أحدث الأخبار
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد

بين الإنكار وجلد الذات

الكـاتب : داود الشريان
تاريخ الخبر: 24-11-2015


في مقال بعنوان «العرب المسلمون و «الإرهاب»: التشويح السياسي في زمن الإهانة»، نُشر في موقع «ساسة»، بقلم وائل زميت، وهو شاب تونسي مهتم بالشأن السياسي، يقول الكاتب، متحدثاً عن رد فعل بعض المثقفين والكتاب العرب على جرائم الإرهاب «ترى البعض يسب العرب، أي يسب نفسه، والآخر يلعن بلداناً عربية كاملة، أي يلعن نفسه، وثالثاً يهاجم الإسلام، أي يهاجم دينه»، ويضيف: «وكأن مرتكب الجريمة الشنيعة كان قد انتخب بالإجماع من عموم العرب المسلمين نيابة عنهم أو ممثلاً لهم».



هذا المقال عينة من عشرات المقالات، ومئات التغريدات، التي نشرت عقب التفجيرات الإرهابية في باريس، يرفض كتابها تحويل كل حدث إرهابي إلى مناسبة لتأكيد الصورة النمطية التي يراد منها شيطنة الإسلام، وتكريس تلازمه مع العنف. ويطالبون برد فعل متوازن، يرفض الإرهاب ويدينه، من دون إلقاء تبعات ذلك على الإسلام، وتحميل تراثه ونصوصه الفقهية استباحة دماء الأبرياء على هذا النحو المتوحش.



هذا الطرح يقابله آخرون بوصفه محاولة لتبرير الإرهاب، والتنصل من مسؤوليتنا عن فكر هؤلاء الشباب. وهذا الموقف ينطوي على ولع مفرط في جلد الذات، ويتجاهل أن الذين قاموا بالتفجيرات الإرهابية في باريس، وما قبلها، هم بمعظمهم متفلتون من الدين وكانوا يعيشون حياة لا علاقة لها بالإسلام أو التدين، والأهم أن صورة الإرهاب الراهنة قضية غامضة ومعقدة، ساهمت في وجودها دول وأجهزة استخبارات وعصابات، واستخدمت الايديولوجيا كقناع مضلل. ولعل ما نقله الشاب التونسي عن الكاتب الأميركي والمحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأميركية البروفسور جراهام فولر، يؤكد خطأ سهولة ربط الإرهاب بالمسلمين دون سواهم، وهو قال في كتابه «عالم من دون إسلام»، الذي صدر في آب (أغسطس) 2010، «أنه حتى في صورة عدم وجود مسلمين وعدم وجود الإسلام كدين في هذا العالم، وفي ظل تواصل نفس هذا التوجه الإمبريالي الغربي، وتواصل نفس السياسات الاستعمارية، فإن ظهور تنظيمات من طينة «داعش»، وإن لم يكن دينها الإسلام، قضية حتمية».



لا شك في أن التحريض الذي يمارسه عدد غير قليل من المسلمين سهل انخراط شبابنا، الذين نصفهم بــ «المغرر بهم»، في هذه التنظيمات الإرهابية، على رغم أن الذي غرر به هو من يمارس التحريض والحض على المشاركة في هذه التنظيمات، اعتقاداً منه، أو جهلاً، بأن ما يجري في هذه الحروب الملتبسة جهاد في سبيل الله.



الأكيد أن تعاملنا مع قضية الإرهاب بات في حاجة إلى معاودة نظر. الإنكار المطلق لدور لنا، أو تأثير في ما يجري يجافي الموضوعية. وتحميل ديننا وتراثنا كل العنف الذي يجتاح العالم ظلم لأنفسنا وديننا، وهو خور في التفكير وحال من الهزيمة المفجعة.