أحدث الأخبار
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد
  • 09:45 . الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على موانئ يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين... المزيد
  • 09:02 . مفاوضات إسطنبول.. اتفاق أوكراني روسي على تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار... المزيد
  • 08:54 . استشهاد 93 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر الجمعة... المزيد
  • 08:53 . متجاهلا الإبادة اليومية.. عبد الله بن زايد يدعو لإطلاق سراح أسرى الاحتلال وإيجاد بديل لحكم حماس... المزيد
  • 07:37 . دمشق تختار الإمارات وألمانيا لطباعة عملتها الجديدة بعد تحسن العلاقات وتخفيف العقوبات... المزيد
  • 07:28 . بعد رفع العقوبات الأمريكية.. موانئ دبي تضخ 2.9 مليار درهم في ميناء طرطوس السوري... المزيد
  • 07:17 . الإمارات والولايات المتحدة تعززان التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة... المزيد

إيران.. وكبرياء البحرين

الكـاتب : محمد خلفان الصوافي
تاريخ الخبر: 14-10-2015


يعتبر طرد مملكة البحرين للسفير الإيراني، محمد رضا باباي، واحداً من المواقف الجريئة التي بدأت الدول العربية اتخاذها مع دولة لا تقيم للجوار أي قيمة. الأمر ذكرني بما طرحه وزير خارجيتها محمد ظريف (الدار ثم الجار) وظن بعضنا أن هناك أملا في أن تتحول إيران إلى دولة طبيعية.

صحيح أن علاقتنا بإيران تغيرت، لكن- وللأسف الشديد- نحو الأسوأ بعدما استمرأت مسألة التدخل في الشؤون العربية بشكل أقل ما يقال عنه إنه «سافر». فكان لابد أن «يكشر» العرب عن أنيابهم، لأن هذه الدولة لا تتفاهم بمنطق العقل وحسن الجوار. أقول ذلك، بعد حالات عدة جرى من خلالها كشف خلايا نائمة تابعة لإيران في الكويت والبحرين تخزن أسلحة تهدد السلم الأهلي لمجتمعاتنا، ما يعني أن لا شيء تغير في السياسة الإيرانية، حتى وإن تغير التيار السياسي الحاكم في الواجهة.

والواقع أن قرار الطرد جاء متأخراً كثيراً، فمن يستعرض تاريخ العلاقات البحرينية الإيرانية يكتشف أن هناك الكثير من المواقف التي يكفي كل واحد منها لقطع العلاقات وليس طرد السفير. لذا، فإن القرار لم يكن مفاجئاً للمراقبين ولا لإيران نفسها لأنها تدرك مدى الخطأ الذي تفعله.

هناك خلل في فهم النظام الإيراني لعلاقات الجوار العربي كنتيجة لحالة الاستعلاء والغطرسة في التعامل، ما أدى إلى هدر الكثير من فرص التعاون مع الجوار الجغرافي الذي هو من الثوابت الجيوسياسية لأي دولة في العالم. فالحاصل أن إيران سمحت لنفسها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، وبتأجيج الاختلافات المذهبية بطريقة توحي بنيتها تفجير الوضع الداخلي في هذه الدول، ومنها البحرين، كما أعطت لنفسها الحق في الزعم بأن لها حقوقاً تاريخية في بلدان الآخرين.

ليس من الهين لأي دولة طبيعية في العالم أن يتم «طرد» سفيرها، فكيف يكون الأمر أن يتم طرد سفرائها في عدد من الدول وفي فترات متقاربة. قد نفهم أن اليمن فعل ذلك تضامناً مع البحرين التي تقف معه في الحرب ضد الانقلابيين الحوثيين الذين تدعمهم إيران، لكن المستغرب والعجيب أن تفعل ذلك دولة مثل كندا، وهي بعيدة عن إيران، وقبلها بفترة فعلتها ماليزيا.

لقد تضخمت «الذات الإيرانية» مؤخراً إلى درجة ظنت أنه لا يمكن لأي دولة أخرى الوقوف في وجهها أو منعها من خلق الفتن الداخلية والقتل في الدول الأخرى. وما أقدمت عليه البحرين يمثل «صفعة» كانت تحتاجها إيران لكي تدرك أن هناك متغيرات على الساحة الإقليمية تتطلب استيعابها، وأن هناك رفضاً من الشعب البحريني بمختلف شرائحه إزاء محاولاتها الرامية لتحويلهم مواطنين إيرانيين. ومن الناحية النفسية يبدو أن حالة السكوت على ممارسات النظام الإيراني خلقت لديه غروراً، فلم يعد مسؤولوه يدركون أن أخطاءهم صارت معيبة.. لهذا فإن طرد سفراء إيرانيين في الخارج لم يجعل أولئك المسؤولين يشعرون بالخجل أو يتأثرون بما جرى، بل إنهم لم يفكروا حتى في تقديم اعتذار عما قاموا به لتصحيح الوضع.

ولأن المعيار الذي تتعامل به إيران مع العالم، وليس البحرين، فقط لا يهتم بوجهة نظر الرأي العام الإيراني والعالمي ولا يضع لها اعتباراً، فإن الشيء الذي ينبغي أن نعرفه جميعاً هو أن هناك مزاجاً عاماً خليجياً وعربياً يرفض تصرفات إيران، ولن يقبل مستقبلاً ما تقوم به. وقد أثبت الشعب العراقي ذلك مؤخراً من خلال المطالبة برحيلها من بلاده. ولا أعرف إن كان النظام السياسي الإيراني يتابع مدى إعجاب الشعوب العربية بما فعلته البحرين، في دلالة على مدى رفض الناس لمواقف وسياسات إيران. وحين يحدث مثل هذا حيال دولة فاعلم أن هناك كرهاً «عميقاً» تجاه هذه الدولة.

كان اتخاذ موقف حازم من تجاوزات إيران أمراً مطلوباً، لأنه بمنزلة الرد الواضح الذي يجسد مدى رفض دول الخليج لأفعالها. وإذا كانت البحرين فضلت قطع «شعرة معاوية» مع إيران، فإنها قدمت في الوقت نفسه درساً لبعض الدول العربية ومفاده أنه يمكن لبلد ما أن يكون دولة ذات مصداقية ويجبر إيران على تغيير نظرتها الفارسية في «تحقير» الشخصية العربية. فرد فعل العرب بعد اليوم لن يكون بـ«اللاموقف» مع غطرسة النظام الإيراني، وكل تجاوز يقوم به هذا النظام مستقبلا لن يمر بصمت.

وتبقى هذه الخطوة البحرينية، مؤشراً لإيران حتى تضع المتغيرات التي طرأت في أسلوب العرب معها في الاعتبار، وتبتعد عن التعامل مع الجوار وفق أيديولوجيتها القائمة على الاستعلاء والغطرسة.