أحدث الأخبار
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد

نماذج مختلفة .. وفصل التشريع عن الخدمات واحد!

الكـاتب : سامي الريامي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

سامي الريامي

فصل الجهة التشريعية عن مزود الخدمة ممارسة معمول بها في جميع الدول المتطورة طبياً، لا استثناء في ذلك، وربما كان ذلك سبباً من أسباب تقدمها وتطورها، فالمنافسة دائماً ما تؤدي إلى خدمات أفضل، والقضاء على البيروقراطية والروتين سبب إضافي لخدمات أفضل، وإعطاء الصلاحيات دون قيد للوحدات الطبية والمستشفيات محفز أيضاً لتطوير الخدمة، إضافة إلى وجود الرقابة والمحاسبة، وتنظيم كل صغيرة وكبيرة في العمل.

كل هذه الأمور وغيرها تتوافر في نظام فصل الجهة التشريعية والتنظيمية عن مزودي الخدمات الصحية، ونعني بها العيادات والمستشفيات والمراكز الطبية، ما يعني سلاسة في العمل، ورفع الضغط عن الحكومة، من خلال تفريغ الجهة المسؤولة عن الصحة لإعداد القوانين والتشريعات، وفرض رقابة صارمة على القطاع الطبي بشكل أفضل، وتنظيم العمل في هذا القطاع المهم، إضافة إلى إعطاء الفرصة للمستشفيات في إدارة نفسها بنفسها، بعيداً عن الروتين والمركزية والبيروقراطية، وإعطائها الفرصة للتنافس في ما بينها لتقديم أفضل الخدمات للمرضى والمراجعين.

ولاشك في أن وجود بيئة تشريعية ورقابية قوية على مستشفيات القطاع الخاص والحكومي معاً، سيؤدي حتماً إلى تحسين الخدمات، وسيمنع تحول قطاع الصحة إلى قطاع تجاري يهدف لجمع المال والأرباح فقط، كما هي الحال في قطاع التعليم الخاص، كما لن يكون الهدف التجاري مقدماً على حساب صحة الناس وأرواحهم، وهذا ما تفعله الدول المتقدمة، ولذلك أصبحت متقدمة في الصحة والتعليم معاً.

هذه التجربة ليست حكراً على الدول المتقدمة، فأبوظبي مثلاً اتبعت هذا الأسلوب، وفصلت هيئة الصحة التي تُعد جهة تشريعية عن شركة صحة أبوظبي التي تُعد مزوداً للخدمات، وتشغل المستشفيات والعيادات، فما المانع من الاطلاع عن قرب على تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، والاطلاع أيضاً على تجربة إمارة أبوظبي في هذا الشأن، لاشك أن فيها كثيراً من الإيجابيات التي تستحق الدراسة والاهتمام.

الأمر ليس صعباً ولا مستحيلاً، وهو ليس شكلياً أو كمالياً، بل هو أمر يحتاج إلى خطوات عملية، لأنه أولى خطوات التطوير والتغيير، وهناك الكثير من الأشكال والهياكل الموجودة فعلياً في هذا الإطار، تناسب واقعنا وحال مستشفياتنا، يمكن الاطلاع عليها ودراستها، والبحث عن أفضل هيكلية مناسبة لواقعنا لحي، ثم العم بها سعياً إلى نتائج أفضل، ومخرجات أرقى وأجود من الموجود حالياً.

هناك نموذج الفصل الكامل بين الجهتين، مع تعهيد المستشفيات للقطاع الخاص، ووضع ضوابط وشروط تضمن تشغيلها بشكل مثالي، وعدم المساس بالعاملين المواطنين فيها، وهناك نموذج فصل الجهتين، مع إنشاء شركة حكومية قابضة تتولى إدارة المستشفيات بنظام عمل القطاع الخاص، وتنافس المستشفيات الخاصة في الرعاية والاهتمام والخدمات المميزة، وهناك نموذج ثالث يفصل الإدارة التشريعية عن المستشفيات، ويعطي الأخيرة صلاحيات واسعة، واستقلالية تامة، بشكل يشبه عمل المؤسسات الخاصة تحت مظلة الجهة الحكومية العامة، على أن يتشكل لكل مؤسسة طبية مجلس إدارة مستقل، يدعم استقلالية المستشفى، ويمنع تضارب المصالح، ويعنى بتنفيذ القوانين والتشريعات الصادرة عن الجهة الأم.

نماذج مختلفة، وغيرها كثير، تختلف في طريقة فصل الجهة التشريعية عن مزود الخدمة، لكنها جميعها تشدد على ضرورة وأهمية الفصل، وبالتأكيد هذا النظام هو الأنجح، لأنه بكل بساطة معتمد في جميع دول العالم ما عدانا، ولا أعتقد أبداً أن العالم سيجتمع على تطبيق نظام متشابه إن لم يكن ناجحاً ومميزاً، وحقق تطوراً لافتاً في مجال الصحة والطب!