أحدث الأخبار
  • 10:45 . الرياض وواشنطن تبحثان تعزيز الشراكة الدفاعية وسط توترات إقليمية... المزيد
  • 10:17 . "أكسيوس": واشنطن تبحث اتفاقاً أمنياً محتملاً بين سوريا و"إسرائيل"... المزيد
  • 10:16 . الصحة العالمية: الموت جوعا في غزة يجب أن يتوقف... المزيد
  • 10:10 . مجموعة السبع تدعو إلى استئناف المحادثات بشأن برنامج طهران النووي... المزيد
  • 10:07 . الأغذية العالمي: الجوع يهدد أربعة ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار... المزيد
  • 09:52 . خفايا توسّع أبوظبي في أفريقيا.. كيف تحول النفوذ الاقتصادي لأطماع جيوسياسية؟!... المزيد
  • 01:42 . ترامب يقرر إنهاء العقوبات على سوريا... المزيد
  • 08:56 . كم ارتفع عدد سكان أبوظبي خلال العام الماضي؟... المزيد
  • 07:25 . هيومن رايتس ووتش: أحكام أبوظبي الأخيرة في قضية "الإمارات 84" تؤكد ازدراءها للقانون... المزيد
  • 06:39 . إيران.. ارتفاع قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 935... المزيد
  • 11:36 . إثر التوترات الأخيرة.. كيف تغيرت أسعار الوقود في الإمارات لشهر يوليو؟... المزيد
  • 11:22 . الرئيس الإيراني يؤكد الاستعداد لفتح صفحة جديدة مع الخليجيين... المزيد
  • 09:51 . واشنطن بوست: اتصالات إيرانية جرى اعتراضها تقلل من تأثير الضربات الأمريكية... المزيد
  • 12:32 . الاحتلال الإسرائيلي يدرس مستقبل حرب غزة والجيش يوصي بإبرام صفقة... المزيد
  • 08:41 . السلطات السعودية تفرج عن دُعاة بعد سنوات من الاعتقال... المزيد
  • 05:37 . صحفيات بلا قيود: النظام القضائي في الإمارات عاجز عن تحقيق العدالة... المزيد

الإخلاص في العمل.. هدف وغاية

الكـاتب : سامي الريامي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

سامي الريامي

ثقوا تماماً بأن لكل مجتهد نصيباً، وأن المتميز الحقيقي، المخلص لعمله ومجتمعه، لا يمكن أبداً قتل إبداعه وإخلاصه، ولابد أن يصل يوماً إلى مستويات أعلى، وثقوا تماماً بأننا نتميز في الإمارات بقيادة ترعى وتدعم المميزين، المخلصين للوطن والمجتمع، ولا يمكن لكائن من كان أن يحجب عمل الشخص المتميز أو يخفيه، فأشعة الشمس لا تخفيها الأصابع، وقيادتنا لديها السبل والوسائل الكافية جداً لمعرفة الأعمال المميزة والأشخاص المميزين، وفي الوقت نفسه معرفة المديرين وطبيعة عملهم، ومن يشجع الإبداع منهم، ويحرص على تشكيل فرق عمل جماعية للمصلحة العامة، ومن لا يفعل ذلك.

هذه المقدمة هي خلاصة حوار مع أحد كبار المسؤولين، كنا نتناقش خلاله في كيفية الحفاظ على الموظفين المتميزين، وما كتبته في المقالين السابقين حول هذا الشأن، ودار حوار طويل حول تعريف التميز من وجهة نظر علمية، بعيدة عن المدير والموظف، فبعض المديرين يحابون، وبعض الموظفين سلبيون، ويعتقدون أنهم مميزون، كيف يمكن التفريق بين هذه الفئات؟ وكيف يمكن أن يكون الموظف متميزاً؟ ومن الموظف المتميز الإيجابي والآخر السلبي؟ حوار طويل، لكن خلاصته مفيدة، وهي أن الإبداع الحقيقي، والإخلاص في العمل، والإيجابية، والعمل من أجل العمل لا لشيء آخر، هي مفاتيح التميز والنجاح، ولا يمكن لمن يمتلك هذه المفاتيح أن يصاب يوماً بالإحباط، مهما واجه من تحديات.

إنها ليست نظريات، بل هو واقع، فهناك على سبيل المثال لا الحصر ــ والأمثلة في هذا الأمر يصعب حصرها ــ دكتورة مواطنة، متخصصة في الرعاية الصحية لكبار السن، هي من أولى المواطنات في هذا المجال، وأكثرهن خبرة حالياً، كانت تدير بنجاح مركزاً لرعاية وتأهيل كبار السن، أسهمت في إنشائه وتطويره، بحكم تخصصها، وفوجئت بنقلها منه، وتعيين شخص آخر لا يحمل مؤهلاً طبياً، بل لا يحمل شهادة ثانوية عامة، لم تيأس، وواصلت عملها طبيبة، لم تتذمر، لم تشتكِ، لم تتصل بالبث المباشر، بل نفذت الأوامر، لكنها استمرت في العمل التطوعي المجاني، لتقديم خدمات إلى كبار السن في مختلف إمارات الدولة، وفي زيارة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لإمارة الفجيرة، فوجئت باستدعائها بالاسم من مكتب سموه لحضور الجولة التفقدية، على الرغم من أنها كانت في ذلك الوقت مبعدة من جهة عملها عن هذا المجال، وفوجئت أيضاً بتكليف مباشر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لتكون المسؤولة عن كبار السن في كل تلك المناطق التي زارها سموه.

هذا الموقف جعل لإدارة تعيدها إلى مركز كبار السن، لكن بصلاحيات محدودة، وموارد معدومة، وتهميش شبه واضح، فلا يتم إشراكها في أي خطط مستقبلية لتطوير المركز، كما تم تشكيل لجنة لرعاية كبار السن في الإدارة، ولم يتم ضمها إليها، مع أنها الوحيدة المتخصصة في هذا المجال، لكن الدكتورة سلوى السويدي لاتزال تعمل وتنتج، وتعير كبار السن كل اهتمام، تم تكريمها من جهات خارجية عدة، ولم تكرم يوماً في داخل محيط مؤسستها، ولم تهتم بذلك، فهي وضعت لنفسها هدفاً واضحاً، هو خدمة كبار السن فقط، وفوجئت مرة ثانية في حفل توزيع جوائز محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز الأخير في أبوظبي، باختيارها ضمن فئة «فخر الإمارات»، وأهداها سموه ميدالية، وشكرها على المنصة، قائلاً لها: «كبار السن أمانة، تتحملين أنتِ مسؤوليتها».

مثال حي وواضح، ودليل دامغ على أن العمل الجيد يفرض نفسه، مهما واجه صاحبه من تحديات، وقيادتنا تحفز المتميزين، بغض النظر عن وضعهم في مؤسساتهم، فهي تعرف أكثر بكثير مما نجهل، وتعرف تفاصيل التفاصيل، فلن يضيع جهد موظف مخلص أبداً، بشرط أن يقتنع بأن الإخلاص في العمل هو في حد ذاته هدف وغاية، وبشرط أن يترك السلبية جانباً، ويتمسك بالإيجابية، مهما واجه، إن فعل ذلك فلابد له من تحقيق أمنياته في حقول التميز التي لا تقف عند حد، ولا تنتهي أبداً.