أحدث الأخبار
  • 09:13 . مقتل طاقم طائرة تدريب مصرية نتيجة سقوطها في البحر... المزيد
  • 05:57 . السودان.. البرهان يعين المرشح الرئاسي السابق كامل إدريس رئيساً للوزراء... المزيد
  • 05:39 . صحيفة بريطانية: أبوظبي وبكين تعيدان قوات الدعم السريع إلى اللعبة بعد طردها من الخرطوم... المزيد
  • 12:00 . كيف تعود صفقات ترامب "التاريخية" مع الخليجيين بالنفع على حفنة من النافذين؟... المزيد
  • 11:12 . الجيش السوداني يستعيد منطقة استراتيجية حدودية شمال دارفور... المزيد
  • 06:16 . حجم التجارة بين الإمارات وروسيا يتجاوز 9 مليارات دولار... المزيد
  • 01:37 . السعودية تستأنف نقل الحجاج الإيرانيين جوّاً بعد عشر سنوات من التوقف... المزيد
  • 07:33 . الاحتلال يرتكب مذابح في غزة تخلف أكثر من 130 شهيداً... المزيد
  • 05:16 . "الأمن السيبراني" يعلن أول إرشادات وطنية للطائرات بدون طيار... المزيد
  • 05:00 . السودان يتهم أبوظبي بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بعد إبعاد موظفين قنصليين من دبي... المزيد
  • 11:44 . سوريا تُطلق هيئة وطنية للعدالة الانتقالية لمحاسبة جرائم نظام الأسد... المزيد
  • 11:43 . إحباط محاولة تهريب 89 كبسولة كوكايين داخل أحشاء مسافر في مطار زايد الدولي... المزيد
  • 11:29 . السفارة الأمريكية في طرابلس تنفي وجود أي خطط لنقل فلسطينيين إلى ليبيا... المزيد
  • 11:28 . السعودية تؤكد ضرورة وقف النار في غزة وأهمية دعم استقرار سوريا... المزيد
  • 11:26 . جيش الاحتلال الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 10:45 . الدوحة تستضيف جولة جديدة من محادثات الهدنة بين حماس والاحتلال... المزيد

قطرة حياة

الكـاتب : منصور أنور حبيب
تاريخ الخبر: 30-11--0001


«شباب, باجر الويكند، وين بنسير؟»، رددت على صاحبي قائلا بسرعة: «إلى مول الحياة، إلى مركز العطاء اللامتناهي، إلى ماركة السعادة الخالدة، إلى مركز التبرع بالدم»! لقد أنعم الله على بلادنا بالخير والنعمة التي لا يحصى عددها، وبها انطلقت دولتنا الحبيبة إلى ميادين التنافسية العالمية، وأصبحت همزة الوصل بين الشرق والغرب. لكن هناك دور أساس للتبرع بالدم، لرفد المجتمع بأفراد أصحاء يكملون مسيرة نجاح الإمارات الاستثنائية.

الحوادث المرورية وما ينتج عنها من وفيات وإصابات دموية، أولى التحديات. لقد كثر الحديث عن إجراءات السلامة وانتشرت الرادارات كالدروع الواقية، لكن ما زالت الدماء تنزف والعيون تذرف. هنا تصبح كل قطرة دم يتم التبرع بها، طوق نجاة للحفاظ على أغلى ما يملكه الوطن. أما التحدي الثاني فهو حاجة مرضى بعض أنواع السرطان لقطرات الحياة، وخصوصا المصابين بسرطانات الدم من فلذات الأكباد.

جيل يعاني الأمرين وهو ينظر إلى المستقبل بعين، وإلى أكياس الدم بعين أخرى. مرض الثلاسيميا الذي أصبح هاجس المقبلين على الزواج ومؤرق الذين يعانون منه، هو ثالث هذه التحديات. لكن كيف يكون للتبرع بالدم دور أساسي في العلاج؟ الأوكسجين هو إكسير الحياة، ولكي يصل إلى كل خلية، تقوم أجسامنا بنقله في ثلاجات خاصة تعرف بـ«بالهيموغلوبين»، داخل عربات كرات الدم الحمراء.

وقد تم تجهيز ثلاجات الهيموغلوبين بمادة حافظة هي «الحديد»، وأبواب سميكة «الغلوبين»، لمنع ذرات الأوكسجين من التفكك أو السقوط. في مرض الثلاسيميا لا يستطيع الجسم تصنيع أعداد كافية من أبواب «الغلوبين»، ونتيجة لذلك تقل كفاءة كرات الدم الحمراء في نقل الأوكسجين، وتبدأ في التكسر، وتبدأ المعاناة.. مشاكل في النمو لعدم وصول كمية كافية من الأوكسجين، مشاكل في القلب والكبد لتجمع الحديد غير المستخدم والفائض فيها، التهابات متكررة..

لكن أهم وأصعب معضلة، هي حاجة مريض الثلاسيميا لنقل دم مدى الحياة، بمعدل مرة كل ثلاثة أسابيع، لتعويض التالف من الكرات الحمراء. لكن إذا عرفنا سبب هذا المرض الوراثي، نستطيع الوقاية منه بشكل كامل، وجعله في كتب التاريخ.

خلق الله سبحانه وتعالى هذا الكون في منظومة دقيقة، وجعل من كل شيء زوجين اثنين. القاعدة نفسها تنطبق على فقر دم البحر الأبيض المتوسط، فبما أن كل ثلاجة هيموغلوبينات تحتوي على بابين من «الغلوبين»، فهناك ثلاثة احتمالات. في الحالة الأولى، يرث الفرد بابا سليما من الأب وكذلك من الأم، وبالتالي يتمتع بصحة وعافية في المظهر الخارجي..

وتكون فحوصات الدم سليمة. في الاحتمال الثاني، يستقبل الشخص باباً سليما من الأب وباباً مريضاً من الأم، أو العكس.. هنا يكون الشخص سليماً ولا يعاني من المرض، لكن فحص الدم يظهر صفة «حامل للمرض». والاحتمال الثالث، عند وراثة نسخة مريضة من الأب ومثلها من الأم، وبالتالي إنجاب طفل مريض يعاني من جميع الأعراض المذكورة.

لكن لماذا الترويع والتهويل من هذا المرض؟ المشكلة في الأمراض الوراثية أنها مبنية على احتمالات، وفي حالات كثيرة قد تسقط القرعة في كل حمل على إنجاب أطفال مصابين بالمرض الكامل! هنا يأتي دور فحوصات ما قبل الزواج في اكتشاف حاملي المرض (وخصوصاً إذا تم الفحص في المرحلة الجامعية) وتفادي التزواج بينهم. هنا أود أن ألفت الانتباه إلى أن إعطاء الدم يعود بالمنفعة على صحة المتبرع أيضا. يساعد التبرع على تنشيط نخاع العظم في إنتاج خلايا دم جديدة، تستطيع حمل كمية أكبر من الأوكسجين إلى أعضاء الجسم الرئيسية مثل الدماغ..

ويساعد كذلك على زيادة التركيز والنشاط في العمل وعدم الخمول.. واللطيف أن المتبرع يستطيع تكرار هذا العمل النبيل كل ثلاثة أشهر. قطرات تتراقص من حالة إلى أخرى ومن متبرع إلى محتاج، في لوحة إنسانية فريدة من نوعها في زمن اللاإنسانية.. «يلا شباب، خلونا نروح نتبرع».