أحدث الأخبار
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد
  • 11:03 . حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" تغادر الشرق الأوسط بعد الاتفاق مع الحوثيين... المزيد

السودان عمق الخليج الاستراتيجي

الكـاتب : ظافر محمد العجمي
تاريخ الخبر: 28-10-2015


كانت تعاريف الاستراتيجية القديمة جميعها تأتي في منظور العمليات العسكرية، ثم أصبح بمقدورنا القول إن بلدا ما يمكن أن يشكل العمق الاستراتيجي لبلد آخر في ميزان العلاقات الدولية من قيمته التي يحددها بشكل رئيسي موقعه الجيواستراتيجي، ومن عمقه التاريخي.
ويغمرنا شعور بالندم حين نتذكر أنه كان بإمكان جزء من جسدنا العربي كجمهورية السودان أن يقوم بدور العمق الاستراتيجي للخليج بموقعه وقوته العسكرية بدل سفينة أجنبية في الأفق أو اتفاقية أمنية مثقلة بنودها بالتبعات الجسام. لقد كانت الذروة الدامية في العلاقات الخليجية السودانية حين قفزت الخرطوم إبان فترة زمنية -تحتل الزاوية الأكثر ظلما في الذاكرة الخليجية- إلى ما سميناهم «دول الضد»، ثم جاءت عاصفة الحزم كمنعطف حاسم ووضعت العلاقات الخليجية السودانية على مسار علاقات مختلف، وتوجت مؤخرا بنزول قوة برية سودانية بكامل تجهيزاتها، وأخذت مواقعها في اليمن.
إن مشاركة قوة سودانية مع إخوانهم الخليجيين تأتي كتأكيد سوداني لعمق الدور العربي في الحفاظ على الأمن القومي للمنطقة، وتشكل صورة تختزل الحلم العربي في تشكيل قوة عسكرية عربية موحدة -كما قال قائدها- والمشاركة السودانية قرار موفق، ويدل على أن الخرطوم تبنت سياسة الانفتاح العسكري، والتركيز على الحضور في جوارها الإقليمي وعلى كتفها البندقية.
وللجيش السوداني خبرة ولدتها بيئة النزاعات المسلحة، التي كان ضحية لها، والحقيقة التي لا تقبل النقض هي أن الجندي السوداني هو أكثر العسكر العرب خوضا للمعارك، وأكثرهم تأهيلا في الحرب البرية، لكن ذلك لم يشفع للقوة السودانية حين نزلت في «ميناء الزيت» في عدن وكما قال لسان الدين ابن الخطيب «صاح فوق كل غصن ديك» فقد كان هناك من «غمز» بوجود مكاسب اقتصادية أو سياسية للخرطوم. وهناك من «لمز» أن مهمة القوات السودانية أمنية ستمارس من خلاله دور المذل للشعب اليمني الشقيق. ورغم أنه تم نفي الأمرين سودانيا فإن علينا التسليم للزمن بحقه في توضيح الأحداث، وإن كنا سنستبق ذلك بسؤالين أولهما: ألم تكن مشاركة مصر في عاصفة الصحراء 1991م سببا في إسقاط ديونها العسكرية بالكامل،. وتحولها من مدينة بــ‏50‏ مليار دولار لمالكة احتياطي بــ‏20‏ مليار دولار، كأكبر إنجاز قدمه الرئيس مبارك لشعبه وبلده. أما السؤال الثاني فهو: كيف ترسل الخرطوم قوات مدربة على خوض حروب جبلية، ذات كلفة تدريب عالية، بينما كان بإمكانها إرسال شرطة أو حرس وطني لتحقيق نفس النتيجة، كما أن تصاعد وتيرة الانفلات الأمني والتفجيرات والاغتيالات بهدف زعزعة الاستقرار والأمن في المناطق المحررة خير مبرر لتواجد قوات مقتدرة لإعادة السلام وهو جهد يخدم خطة استعادة الشرعية.
وإذا كانت الخرطوم صاحبة المبادرات فأتمنى ألا يكون صانع القرار الخليجي من أصحاب ردود الأفعال، فالتحية السودانية يجب أن يرد عليها خليجيا بأفضل منها، ونستطيع أن نزن حجم المشاركة العسكرية السودانية بما سببته من قلق لطهران، التي انتقدت على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان انضمام السودان إلى التحالف المناهض لها باليمن.