أحدث الأخبار
  • 12:36 . الصحة الإيرانية: مقتل 700 مدني في الحرب مع "إسرائيل"... المزيد
  • 12:33 . الإمارات ضمن أكبر عشرة شركاء تجاريين للاتحاد الأوراسي عالميا... المزيد
  • 12:32 . "بلومبيرغ": الإمارات تمد نفوذها في محيط السودان بشبكة دعم لوجستي... المزيد
  • 12:29 . دمشق تنفي لقاء الشرع مسؤولين إسرائيليين في أبوظبي... المزيد
  • 12:02 . "التربية" تحدد ضوابط استرجاع الرسوم الدراسية عند انتقال الطالب من مدرسة خاصة... المزيد
  • 12:02 . "الإمارات للدواء" تعتمد أول علاج فموي عالمي لاضطراب نقص الصفيحات المناعي... المزيد
  • 12:01 . المبعوث الأمريكي يتحدث عن بقاء نقطة خلافية واحدة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:00 . ماكرون يدعو لإنهاء الاعتماد الأوروبي على أميركا والصين... المزيد
  • 11:59 . ولي العهد السعودي يبحث مع عراقجي أمن المنطقة والملف النووي الإيراني... المزيد
  • 05:56 . الإعلان عن مقتل وإصابة أربعة في الهجوم على سفينة يونانية بالبحر الأحمر... المزيد
  • 01:00 . بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري لأبوظبي.. رسائل تضامن من نشطاء سوريين إلى معتقلي الرأي الإماراتيين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إنقاذ طاقم سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر... المزيد
  • 11:32 . خلال قمة بريكس.. وزير الخارجية السعودي يدعو لتحقيق سلام دائم في غزة... المزيد
  • 11:29 . أبو عبيدة يتوعد الاحتلال: معركة الاستنزاف مستمرة وخسائر يومية بانتظاره في غزة... المزيد
  • 11:25 . حصيلة ضحايا فيضانات تكساس ترتفع إلى 104 والمفقودون بالعشرات معظمهم أطفال... المزيد
  • 11:11 . ‌‏جيش الاحتلال يعلن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 شمال قطاع غزة... المزيد

السياسة وتأزيم الهويات

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 02-11-2015


«أنا شيعي أولا، وعراقي ثانيا» هذا كلام نوري المالكي، الشخص الذي حكم العراق لفترتين رئاسيتين (2006- 2014)، وحظي بدعم الأميركان، بحسب ما جاء في الفيلم الوثائقي عنه في قناة «الجزيرة» تحت عنوان «نوري المالكي، الصورة الكاملة» المالكي بسياساته الطائفية هو أحد الوجوه الرئيسية لأزمة العراق اليوم، ومن ثم أزمة الطائفية في المنطقة ككل، وهذا مثال يؤكد أن الأزمة الطائفية تصنع من الأعلى وعبر فشل السياسة في الدولة العربية الحديثة.
فالنخب السابقة منذ نشوء العراق أفسدت ديمقراطيته الوليدة، عبر إضعافها للحياة النيابية، وكتمها للحريات، وتجويز التداخل بين السلطات، وتقليلها لدور المحاسبة والمراقبة، وعدم تحريمها للعنف والاحتكار السياسي، إضافة إلى جعل نفسها ذاتاً محورية للبلد، وعقود الحكم البعثي التي تلت ذلك كانت أشد سوءا وقسوة، أما إدارة ما بعد الاحتلال الأميركي، فخلقت ما هو أسوأ بكثير، حرب مجتمعية وشعبية طائفية لم تهدأ.
الحرب الطائفية التي شهدها العراق منذ منتصف العقد الأخيرة، نتاج طبيعي لهويات زادت حدة انقسامها بمرور الزمن، ووصلت إلى الاقتتال وتقسيم المناطق منذ بداية الدولة، فانجذب الأكراد إلى التصوف كردة فعل على المفهوم السياسي للإسلام الذي تبنته الدولة، كذلك عزلة الجنوب العراقي، ومعيشته في ظل ظروف اقتصادية صعبة، تحت ضغط من الأقاليم الإدارية عليه، سواء العثمانية أو العربية لاحقا، خلق ردة فعل تمثلت في دخول بعض القبائل العراقية في التشيع تمايزاً عن الدولة وهويتها في ذلك الوقت.
بحسب هشام شرابي واجه العرب في عملية انتقالهم إلى التحديث، ثلاث معضلات: الهوية، والتاريخ، والغرب، فالمجتمع دوماً سابق على السياسة؛ ولذا فإن لم يحسم موضوع الهوية ويتم التصالح معه، عبر المواطنة والتسويات السياسية والمدنية الفاعلة، فلن يتحقق الاستقرار السياسي، وحالات التحول الديمقراطي خير أنموذج لهذا الفشل في تثبيت الهوية، حين تمر الدول بفترة تحول رخوة ولزجة، يحضر فيها صراع قوى جديدة وقديمة، فنحن لم نصل لمراحل التحول الديمقراطي؛ ولذا لم نشهد حديثا وجدلا فعليا حول الهويات، لكننا عشنا معضلاته واقعا عبر الأزمات التي حدثت في المنطقة.
لكن هل كل الحديث عن المواطنة والإصلاح الإداري، يعتبر مضيعة للوقت بعد أن ترسخت الشبكات الاجتماعية المعقدة للهويات الدينية والقبلية والطائفية، وأصبحت مرآة أساسية لدى الأفراد، لقضايا داخل بلدانهم وخارجها؟.
الهويات التي تعيش الأزمات، ولا يوجد لديها هوية مدنية ومواطنة قوية، ترتد للهويات السابقة بحثا عن الضمانة والتعصبن اللازم وقت الأزمات، ومن هنا فهذا الشطط والجدل القوي في مناقشات الأفراد وتنازعاتهم اليوم، يحضر كردة فعل على تأزم أوضاع أكبر، فالصوت العالي اليوم هو صوت التطرف أمام أصوات متطرفة أخرى.
باني دولة العراق وديمقراطيتها السابقة الملك فيصل الأول قال قبل وفاته بقليل: «في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد كتلات بشرية خالية من أية فكرة وطنية».
هذه الانقسامات المجتمعية ذهبت إلى مستويات جديدة، بعد حضور الاحتلال الأميركي في 2003 عمل الأميركان على إعادة تعريف الدولة العراقية، وعكس دربها من محاولة أن تكون دولة أمة إلى أن تكون دولة معبرة عن الهويات، وتنقسم مؤسساتها السياسية على أساس التعبير عن هذه الهويات، وما حدث في العراق كان احتيالا كبيرا باسم السياسة والديمقراطية. وتم العمل على تأسيس مبدأ هش للشراكة بين المكونات العراقية، وكان مجاله الإدارة التنفيذية في الدولة، بينما استفرد المكون الشيعي بقيادة المالكي التابع لإيران بمؤسسات السيادة وصنع القرار، وهذه الجريمة خلقت تعبئة واحتقانا اجتماعيا بالغاً، رأينا نتائجه سريعا على العراق، وما حوله.