أحدث الأخبار
  • 09:43 . السودان يتهم أبوظبي بالوقوف وراء هجوم بورتسودان... المزيد
  • 05:24 . "علماء المسلمين” يعتبرون إبادة غزة جريمة إنسانية ويطالبون بانتفاضة عاجلة... المزيد
  • 11:56 . انطلاق الدورة الرابعة من "اصنع في الإمارات" في أبوظبي... المزيد
  • 11:56 . تحوّل "كلية ليوا" إلى "جامعة ليوا" بعد اعتماد رسمي من وزارة التعليم العالي... المزيد
  • 11:16 . ترامب يشيد بالعلاقات مع الإمارات وقطر والسعودية... المزيد
  • 11:09 . روسيا تحظر نشاط منظمة العفو الدولية... المزيد
  • 11:08 . القبض على سوري مشتبه به في طعن خمسة أشخاص بمدينة بيليفيلد الألمانية... المزيد
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية إثر سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد

وحش جيلا والقطة وقنديل البحر

الكـاتب : ياسر حارب
تاريخ الخبر: 22-06-2016


في عام 1799 اجتمعت مجموعة من العلماء في بريطانيا، وأسست «المعهد الملكي» بهدف نشر المعرفة، وتبسيط فهم الاختراعات العلمية، عن طريق تقديم الدروس والمحاضرات العلمية والفلسفية، التي تشرح تطبيقات العلوم في حياة الناس اليومية. كان رُعاة المعهد هم مجموعة من «المُحسنين»، الذين آمنوا برسالته، فتبنوا عُلماءه بدراساتهم وأبحاثهم، وأغدقوا على المعهد أموالاً طائلة، فخرجت منه اختراعات كثيرة، كالمولّد الكهربائي، واكتُشِفَت فيه عناصر كيميائية كالبوتاسيوم والصوديوم والماغنيسيوم والكالسيوم. وكان من نجوم ذلك المعهد مايكل فارادي، الفيزيائي الشهير الذي يُعزى له تطوير الكهرباء، وجعلها اختراعاً مفيداً للبشرية.

وكان أعضاء المعهد الملكي من كبار علماء بريطانيا، فاز 15 عالماً منهم بجائزة «نوبل» في مختلف حقول العلوم، ومن أشهر أنشطته محاضرات «الكريسماس»، التي أسسها فارادي عام 1925، واستمرت حتى اليوم ــ توقفت فقط أثناء الحرب العالمية الثانية ــ حيث يتحدث فيها كل عام أحد العلماء عن نظريات واختراعات علمية تهم البشرية. واليوم، مازال المعهد الملكي المدعوم من رجال الأعمال المُحسنين يقدم مئات المحاضرات والأنشطة العلمية، للمدارس وللمجتمع بشكل عام.

وعندما كان توماس أديسون ونيكولاس تيسلا يُجريان تجاربهما على المصباح الكهربائي، تبنّاهما الملياردير الأميركي J.P. Morgan ودعمهما مالياً وسياسياً، حتى إن أول بيت أُضيء بالمصابيح الكهربائية كان بيته هو، وبعد سنوات من التمويل، انتشرت محطات الكهرباء والمصابيح الكهربائية في معظم المدن الأميركية.

وقبل أعوام عدة، ظهرت مؤسسة في الولايات المتحدة تُسمى «تحالف العلوم والإحسان»، تقوم عليها مجموعة من العلماء ورجال الأعمال، وهدفها هو توفير أكثر من مليار دولار سنوياً للأبحاث العلمية التطبيقية، التي ستعود بالنفع على البشرية بحال من الأحوال. ظهرت هذه المؤسسة بسبب تراجع الصرف الحكومي على المختبرات ومراكز الأبحاث العلمية.

هناك نماذج كثيرة في التاريخ لتبنّي رجال الأعمال للباحثين والعلماء، حتى في تاريخنا الإسلامي، كان أصحاب البساتين والمحال «يُوقفونها» ــ أي يُخصّصون دخلها ــ لدعم المُعلمين والمدارس طوال العام. لكن لماذا ننتظر دائماً في بلداننا أن تتكفل الدولة بكل شيء؟! ولماذا لا نرى من رجال الأعمال، إلا فئة قليلة مشكورة، مَن يتبنّى العلماء والباحثين، ويوفر لهم الدعم المالي، والبيئة المناسبة؟

يوجد مقطع فيديو على موقع مؤسسة تحالف العلوم والإحسان، يسألون فيه المُشاهِد عن العلاقة بين وحش جيلا، (وهو نوع من السحالي السامة)، والقطة وقنديل البحر المُضيء، والإجابة هي «العِلْم». فبالعلم، استطاع الإنسان أن يستخرج من سُمِّ وحش جيلا دواءً لمرضى السُكّري، وبالعلم استخرج من قنديل البحر المُضيء بروتيناً لمحاربة أمراض السرطان والزهايمر وأمراض القلب، وبالعلم درس العلماء دماغ القطة، وطوروا برامج كمبيوتر لمساعدة الأطفال المصابين بمرض «كاتاراكت» أو عتامة العين، حتى يروا بطريقة أفضل.. وبالعلم فقط تتغير أوضاع الشعوب، وتتحول إلى أُمَمٍ عظيمة.