أحدث الأخبار
  • 11:14 . مجموعة بحثية: تنظيف موقع إيراني قد يمحو أدلة على تطوير سلاح نووي... المزيد
  • 11:37 . الموارد البشرية تحديد إجازة المولد النبوي للقطاعين الحكومي والخاص... المزيد
  • 11:35 . الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتؤكد رفضها لانتهاك السيادة السورية... المزيد
  • 10:36 . قطر تطالب الاحتلال الإسرائيلي بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة... المزيد
  • 10:35 . الرحلة الأخيرة للمُعارضة البيلاروسية ميلنيكوفا.. كيف أصبحت الإمارات ممراً للاختطاف السياسي؟... المزيد
  • 10:26 . 25 بلدا يعلق إرسال الطرود البريدية إلى أمريكا بسبب الرسوم الجمركية الجديدة... المزيد
  • 10:20 . غروسي يؤكد عودة أول فريق مفتشين لإيران وسط تهديد أوروبي بعقوبات... المزيد
  • 12:58 . حظر إماراتي على الشحنات القادمة من السودان يثير الجدل مع توقف ناقلة نفط خام... المزيد
  • 06:39 . أولمرت لصحيفة إماراتية: أعمل على إسقاط نتنياهو وحكومته... المزيد
  • 04:57 . أستراليا تطرد السفير الإيراني بتهمة ضلوع بلاده بهجومين معاديين للسامية... المزيد
  • 11:49 . استشهاد 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على غزة... المزيد
  • 11:43 . إيران وثلاث دول أوروبية تعقد محادثات في جنيف بشأن البرنامج النووي... المزيد
  • 11:11 . وزير خارجية الكويت يدعو من جدة إلى وقف فوري وشامل للعدوان على غزة... المزيد
  • 11:08 . المكتب الوطني للإعلام يحيل ناشطين للنيابة.. حماية المجتمع أم تكميم الآراء؟... المزيد
  • 10:54 . حاكم الشارقة يعلن السعي لتسجيل قلعة "الحصن" بدبا في قائمة اليونسكو بعد تطويرها... المزيد
  • 10:51 . أمير قطر يبحث مع الرئيس الفرنسي تطورات غزة وملفات المنطقة... المزيد

«فلتكن كريسيدا.!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 17-12-2015


في الحقيقة كنا نحسد «الطنطات»..

كانت عائلة عربية تسكن بجوارنا في الثمانينات وكنا نسميهم «الطنطات»، لأنهم كانوا على عكس أهالي الحي لا يخرجون من المنزل إلا وفي جيب كل منهم رشاش صغير للقضاء على الجراثيم «لم يكن الجل المعقم منتشراً في تلك الفترة»، وكانت دراجة كل من الصغار تحتوي على «منفاخ» للطوارئ وورقة بها مجموعة أرقام للاتصال، وبالطبع لم يكونوا ليركبوا دراجاتهم بلا خوذة ولا القميص الأصفر الفسفوري لأغراض السلامة، لديهم قطتان في المنزل بأسماء مسحها الزمن من ذاكرتي، ولكنني أذكر أنها كانت على وزن «فعفل» أي أنها كانت توتو أو سوسو، كانت عائلة نظيفة جداً ومثالية جداً وتصلح لأن تأخذها مباشرة من الحي إلى الاستوديو لتصوير دعاية تلفزيونية سخيفة أخرى.

كنا نحسدهم لأسباب اجتماعية أخرى، فبينما نحن نتفاجأ ذات يوم بوجود سيارة جديدة أمام منزلنا، ويخبرنا المرحوم بأنه اشترى هذه السيارة للمنزل، وأن من يقترب منها أو يحاول الركوب بها دون إذن فإن عقابه سيكون كذا وكذا، فإن عائلة «الطنطات» كان لديهم نظام مختلف، فوالدهم الذي درس في الخارج، كان يجمعهم على مائدة الغداء ويتبادل معهم الآراء وينظرون إلى مجموعة جميلة ملونة من الكاتالوجات ثم نسمعه يقول بحماس: فلتكن الكريسيدا إذن!

30 عاماً وأنا لم أتوقف عن حسد جيراني السابقين لممارساتهم الديمقراطية الجميلة ومشاركتهم في صنع القرار، إلى أن جمعتني مناسبة اجتماعية بأحد أبنائهم الأسبوع الماضي، وتم فتح دفاتر التاريخ واعتذار مني لسرقة كرتهم الفسفورية، لا بأس بأن تتحلل ولو بعد 30 عاماً، سألت عن والدهم وأثنيت على ماضيه الجميل، ليقابلني جار الماضي بابتسامة حزينة، وهو يسر لي بأثر «قوطي الرد بول الرابع» الذي يحتسيه: كلكم تعتقدون بما كنتم تسمعونه، المرحوم كان يحب «الشو» فقط! ألم تلاحظ أننا لم نغيّر الكريسيدا أبداً! لقد كان يأخذ آراء الجميع، ولكنه في داخله لم يكن ليشترى غير الكريسيدا! المهم أن يشعرنا بأنه يهتم وأننا جزء من قراره!

بصراحة لم أعد أترحم على المرحوم والدهم، ولكنني أتمنى أن أترحم على بعض الدوائر والمؤسسات التي تريق ميزانياتها المحدودة أصلاً بادعاء طلب رأي الجمهور في أمور معينة، وحملات بالملايين لإشراك الجمهور ورأيك يهمنا، ثم تمر سنون دون تغيير يذكر في أداء الخدمة أو طبيعتها أو حتى رسومها، الأمر لا يتعدى الرغبة في أخبار عدة ترضي المسؤولين الأكبر، بأن هناك رجع صدى لما يقومون به!

عزيزي صاحب الحملة، طالما أنك تعتقد بأنها الكريسيدا منذ البداية، فلا تضيّع وقتنا ولا ميزانيتك.

.. ولتكن الكريسيدا!