أحدث الأخبار
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد
  • 10:45 . رئيس الدولة يلتقي السيسي في العلمين وسط تحولات إقليمية ودولية معقدة... المزيد

السياسة وتأزيم الهويات

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 02-11-2015


«أنا شيعي أولا، وعراقي ثانيا» هذا كلام نوري المالكي، الشخص الذي حكم العراق لفترتين رئاسيتين (2006- 2014)، وحظي بدعم الأميركان، بحسب ما جاء في الفيلم الوثائقي عنه في قناة «الجزيرة» تحت عنوان «نوري المالكي، الصورة الكاملة» المالكي بسياساته الطائفية هو أحد الوجوه الرئيسية لأزمة العراق اليوم، ومن ثم أزمة الطائفية في المنطقة ككل، وهذا مثال يؤكد أن الأزمة الطائفية تصنع من الأعلى وعبر فشل السياسة في الدولة العربية الحديثة.
فالنخب السابقة منذ نشوء العراق أفسدت ديمقراطيته الوليدة، عبر إضعافها للحياة النيابية، وكتمها للحريات، وتجويز التداخل بين السلطات، وتقليلها لدور المحاسبة والمراقبة، وعدم تحريمها للعنف والاحتكار السياسي، إضافة إلى جعل نفسها ذاتاً محورية للبلد، وعقود الحكم البعثي التي تلت ذلك كانت أشد سوءا وقسوة، أما إدارة ما بعد الاحتلال الأميركي، فخلقت ما هو أسوأ بكثير، حرب مجتمعية وشعبية طائفية لم تهدأ.
الحرب الطائفية التي شهدها العراق منذ منتصف العقد الأخيرة، نتاج طبيعي لهويات زادت حدة انقسامها بمرور الزمن، ووصلت إلى الاقتتال وتقسيم المناطق منذ بداية الدولة، فانجذب الأكراد إلى التصوف كردة فعل على المفهوم السياسي للإسلام الذي تبنته الدولة، كذلك عزلة الجنوب العراقي، ومعيشته في ظل ظروف اقتصادية صعبة، تحت ضغط من الأقاليم الإدارية عليه، سواء العثمانية أو العربية لاحقا، خلق ردة فعل تمثلت في دخول بعض القبائل العراقية في التشيع تمايزاً عن الدولة وهويتها في ذلك الوقت.
بحسب هشام شرابي واجه العرب في عملية انتقالهم إلى التحديث، ثلاث معضلات: الهوية، والتاريخ، والغرب، فالمجتمع دوماً سابق على السياسة؛ ولذا فإن لم يحسم موضوع الهوية ويتم التصالح معه، عبر المواطنة والتسويات السياسية والمدنية الفاعلة، فلن يتحقق الاستقرار السياسي، وحالات التحول الديمقراطي خير أنموذج لهذا الفشل في تثبيت الهوية، حين تمر الدول بفترة تحول رخوة ولزجة، يحضر فيها صراع قوى جديدة وقديمة، فنحن لم نصل لمراحل التحول الديمقراطي؛ ولذا لم نشهد حديثا وجدلا فعليا حول الهويات، لكننا عشنا معضلاته واقعا عبر الأزمات التي حدثت في المنطقة.
لكن هل كل الحديث عن المواطنة والإصلاح الإداري، يعتبر مضيعة للوقت بعد أن ترسخت الشبكات الاجتماعية المعقدة للهويات الدينية والقبلية والطائفية، وأصبحت مرآة أساسية لدى الأفراد، لقضايا داخل بلدانهم وخارجها؟.
الهويات التي تعيش الأزمات، ولا يوجد لديها هوية مدنية ومواطنة قوية، ترتد للهويات السابقة بحثا عن الضمانة والتعصبن اللازم وقت الأزمات، ومن هنا فهذا الشطط والجدل القوي في مناقشات الأفراد وتنازعاتهم اليوم، يحضر كردة فعل على تأزم أوضاع أكبر، فالصوت العالي اليوم هو صوت التطرف أمام أصوات متطرفة أخرى.
باني دولة العراق وديمقراطيتها السابقة الملك فيصل الأول قال قبل وفاته بقليل: «في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد كتلات بشرية خالية من أية فكرة وطنية».
هذه الانقسامات المجتمعية ذهبت إلى مستويات جديدة، بعد حضور الاحتلال الأميركي في 2003 عمل الأميركان على إعادة تعريف الدولة العراقية، وعكس دربها من محاولة أن تكون دولة أمة إلى أن تكون دولة معبرة عن الهويات، وتنقسم مؤسساتها السياسية على أساس التعبير عن هذه الهويات، وما حدث في العراق كان احتيالا كبيرا باسم السياسة والديمقراطية. وتم العمل على تأسيس مبدأ هش للشراكة بين المكونات العراقية، وكان مجاله الإدارة التنفيذية في الدولة، بينما استفرد المكون الشيعي بقيادة المالكي التابع لإيران بمؤسسات السيادة وصنع القرار، وهذه الجريمة خلقت تعبئة واحتقانا اجتماعيا بالغاً، رأينا نتائجه سريعا على العراق، وما حوله.