبوع المقبل حيث نستكمل الحديث حول هذا الموضوع.