أحدث الأخبار
  • 12:36 . الصحة الإيرانية: مقتل 700 مدني في الحرب مع "إسرائيل"... المزيد
  • 12:33 . الإمارات ضمن أكبر عشرة شركاء تجاريين للاتحاد الأوراسي عالميا... المزيد
  • 12:32 . "بلومبيرغ": الإمارات تمد نفوذها في محيط السودان بشبكة دعم لوجستي... المزيد
  • 12:29 . دمشق تنفي لقاء الشرع مسؤولين إسرائيليين في أبوظبي... المزيد
  • 12:02 . "التربية" تحدد ضوابط استرجاع الرسوم الدراسية عند انتقال الطالب من مدرسة خاصة... المزيد
  • 12:02 . "الإمارات للدواء" تعتمد أول علاج فموي عالمي لاضطراب نقص الصفيحات المناعي... المزيد
  • 12:01 . المبعوث الأمريكي يتحدث عن بقاء نقطة خلافية واحدة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:00 . ماكرون يدعو لإنهاء الاعتماد الأوروبي على أميركا والصين... المزيد
  • 11:59 . ولي العهد السعودي يبحث مع عراقجي أمن المنطقة والملف النووي الإيراني... المزيد
  • 05:56 . الإعلان عن مقتل وإصابة أربعة في الهجوم على سفينة يونانية بالبحر الأحمر... المزيد
  • 01:00 . بالتزامن مع زيارة الرئيس السوري لأبوظبي.. رسائل تضامن من نشطاء سوريين إلى معتقلي الرأي الإماراتيين... المزيد
  • 11:41 . الإمارات تعلن إنقاذ طاقم سفينة بريطانية استهدفها الحوثيون في البحر الأحمر... المزيد
  • 11:32 . خلال قمة بريكس.. وزير الخارجية السعودي يدعو لتحقيق سلام دائم في غزة... المزيد
  • 11:29 . أبو عبيدة يتوعد الاحتلال: معركة الاستنزاف مستمرة وخسائر يومية بانتظاره في غزة... المزيد
  • 11:25 . حصيلة ضحايا فيضانات تكساس ترتفع إلى 104 والمفقودون بالعشرات معظمهم أطفال... المزيد
  • 11:11 . ‌‏جيش الاحتلال يعلن مقتل خمسة جنود وإصابة 14 شمال قطاع غزة... المزيد

«فلتكن كريسيدا.!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 17-12-2015


في الحقيقة كنا نحسد «الطنطات»..

كانت عائلة عربية تسكن بجوارنا في الثمانينات وكنا نسميهم «الطنطات»، لأنهم كانوا على عكس أهالي الحي لا يخرجون من المنزل إلا وفي جيب كل منهم رشاش صغير للقضاء على الجراثيم «لم يكن الجل المعقم منتشراً في تلك الفترة»، وكانت دراجة كل من الصغار تحتوي على «منفاخ» للطوارئ وورقة بها مجموعة أرقام للاتصال، وبالطبع لم يكونوا ليركبوا دراجاتهم بلا خوذة ولا القميص الأصفر الفسفوري لأغراض السلامة، لديهم قطتان في المنزل بأسماء مسحها الزمن من ذاكرتي، ولكنني أذكر أنها كانت على وزن «فعفل» أي أنها كانت توتو أو سوسو، كانت عائلة نظيفة جداً ومثالية جداً وتصلح لأن تأخذها مباشرة من الحي إلى الاستوديو لتصوير دعاية تلفزيونية سخيفة أخرى.

كنا نحسدهم لأسباب اجتماعية أخرى، فبينما نحن نتفاجأ ذات يوم بوجود سيارة جديدة أمام منزلنا، ويخبرنا المرحوم بأنه اشترى هذه السيارة للمنزل، وأن من يقترب منها أو يحاول الركوب بها دون إذن فإن عقابه سيكون كذا وكذا، فإن عائلة «الطنطات» كان لديهم نظام مختلف، فوالدهم الذي درس في الخارج، كان يجمعهم على مائدة الغداء ويتبادل معهم الآراء وينظرون إلى مجموعة جميلة ملونة من الكاتالوجات ثم نسمعه يقول بحماس: فلتكن الكريسيدا إذن!

30 عاماً وأنا لم أتوقف عن حسد جيراني السابقين لممارساتهم الديمقراطية الجميلة ومشاركتهم في صنع القرار، إلى أن جمعتني مناسبة اجتماعية بأحد أبنائهم الأسبوع الماضي، وتم فتح دفاتر التاريخ واعتذار مني لسرقة كرتهم الفسفورية، لا بأس بأن تتحلل ولو بعد 30 عاماً، سألت عن والدهم وأثنيت على ماضيه الجميل، ليقابلني جار الماضي بابتسامة حزينة، وهو يسر لي بأثر «قوطي الرد بول الرابع» الذي يحتسيه: كلكم تعتقدون بما كنتم تسمعونه، المرحوم كان يحب «الشو» فقط! ألم تلاحظ أننا لم نغيّر الكريسيدا أبداً! لقد كان يأخذ آراء الجميع، ولكنه في داخله لم يكن ليشترى غير الكريسيدا! المهم أن يشعرنا بأنه يهتم وأننا جزء من قراره!

بصراحة لم أعد أترحم على المرحوم والدهم، ولكنني أتمنى أن أترحم على بعض الدوائر والمؤسسات التي تريق ميزانياتها المحدودة أصلاً بادعاء طلب رأي الجمهور في أمور معينة، وحملات بالملايين لإشراك الجمهور ورأيك يهمنا، ثم تمر سنون دون تغيير يذكر في أداء الخدمة أو طبيعتها أو حتى رسومها، الأمر لا يتعدى الرغبة في أخبار عدة ترضي المسؤولين الأكبر، بأن هناك رجع صدى لما يقومون به!

عزيزي صاحب الحملة، طالما أنك تعتقد بأنها الكريسيدا منذ البداية، فلا تضيّع وقتنا ولا ميزانيتك.

.. ولتكن الكريسيدا!