أحدث الأخبار
  • 11:14 . مجموعة بحثية: تنظيف موقع إيراني قد يمحو أدلة على تطوير سلاح نووي... المزيد
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد

«استلاف الاحتراف!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-12-2015


هناك أسئلة يجب ألا تُسأل، وإذا سُئلت فيجب ألا تُجاب، كأن يسألك أحدهم في برنامج تلفزيوني: هل كنت تحب المدرسة في طفولتك؟! أنت تعرف وأنا أعرف والمشاهد يعرف! لذا فالسؤال سخيف والإجابة ستكون أسخف، إننا نشعر بعدم الرضا عن ذواتنا، حين نتحدث إلى أبنائنا بضرورة أن يحبوا مدرستهم، ونحن ندعو في دواخلنا ألا يفعلوا، لأنهم لو فعلوا فسنصاب بالرعب حتماً لأن أبناءنا ليسوا طبيعيين!

أذكر أن أكثر اللحظات سعادة كانت تلك التي يأتي فيها الفرّاش ليذكر اسمك ويطلب منك الخروج من الفصل، لأن والدك، أو أحداً ما اتفقت معه، موجود في الإدارة، ويرغب في إخراجك، كان منظر الفرّاش وهو يعبر الساحة أسطورياً، يشبه حركة السجان في رواية «سجين زندا»، والطلبة ينظرون إليه من داخل الفصول وتسمع أصوات «يا رب على صفنا»، لأنه وإن لم تكن أنت الذي ستخرج، فإن لحظات حديثه مع المدرس تكفي لكسر ملل المنظومة التعليمية المبنية على زيد وعمر وضرباتهما.

أكثر الناس خروجاً بشكل يومي، كان زميلنا الذي كان يلعب في أحد الأندية، فكل أيام عدة يأتي الفراش ويطلبه ليخرج في حصة تدريبية صباحية، كانت السعادة تبدو واضحة على ملامحه، لكنه كان يضطر إلى العودة في نهاية اليوم الدراسي، وشحت الدفاتر والملخصات، لكي يلحق بما فاته هنا وهناك، كان مشتتاً جداً بين واجباته الرياضية وواجباته العلمية، وعلمت في ما بعد أن الأمر لازمه في دراسته الجامعية أيضاً، فلم يفلح لا في الدراسة ولا في ترك دكة الاحتياط.

ولما كان للزملاء الرياضيين عشرات الأقلام المسخَّرة، وسبع قنوات رياضية، وصفحات يومية ثابتة كالموت، وستة وثلاثون برنامجاً رياضياً وإذاعياً، فإن المجتمع استجاب في النهاية، وأصبح الرياضيون محترفين، حتى وإن كانت أعدادهم في داخل الملعب تساوي أعداد المتفرجين، لكننا أصبحنا نرى رياضيين «متفرغين»، برواتب مجزية، ووقت كامل للعناية بلياقتهم وقصات شعورهم، ثلاثيني يبلغ راتبه مائة وسبعين ألفاً، أي أكثر من راتب وزير مخضرم، وبالطبع اختفت ظاهرة الفراش الذي يطلبهم من المدرسة للخروج!

أتخيل، وفقط أتخيل، وهذا من حقي، أن يطبق الاحتراف على شريحة المثقفين والكتاب والفنانين، تخيل لو أن ذلك الخطاط احترف، راتب ليتفرغ لفنه، ما الذي سيقدمه من مشروعات، لو أن ذلك الروائي الذي يداوم شفتين ولديه دستة من الأبناء قامت جهة ما بإعطائه عقد احتراف، عيالك علينا، وراتبك في جيبك، فقط اجلس واكتب، لو أن ذلك الشاعر، ذلك الفنان، ذلك المخرج، ذلك الكاتب، ذلك المحاضر، ذلك القاص، ذلك المدرب، هل سيبقى عندها المشهد الثقافي والإعلامي والسينمائي على حاله؟! أم أن الاحتراف سيدفع بالمشهد إلى مصاف جديدة.

حين بدأ الاحتراف الرياضي قال منظروه إنه تجربة، فأين منظرونا ليجربوا علينا؟ عيالكم نحن!