أحدث الأخبار
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد
  • 08:32 . "قمة بغداد" تحث المجتمع الدولي على الضغط لوقف الحرب على غزة... المزيد
  • 06:35 . "معرفة دبي" تعلق عمليات التقييم والرقابة بالمدارس الخاصة للعام الدراسي القادم... المزيد
  • 12:26 . الاتحاد الأوروبي يبحث مواصلة تعليق عقوبات على سوريا... المزيد
  • 12:19 . الجابر لترامب: الإمارات سترفع استثمارات الطاقة بأميركا إلى 440 مليار دولار بحلول 2035... المزيد
  • 11:12 . نيابة عن رئيس الدولة.. منصور بن زايد يرأس وفد الإمارات إلى القمة العربية في العراق... المزيد
  • 11:09 . سبع دول أوروبية تطالب الاحتلال بوقف حرب الإبادة في غزة وإنهاء الحصار.. وحماس تشيد... المزيد
  • 11:05 . إصابة شرطي إسرائيلي في عملية طعن بالقدس المحتلة... المزيد

بين الإنكار وجلد الذات

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 24-11-2015


في مقال بعنوان «العرب المسلمون و «الإرهاب»: التشويح السياسي في زمن الإهانة»، نُشر في موقع «ساسة»، بقلم وائل زميت، وهو شاب تونسي مهتم بالشأن السياسي، يقول الكاتب، متحدثاً عن رد فعل بعض المثقفين والكتاب العرب على جرائم الإرهاب «ترى البعض يسب العرب، أي يسب نفسه، والآخر يلعن بلداناً عربية كاملة، أي يلعن نفسه، وثالثاً يهاجم الإسلام، أي يهاجم دينه»، ويضيف: «وكأن مرتكب الجريمة الشنيعة كان قد انتخب بالإجماع من عموم العرب المسلمين نيابة عنهم أو ممثلاً لهم».



هذا المقال عينة من عشرات المقالات، ومئات التغريدات، التي نشرت عقب التفجيرات الإرهابية في باريس، يرفض كتابها تحويل كل حدث إرهابي إلى مناسبة لتأكيد الصورة النمطية التي يراد منها شيطنة الإسلام، وتكريس تلازمه مع العنف. ويطالبون برد فعل متوازن، يرفض الإرهاب ويدينه، من دون إلقاء تبعات ذلك على الإسلام، وتحميل تراثه ونصوصه الفقهية استباحة دماء الأبرياء على هذا النحو المتوحش.



هذا الطرح يقابله آخرون بوصفه محاولة لتبرير الإرهاب، والتنصل من مسؤوليتنا عن فكر هؤلاء الشباب. وهذا الموقف ينطوي على ولع مفرط في جلد الذات، ويتجاهل أن الذين قاموا بالتفجيرات الإرهابية في باريس، وما قبلها، هم بمعظمهم متفلتون من الدين وكانوا يعيشون حياة لا علاقة لها بالإسلام أو التدين، والأهم أن صورة الإرهاب الراهنة قضية غامضة ومعقدة، ساهمت في وجودها دول وأجهزة استخبارات وعصابات، واستخدمت الايديولوجيا كقناع مضلل. ولعل ما نقله الشاب التونسي عن الكاتب الأميركي والمحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية البروفسور جراهام فولر، يؤكد خطأ سهولة ربط الإرهاب بالمسلمين دون سواهم، وهو قال في كتابه «عالم من دون إسلام»، الذي صدر في آب (أغسطس) 2010، «أنه حتى في صورة عدم وجود مسلمين وعدم وجود الإسلام كدين في هذا العالم، وفي ظل تواصل نفس هذا التوجه الإمبريالي الغربي، وتواصل نفس السياسات الاستعمارية، فإن ظهور تنظيمات من طينة «داعش»، وإن لم يكن دينها الإسلام، قضية حتمية».



لا شك في أن التحريض الذي يمارسه عدد غير قليل من المسلمين سهل انخراط شبابنا، الذين نصفهم بــ «المغرر بهم»، في هذه التنظيمات الإرهابية، على رغم أن الذي غرر به هو من يمارس التحريض والحض على المشاركة في هذه التنظيمات، اعتقاداً منه، أو جهلاً، بأن ما يجري في هذه الحروب الملتبسة جهاد في سبيل الله.



الأكيد أن تعاملنا مع قضية الإرهاب بات في حاجة إلى معاودة نظر. الإنكار المطلق لدور لنا، أو تأثير في ما يجري يجافي الموضوعية. وتحميل ديننا وتراثنا كل العنف الذي يجتاح العالم ظلم لأنفسنا وديننا، وهو خور في التفكير وحال من الهزيمة المفجعة.