12:36 . الصحة الإيرانية: مقتل 700 مدني في الحرب مع "إسرائيل"... المزيد |
12:33 . الإمارات ضمن أكبر عشرة شركاء تجاريين للاتحاد الأوراسي عالميا... المزيد |
12:32 . "بلومبيرغ": الإمارات تمد نفوذها في محيط السودان بشبكة دعم لوجستي... المزيد |
12:29 . دمشق تنفي لقاء الشرع مسؤولين إسرائيليين في أبوظبي... المزيد |
12:02 . "التربية" تحدد ضوابط استرجاع الرسوم الدراسية عند انتقال الطالب من مدرسة خاصة... المزيد |
12:02 . "الإمارات للدواء" تعتمد أول علاج فموي عالمي لاضطراب نقص الصفيحات المناعي... المزيد |
12:01 . المبعوث الأمريكي يتحدث عن بقاء نقطة خلافية واحدة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد |
12:00 . ماكرون يدعو لإنهاء الاعتماد الأوروبي على أميركا والصين... المزيد |
11:59 . ولي العهد السعودي يبحث مع عراقجي أمن المنطقة والملف النووي الإيراني... المزيد |
05:56 . الإعلان عن مقتل وإصابة أربعة في الهجوم على سفينة يونانية بالبحر الأحمر... المزيد |
01:00 . بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري لأبوظبي.. رسائل تضامن من نشطاء سوريين إلى معتقلي الرأي الإماراتيين... المزيد |
11:41 . الإمارات تعلن إنقاذ طاقم سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر... المزيد |
11:32 . خلال قمة بريكس.. وزير الخارجية السعودي يدعو لتحقيق سلام دائم في غزة... المزيد |
11:29 . أبو عبيدة يتوعد الاحتلال: معركة الاستنزاف مستمرة وخسائر يومية بانتظاره في غزة... المزيد |
11:25 . حصيلة ضحايا فيضانات تكساس ترتفع إلى 104 والمفقودون بالعشرات معظمهم أطفال... المزيد |
11:11 . جيش الاحتلال يعلن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 شمال قطاع غزة... المزيد |
سلوك نتنياهو هنا ليس جديدا، بل هو ممارسة صهيونية ممتدة وقديمة، فقد عملوا منذ تأسيس كيانهم الاحتلالي على ربط النازية بالإسلام. لم تنجح الحركة الصهيونية سابقا حين حاولت تقديم الحسيني بهذه التهمة إلى محكمة «نورمبرج» الدولية في العالم 1945. لم تكن هذه الصورة بين هتلر ومفتي فلسطين -الشخصية القيادية البارزة الحاج أمين الحسيني- تعني الكثير بحد ذاتها، لكن آلة البروباجندا الإسرائيلية جعلت منها آلة لتفريخ القصص والمكاسب. لطالما كان وزير الخارجية الإسرائيلي السابق ليبرمان يحمل هذه الصورة في حقيبته، ويعرضها حيثما حل في الغرب ليبرر بها الاستيطان الإسرائيلي المستمر. وفي الولايات المتحدة صدر كتاب عن الحسيني حمل عنوان «مفتي هتلر». وشاهدت مرة برنامجا حواريا على إحدى القنوات الأميركية الرخيصة، وطوال فترة البرنامج كانت تعرض وتتكرر في الخلفية صور للجنود المسلمين في الجيش النازي، وصورة الحاج الحسيني مع هتلر، وكل ذلك كان لتأكيد الفرضية البائسة للحوار: المسلمين لهم علاقة وثيقة بالنازية، وهم مثلهم يريدون إفناء اليهود، ومن ثم غير المسلمين.
يذكر جيلبرت أشقر صاحب كتاب «العرب والمحرقة، 2009»، أن حكاية استخدام صورة المفتي هي لأجل إشراك الفلسطينيين في المسؤولية عن الإبادة النازية، وتسويق فكرة أن اليهود كانوا يجابهون خطر الإبادة في فلسطين في الأربعينيات، ومن ثم تبرير تحويل وطنهم إلى وطن لليهود، ويصبح الاحتلال بذلك كأنه دفاع شرعي عن النفس.
يوضح أشقر أن ربط المفتي بالنازية كان أحد الثوابت الدعائية للكيان الإسرائيلي بعد تواجده في فلسطين. ونتج عن ذلك الكثير من الكتب والمقالات والنشرات التي تجسد هذا العداء في شخص الحسيني، وتجعله هدفا للثأر العام، حتى بدا الأمر وكأن الحسيني هو أحد جلادي النازية الرئيسيين! ففي متحف المحرقة «ياد فاشيم» في القدس الغربية يوجد جدار مخصص لمفتي فلسطين الحسيني يوحي تصميمه بالترابط بين العرب وبين مشروع الإبادة النازية. كما أن الجزء المكتوب عن الحسيني في «موسوعة المحرقة» هو جزء أطول بكثير من الأجزاء التي كتبت عن جوبلز وهيملر وهايدريخ وايخمان، وتتجاوزه قليلا تلك المساحة المخصصة لهتلر.
لقد صرح هتلر بنيته تجاه اليهود في خطاب له عام 1939، أي قبل ثلاث سنوات من لقائه بالحاج أمين الحسيني في 1941. وبالنسبة للقاء هتلر بالحسيني فالأخير كان مطاردا من الاستعمارين البريطاني والفرنسي اللذين ناصرا الصهيونية على حساب العرب، واضطر إلى اللجوء إلى ألمانيا لمدة أربع سنين بعد أن نفاه البريطانيون من فلسطين في العام 1937. لدى الحسيني، الذي قابل هتلر، موقف مبرر -مثل غيره- للميل إلى قوات المحور ألمانيا وإيطاليا ودعمها، ففي تلك الفترة كانت ألمانيا وفرنسا تحتلان معظم أجزاء العالم العربي. ولكن هذا الميل بعيد جدا عن أي اشتراك وتدخل للعرب مع الجريمة النازية، بل تذكر المصادر أن عدد الجنود من أصول عربية في قوات المحور كان فقط 6300 جندي، فأين هو هذا الرقم لمن يلعبون بالصور مقارنة بــ9000 جندي عربي قاتلوا في صفوف بريطانيا، و250 ألف جندي مغربي قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي!
أيضا الحاج الحسيني كان أحد القيادات الوطنية الفلسطينية التي عملت منذ الثلاثينيات على التفاهم مع القوى الكبرى في العالم من أجل إيقاف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وهذا سبب وجيه لاجتماعه مع هتلر في العام 1941، فألمانيا قبل الحرب كانت إحدى تلك القوى التي عملت على تهجير اليهود إلى هناك. نعم، كانت هناك علاقة وثيقة بين النازية والحركة الصهيونية، وقد كان بينهم ما سمي بالـ «هافارا»، وهو اتفاق اقتصادي بين ألمانيا النازية والمنظمات الصهيونية يتضمن تهجيرا ليهود ألمانيا إلى فلسطين، وقد تم توقيع هذا الاتفاق في العام 1933 بعد وصول هتلر إلى السلطة، كما جاء في دراسة (العلاقة الصهيونية النازية 1933-1941) للباحثة حياة عطية الحويك من جامعة السوربون.