أحدث الأخبار
  • 07:51 . مقتل جندي إسرائيلي في عملية طعن بالضفة الغربية... المزيد
  • 12:57 . اعتقال رئيس بلدية معارض آخر في تركيا... المزيد
  • 12:56 . البرلمان الأوروبي يصوّت لصالح شطب الإمارات من قائمة مخاطر غسل الأموال... المزيد
  • 12:53 . "طيران الإمارات" تعلن استمرار توقف رحلاتها إلى إيران... المزيد
  • 10:59 . دمشق تجدّد رفضها للفيدرالية وتدعو الأكراد للانضواء في الجيش... المزيد
  • 10:57 . محمد بن راشد يطلق منظومة الأداء الحكومي الاستباقي عبر الذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 10:55 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترف بمقتل جندي في غزة خلال محاولة أسره... المزيد
  • 10:54 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعترض صاروخا من اليمن بعد أيام من هجمات على الحديدة... المزيد
  • 01:12 . غرق سفينة جديدة بالبحر الأحمر نتيجة هجوم للحوثيين... المزيد
  • 12:36 . الصحة الإيرانية: مقتل 700 مدني في الحرب مع "إسرائيل"... المزيد
  • 12:33 . الإمارات ضمن أكبر عشرة شركاء تجاريين للاتحاد الأوراسي عالميا... المزيد
  • 12:32 . "بلومبيرغ": الإمارات تمد نفوذها في محيط السودان بشبكة دعم لوجستي... المزيد
  • 12:29 . دمشق تنفي لقاء الشرع مسؤولين إسرائيليين في أبوظبي... المزيد
  • 12:02 . "التربية" تحدد ضوابط استرجاع الرسوم الدراسية عند انتقال الطالب من مدرسة خاصة... المزيد
  • 12:02 . "الإمارات للدواء" تعتمد أول علاج فموي عالمي لاضطراب نقص الصفيحات المناعي... المزيد
  • 12:01 . المبعوث الأمريكي يتحدث عن بقاء نقطة خلافية واحدة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد

جاذبية تنظيم الدولة (2)

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 18-08-2015

نستكمل اليوم الحديث الذي بدأناه الأسبوع الماضي حول عناصر جاذبية تنظيم الدولة. قلنا آنفاً إن مفهوم وحدة الأمة والاصطفاف وغياب ريادة إسلامية حقيقية، كل ذلك أسهم في صناعة الجاذبية التي يستخدمها التنظيم في تجنيد عناصره، ويضاف إلى هذه العناصر النزعة الغوغائية للعنف، ففي فترات الاضطراب والصراع يتجه الشارع تلقائياً نحو العنف، نرى ذلك في أبسط الحالات مثل انطفاء الكهرباء في مدينة كبيرة الذي يؤدي إلى ارتفاع كبير في وتيرة العنف، ونرى ذلك في الحالات المعقدة مثل صراع العِرقيات في رواندا الذي أدى إلى مقتل الآلاف من الأبرياء. ببساطة عندما يوجد صراع بين أطراف مختلفة وينتج عن هذا الصراع مواجهة تستمر وتيرة العنف بالتصاعد، فمقتل شخص من طرف يقود لانتقام يموت فيه عشرة ثم معركة يموت فيها مئة وهكذا، لا يتوقف العنف حتى ينتصر أحد الطرفين انتصاراً شاملاً أو يفرض أحد ما هيبة القانون على الشارع. اليوم العالم كله ساحة صراع، قليلة هي تلك الأقاليم التي تخلو من صراعات عِرقية ومذهبية ودينية وسياسية وصلت إلى حد العنف، لذلك يكون من السهل أن يسوّق تنظيم الدولة نفسه على أنه الحل الحاسم للصراع، وبعد أن جربت الشعوب العربية الطرق السلمية لمواجهة التمييز والظلم والفقر ووجدت أن سلميتها تكسرت على صخرة الطغاة، يسهل على مجندي التنظيم أن يطرحوا الدولة الإسلامية بقوتها العسكرية وممارساتها العنيفة حلاً، فالحقوق التي سلبت بالعنف لا تسترد إلا بالعنف، والعنف يصبح جذاباً حينما يكون فرصة نادرة للانتقام، فمن مورس ضدهم عنف الدولة لسنوات عديدة أمامهم اليوم فرصة للانتقام ليس من الدولة فحسب بل من الدولة وكل الخصوم أينما كانوا.
العنصر الأخير الذي يسهل على هذا التنظيم حشد الأنصار والأتباع، هو الصورة المثالية لما بعد المعركة. كل الحركات الثورية يساعدها على الانتشار طرحها لبديل مثالي للوضع القائم، ويسهل ذلك على تنظيم الدولة الذي ما زال في أتون المعركة وهو يقدم صورة لدولة قوية قادرة على الانتقام من خصوم الأمس، ولا تتورع عن معاداة العالم كله للوصول إلى غايتها، وهذا ما يحرص الجهاز الإعلامي للتنظيم على تصويره، دولة عادلة ولكنها صارمة في مواجهة العدو. كل ما يشاع عنها من أعدائها كذب، وكل ما يروى عن بطولتها حقيقة، وكل الأحلام التي تعد بها واقع، إما أن تكون جزءاً أو تكون ضده، هذه الصورة المثالية سرعان ما تتبدد بعد أن يعايش العنصر الجديد الحياة في صفوف التنظيم ليشاهد المجازر بحق الأبرياء والخيانات والتحالفات الحقيقية مع المجرمين والجهات الاستخباراتية، ولكن التنظيم لديه قدرة جيدة على المحافظة على أتباعه في صفه بالمادة حيناً وبالترهيب بالقتل للهاربين حيناً آخر، وبالتالي تبقى صورة الدولة المرتقبة حاضرة، وحينما يثار موضوع العنف والقتل والدمار الذي يقوم به التنظيم يأتيك الرد بأنها لوازم المعركة وضرورة الميدان وستنتهي ليحل محلها العدل والأمان في ظل دولة الخلافة.
هذه العناصر عينة من أسباب كثيرة تدفع بشباب في مقتبل العمر إلى الانخراط في صفوف التنظيم، ولا شك أن هناك غيرها الكثير، ولكن كيف يجب على مجتمعاتنا وحكوماتنا التعامل مع هذه الظاهرة، ولا أعني هنا مقاومة التمدد العسكري للتنظيم وخلاياه المنتشرة هنا وهناك، ولكن أعني مقاومة هذه الجاذبية التي ربما لا تنتهي بنهاية الصورة الحالية لهذا التنظيم بل تستمر في صورة حلم قائم يراود كل من دب فيه اليأس من وسائل التغيير الأخرى. نحن اليوم في وسط مواجهة ليست مع تنظيم فحسب بل مع فكرة بدأت بتنظيم القاعدة وتستمر اليوم في صورة تنظيم الدولة، ولن تعدم وسيطاً ينقلها إلى أرض الواقع طالما وجدت العناصر التي تساهم في خلق هذه البيئة الخصبة الولادة لمثل هذه الأفكار، لهذا الغرض نفرد المقال الأخير في هذه السلسلة الأسبوع المقبل، فإلى ذلك الحين.