أحدث الأخبار
  • 07:51 . مقتل جندي إسرائيلي في عملية طعن بالضفة الغربية... المزيد
  • 12:57 . اعتقال رئيس بلدية معارض آخر في تركيا... المزيد
  • 12:56 . البرلمان الأوروبي يصوّت لصالح شطب الإمارات من قائمة مخاطر غسل الأموال... المزيد
  • 12:53 . "طيران الإمارات" تعلن استمرار توقف رحلاتها إلى إيران... المزيد
  • 10:59 . دمشق تجدّد رفضها للفيدرالية وتدعو الأكراد للانضواء في الجيش... المزيد
  • 10:57 . محمد بن راشد يطلق منظومة الأداء الحكومي الاستباقي عبر الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 10:55 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترف بمقتل جندي في غزة خلال محاولة أسره... المزيد
  • 10:54 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترض صاروخا من اليمن بعد أيام من هجمات على الحديدة... المزيد
  • 01:12 . غرق سفينة جديدة بالبحر الأحمر نتيجة هجوم للحوثيين... المزيد
  • 12:36 . الصحة الإيرانية: مقتل 700 مدني في الحرب مع "إسرائيل"... المزيد
  • 12:33 . الإمارات ضمن أكبر عشرة شركاء تجاريين للاتحاد الأوراسي عالميا... المزيد
  • 12:32 . "بلومبيرغ": الإمارات تمد نفوذها في محيط السودان بشبكة دعم لوجستي... المزيد
  • 12:29 . دمشق تنفي لقاء الشرع مسؤولين إسرائيليين في أبوظبي... المزيد
  • 12:02 . "التربية" تحدد ضوابط استرجاع الرسوم الدراسية عند انتقال الطالب من مدرسة خاصة... المزيد
  • 12:02 . "الإمارات للدواء" تعتمد أول علاج فموي عالمي لاضطراب نقص الصفيحات المناعي... المزيد
  • 12:01 . المبعوث الأمريكي يتحدث عن بقاء نقطة خلافية واحدة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد

الخيارات العربية للشيعة العرب.. ما هي ؟

الكـاتب : طلعت رميح
تاريخ الخبر: 14-08-2015


طرحت إيران مشروعاً واضحاً على الشيعة العرب، ووضعت خطة إستراتيجية واسعة المدى الزمني ومتعددة الاتجاهات (عقائدية وسياسية ومالية وعسكرية ) لجذبهم لهذا المشروع، وفي المقابل، اكتفت أغلب النظم العربية بالصمت – وكان الصمت مشروعاً يتحدى الزمن – كما لم تتقدم النخب الفكرية العربية المتنفذة، بأي مشروع واضح يراعي ما حدث من تغييرات أحدثها المشروع الإيراني، وبذلك لم ننتج مشروعا قادرا على تشكيل مظلة تمنع إنفاذ المشروع الإيراني، ولا رؤية لإحداث حالة تغييرية داخل الشيعة العرب، تمكن بعضهم من مواجهته، حتى وصلنا إلى مرحلة تمكين المشروع الإيراني بالعنف والقوة بعد أن تحول قسم من الشيعة العرب إلى فيالق إيرانية، فرد بعضنا برد فعل عقائدي ورد بعض آخر برد فعل عنفي مضاد – أقل قدرة وكفاءة وأشد تشويها للنفس منه إلى مواجهة الآخر- وكل ذلك، دون أن نكتشف فقر مشروع المواجهة العربية، أو أن يجري تقديم مشروع يتوازى ويتكافأ مع المشروع الإيراني، بل نحن تركنا الشيعة العرب الرافضين للمشروع الإيراني، بلا غطاء يمكنهم من التحرك في مواجهته على أساس وطني أو مجتمعي أو حتى مذهبي لرفض شيعه لمشروع ولاية الفقيه الإيراني .

ومنذ سنوات والكل يعلم، أن الغرب من جهة وإيران من الجهة الأخرى، قد تقاطعت مشاريعهم ومصالحهم عند نقطة الأقليات أو المجموعات الثقافية ذات العدد الأقل داخل المجتمعات والدول السنية، وأن جهودهما التفكيكية تتطور وتتصاعد ولا تستثني أية مجموعة.. كان الجميع يرى أمام عينيه المبصرتين وعقله المتفكر، كيف يجرى تسييج أحزمة فكرية ونفسية وسياسية، تفصل الأقليات عن المجتمع وتعيد إنتاج حالة الانفصال وتعمقها، وتدفع بها لتصبح حالة عدائية – وفي كثير من الأحيان قتالية- دون أن يكون هناك مشروع واضح ومحدد ولجان مجتمعية وأخرى تنفيذية تواجه تلك الإشكاليات المتدفقة.

وهكذا جرت حركة المشروع الإيراني والتفكيك الأمريكي عبر الأقليات وكأنها تجري في فراغ، فشاهدنا وتابعنا كيف سيطرت الميلشيات الإيرانية على الحكم في العراق وصارت تقتل وتشرد السكان وتعيد ترتيب الجغرافيا والبشرية، وقبلها كان مشهد حزب نصر الله يتطور من الميلشيا الداخلية حتى شكل قاعدة انطلق منها ليصبح صاحب دور إقليمي، وبين هذا وذاك كانت تجربة الحوثيين في اليمن، التي تحولت بهم إلى قدرة على حرب الجيش اليمني لستة حروب. وكانت تجربة التحول الحاسم في سوريا لبناء نظام طائفي تابع لإيران... وهناك تحت الأكمة ما وراءها في مختلف الدول، وكل ذلك دون ظهور مشروع بناء سياسي وفكري عربي يستهدف مواجهة مخططات التفكيك الداخلي. كان الصمت والصوم عن إطلاق مشروع لإعادة البناء، إلا دولة أو دولتين طورت أوضاعها الداخلية على نحو يقيها مخاطر التفكيك.

كان الصمت ناتجاً عن عدم امتلاك مشروع محدد أو كان ناتجا عن عدم تطور القدرة على أحداث في النظم السياسية يتناسب مع تطورات المشهد المجتمعي أو مع الخطط الدافعة للتفكيك، أو كان ناتجا عن قناعة بأن ليس بالإمكان أبدع مما هو قائم، فكان الأخطر أن جرى ملء فراغ الصمت أو عدم الانتباه، من قبل قوى تتعامل مع نتائج ما حدث، كرد فعل له أو عليه، بما جاء خادما لخطة تصعيد الصراع وتحويله إلى صراع داخلي عمق المشروع الإيراني الأمريكي.

وحتى الآن ليس معلوما وجود مشروع عربي للتعامل مع الأقليات، سواء كان قائما على فكرة إعلاء الوطنية وتصحيح اختلالات الاندماج الوطني (عبر المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات) أو كان على أساس فكرة الأمة الأكبر وإنفاذ قواعد وأسس التعامل مع الأقليات في الدولة الإسلامية أو كان عبر الديمقراطية التشاركية التي تسمح بآفاق وتنظيمات خاصة تلعب دورها في إجهاض مخططات التفكيك.

حتى كانت عاصفة الحزم، في اليمن عنوانا للمواجهة، لكن المشروع الفكري والسياسي ما يزال منتظرا كما كان .