وما أن نقلت الأمر للقيادة العامة لشرطة أبوظبي، وشرطة العاصمة حتى تلقيت العديد من الاتصالات التي تبدد ذلك الاعتقاد الذي قد يتسلل لبعض المقيمين ممن يتحدرون من بيئات هشة القوانين، وكذلك مؤسسات متابعتها وتطبيقها. ولمست حرصاً كبيرا على سرعة التواصل، والمتابعة دقيقة بدقيقة حتى انجلى الأمر وتبدد ذلك الاعتقاد الذي لم يكن له أي أساس، ونجم عن التباس بسير الإجراءات المعتادة والمتبعة في مثل هذه الأحوال. وتلك لم تكن المرة الوحيدة لهكذا تصرف حضاري راقٍ من شرطة أبوظبي وإداراتها ومراكزها المنتشرة.
دافع ومحرك كل تلك الاتصالات الغيرة على صورة ذلك الأداء المتميز، ورجاله الذين يصلون النهار بالليل لصون حق كل إنسان يعيش على أرض وطن الحقوق، وذلك منهاج قائم ومبدأ ثابت مصان في مجتمع الإمارات، ويعد أحد المفاتيح الأساسية للمسيرة المباركة والنهضة الشاملة التي تتواصل على أرضها. ومن دعائم واحة الأمن والأمان التي يستظل تحت أفيائها أبناؤها والمقيمون على أرضها من جنسيات تزيد على المئتي جنسية وملل ومعتقدات وثقافات متعددة.
وجدت تلك المقيمة العربية نفسها والعبرات تحاصرها في وضع غير مصدقة معه أن هذه “الفزعة” لأجلها، ومن أجل ألا يتبادر شك لديها بأن التأخير في إنجاز معاملتها بسبب نظرة أو معاملة لطرف قوي على حساب آخر ضعيف، وعجزت عبارات الامتنان والشكر منها في التعبير عن الموقف، وللضباط الذين لم يكن على لسانهم سوى كلمة «واجبنا»، ولكنه واجب فوق العادة في نظر أمثالها وكل ساعٍ لحق تأخر عليه، ولكنهم في الإمارات، وطن الخير والحقوق وبلد المؤسسات والقانون الذي يتساوى أمامه الجميع، والله نسأل أن يديم النعم عليه ويحفظه عزيزا عالي الشأن. وليعذرني مرة أخرى أولئك الجنود المجهولون.