أحدث الأخبار
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد

موت مدينة

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 23-09-2015


تداول مغرّدون في مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام فيلماً سينمائياً قصيراً بالأبيض والأسود عن مدينة باريس قبل 95 عاماً. يتجول المصور بين أشهر أحياء ومقاهي المدينة الأوروبية الفاخرة، بجوار الأوبرا وفي جادة الشانزليزيه وعلى ضفاف السان جيرمان وفي عمق مونبرناس.

للذين ترددوا على باريس كثيراً أو عاشوا فيها جزءاً من حياتهم، لم يكن اللافت لهم هو فقط بقاء الأماكن والمباني بالأرقام ذاتها واللافتات بالأسماء ذاتها، بل وأيضاً تشابه الطقوس التي يمارسها الغرسون مثلاً في (كافيه دو لا بي) قبل قرابة قرن من الزمان والآن!

هذه الاستدامة في المكون الثقافي هي ما يعطي المدينة، أيّ مدينة، نكهتها المميزة وخصوصيتها الجاذبة. لكن هذه الاستدامة لا تأتي من المزاولة قصيرة المدى، بل هي وليدة سنين وعقود متوالية من التداول الموروث لثقافة العيش اليومي بين أهل المدينة.

وحتى لا يكون الإعجاب بفيلم باريس العتيقة هو مجرد انبهار بما عند الآخر، فإن من الملائم إنصافاً أن أشير إلى حقيقتين: الأولى أن ليست كل المدن الغربية تملك هذه العراقة الطقوسية التي تملكها باريس، إذ تكتظ أوروبا بمدن كثيرة ليس لها ذاكرة. الحقيقة الثانية أن ليست كل المدن العربية بلا ذاكرة، إذ تنطوي مدينة القاهرة على ذاكرة عتيقة وطقوس ثقافية راسخة تكتظ بها أحياؤها القديمة، والوضع نفسه إلى حدٍ ما يبدو في صنعاء القديمة وفي فاس وفي حلب.

لنتوقف عند مدينة حلب، ونتساءل ودمار الحرب الأهلية يلفّها ويمحو كل ما فيها من ذاكرة ، هل ما زلنا قادرين بعد 95 عاماً على رؤية فيلم عن حلب العتيقة؟!

فيلم باريس صُوّر في العام 1920، أي أنها تعرضت بعد التصوير لمطاحن الحرب العالمية الثانية ومغامرات هتلر الجنونية ثم الثورة الطلابية في العام 1968، لكن هذه الزوابع الحربية والسياسية، الخارجية والداخلية، لم تمنع الإنسان الفرنسي من حماية مدينته من عنف ولامبالاة الأعداء أو من جنون وطيش الأبناء.

أما مدينة حلب، والتي نتناولها هنا نموذجاً عن كثير من مدن «الربيع العربي» البائسة الآن، فهي مرّت عبر مئات السنين بغزوات خارجية واستعمارية لم تضرها كما ضرتها حرب الأبناء الداخلية الآن!

لكأنما (الفارس) العربي حين يخوض الحرب ينسى كل ما سواها، رغم تعاليم الإسلام المكرورة عن أدبيات الحرب في التعاطي مع الموجودات.

ماذا بقي من حلب كي يراه أبناؤنا بعد 95 عاماً؟!