أحدث الأخبار
  • 01:58 . وزير الخارجية الإيراني يلتقي حاخاماً يهودياً خلال قمة "بريكس"... المزيد
  • 12:37 . ترامب يتنصل من مسؤوليته عقب سقوط أكثر من 80 قتيلا بفيضانات تكساس... المزيد
  • 12:02 . الإمارات توضح الجدل الدائر بشأن منح "الإقامة الذهبية" لمستثمري العملات الرقمية... المزيد
  • 11:47 . تقرير: تمرد عسكري داخل قوات تدعمها السعودية في منطقة حدودية مع اليمن... المزيد
  • 02:29 . اليمن.. الاحتلال الإسرائيلي يشن هجوماً على الحديدة... المزيد
  • 07:48 . كيف جاءت سياسة أبوظبي الخارجية بنتائج عكسية في سوريا والسودان؟... المزيد
  • 06:38 . نتنياهو: تعديلات حماس على مقترح وقف إطلاق النار “غير مقبولة”... المزيد
  • 05:37 . مباحثات سعودية مصرية حول جهود وقف إطلاق النار في غزة ومنع التصعيد بين إيران و"إسرائيل"... المزيد
  • 02:02 . تصعيد دبلوماسي جديد.. الخرطوم تتهم أبوظبي بتوفير غطاء دولي لجرائم الدعم السريع... المزيد
  • 12:01 . جبل الحبن بالفجيرة يسجل أدنى درجة حرارة في الدولة... المزيد
  • 11:50 . "التربية" تضع آليات مرنة لتصديق الشهادات الدراسية لطلبة الثاني عشر... المزيد
  • 11:47 . بريطانيا تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بعد قطيعة دامت 14 عاماً... المزيد
  • 11:39 . الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن ويفعّل صفارات الإنذار... المزيد
  • 11:22 . إيلون ماسك يعلن تأسيس "حزب أمريكا" ويعد بكسر احتكار الحزبين... المزيد
  • 06:37 . دبي تعتمد بطاقة الرسوم المدرسية للعام الأكاديمي 2025–2026... المزيد
  • 05:48 . 24 قتيلا على الأقل وأكثر من 20 مفقودة بسبب فيضانات في تكساس... المزيد

عولمة السياسة

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 09-08-2016


بينما يترشح اليوم كل من هيلاري كلينتون ودونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، تجد مؤيدين ومعارضين لهما في مختلف دول العالم، وعندما تحدث محاولة انقلابية في تركيا يحتدم الصراع بين مؤيدي ومعارضي أردوغان في أوروبا والعالم العربي، وما إن يصوِّت البريطانيون للخروج من الاتحاد الأوروبي حتى تجد الاختلاف في الولايات المتحدة بين مؤيدي الانفصال من المحافظين ومعارضيه من الليبراليين، لم تعد القضايا السياسية محلية ولم تعد الانتخابات المحلية شأناً داخلياً، ففي عصر تشابك الأحداث وتسارعها عالمياً فإن فوز مرشح هنا وسقوط حكومة هناك مما له آثار تتعدى حدود الوطن الواحد، لتحلق عبر البحار، وتحدث تغييرات واضطرابات على بعد آلاف الكيلومترات.
فوز ترامب مثلاً سيتسبب في أضرار جسيمة لمواطني أميركا اللاتينية، الطامحين للهجرة إلى الولايات المتحدة، نظراً لموقفه الداعم للحد من الهجرة. وانقلاب في تركيا ستكون له تداعيات خطيرة على القضية السورية وآثار إيجابية كبيرة للمشروع الإيراني الروسي عالمياً وهكذا، لا تكاد تبقى صراعات داخلية سياسية، كل صراع سياسي في بلد ما يُحدث حالة من التأييد والمعارضة في عواصم العالم المختلفة. العولمة التي جعلت السوشي الياباني متوفراً في طنجة والطجين المغربي في واشنطن والبرغر الأمريكي في كل عاصمة على وجه البسيطة، لها كذلك وجه سياسي يجعل من انتخابات الولايات المتحدة قضية محلية في جوادا لاهارا، هذه العولمة السياسية تنتج صراعاً ثقافياً على مستوى آخر، فالصراع بين مرشحين يُفهم في كل سياق حسب خصوصيات ذلك السياق وبناء على أولوياته، الصراع بين العدالة والتنمية وخصومه تركيًّا يُفهم عربيًّا في سياق الربيع العربي وصراع الثورة والثورة المضادة. وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يُفهم أميركيًّا في سياق الصراع بين مؤيدي الهجرة ومعارضيها من الجمهوريين والديمقراطيين، وعلى أساس هذه الخصوصيات المحلية تُبنى المواقف وتتشكل خطوط التماس، الأكثر من ذلك أن تصل حالة التفاعل مع الأحداث عبر الحدود إلى تأثير مباشر على الصراع السياسي في سياقه المحلي، ففي الولايات المتحدة تجد التسريبات التي يعتقد أن مصدرها روسي لوثائق لها علاقة بهيلاري كلينتون تؤثر على استطلاعات الرأي في سياق الرئاسة، كما أن الامتعاض الأوروبي من ترامب وسياساته يؤثر باتجاه عكسي، وكان من اللافت للنظر أن يحضر ممثلون من اليمين المتطرف السياسي من مختلف دول العالم المؤتمر العام للحزب الجمهوري الأميركي، ويستخدم ذلك للإشارة إلى أن ترامب قادر على صناعة تحالف دولي للمحافظين.
طبعاً مثل هذه التطورات لها آثار إيجابية وأخرى سلبية، إيجابياً يعني هذا تقارباً في الاهتمامات والقضايا السياسية عالمياً، ويوفر بعداً عالمياً مشتركاً للنقاش السياسي، على المستوى السلبي هناك حالة من الاستدعاء للخارج في التعامل مع قضايا محلية، يشوه إرادة الشعوب ويشوش على المصالح الشعبية المحلية، اليوم ترامب مثلاً يوظف موضوع اللاجئين السوريين في حملته الانتخابية على الرغم من عدم تعرض الولايات المتحدة لموجات اللاجئين كما هو الحال في تركيا وأوروبا، لكن السياق الإعلامي يخدم حملته بالضبط، كما أفاد مؤيدو الانسحاب من أوروبا في بريطانيا هذه القضية لصالحهم على الرغم من أن انسحابهم لا يؤثر على تعاملهم مع اللاجئين السوريين.
تتسع رقعة الاهتمام بالحدث السياسي عالمياً باتساع رقعة تأثيره وارتباطه بالأحداث عالمياً، ومع تسارع وتيرة انتشار المعلومة وتنوع وسائل التفاعل معها تزداد التقاطعات السياسية بين الشعوب، العالم اليوم تحكمه حدود سياسية جغرافية، لكنها تتداعى أمام فضاء التواصل الإنساني المتسارع، ومَن يدري ما تحمله الأيام؟ هل مزيد من التقارب أم ردة فعل عكسية تعيد العالم إلى حالة التخندق السابقة في الشأن المحلي؟ مع تصاعد وتيرة القومية والعنصريات المحلية.;