أحدث الأخبار
  • 10:00 . فرنسا تعتزم تقديم شكوى ضد إيران أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 07:30 . رويترز: الإمارات والولايات المتحدة توقعان اليوم اتفاقية إطارية للتكنولوجيا... المزيد
  • 06:09 . ترامب يؤكد الاقتراب من إبرام اتفاق نووي مع إيران... المزيد
  • 04:42 . ترامب يصل أبوظبي في آخر محطة خليجية... المزيد
  • 02:33 . الإمارات تدعو أطراف الأزمة الليبية إلى الحوار وتجنب التصعيد... المزيد
  • 01:24 . ترامب من قطر: لا أريد أن تتخذ المفاوضات النووية مع إيران "مسارا عنيفا"... المزيد
  • 01:24 . ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بنسبة 80% بسبب موجات الحر وارتفاع تكاليف النقل... المزيد
  • 11:09 . مدارس خاصة في الشارقة تُلزم أولياء الأمور بسداد الرسوم قبل اليوم ومطالبات بمرونة في الدفع... المزيد
  • 11:08 . مسؤول إيراني رفيع: طهران مستعدة للتخلي عن اليورانيوم مقابل رفع العقوبات... المزيد
  • 11:05 . رئيس الدولة يبحث مع وزير دفاع السعودية في أبوظبي تطورات المنطقة... المزيد
  • 11:04 . رئيس الوزراء القطري: لا نتوقع تقدما قريبا في المفاوضات بين حماس و"إسرائيل"... المزيد
  • 08:50 . الذكاء الاصطناعي في مجمع الفقه... المزيد
  • 07:26 . الإمارات ترحب بإعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا... المزيد
  • 05:55 . ترامب يصل الدوحة في ثاني جولاته الخليجية... المزيد
  • 01:18 . البيت الأبيض: ترامب يدعو الشرع للانضمام إلى اتفاقيات "التطبيع مع إسرائيل"... المزيد
  • 01:16 . ترامب يجتمع مع الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وأردوغان عبر تقنية الفيديو... المزيد

مؤتمرات لإطعام الناس وإعادة الإعمار وإنقاذ الاقتصادات

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 09-04-2018

قبل أيام، نظّمت فرنسا مؤتمراً أسمته «سيدر» -أرز- لدعم الاقتصاد اللبناني، وسبقه مؤتمر في جنيف بإشراف الأمم المتحدة، التي أعلنت حاجتها إلى 3 مليارات دولار، لتتمكن من مواجهة الوضع الإنساني المروع في اليمن لمدة سنة، ولم يتأمن لها سوى ثلثَي ما طلبت، وقبل شهرين دعت الكويت إلى مؤتمر لإعادة الإعمار في العراق، الذي حدد 100 مليار لتغطية متطلباته، ولم يحصل على أكثر من رُبع ما أمل به على شكل قروض وتعهدات، وفي منتصف مارس 2015، نظمت مصر مؤتمراً دولياً ضخماً في شرم الشيخ، لعرض مشاريعها الاستثمارية، وبلغت قيمة الالتزامات والوعود فيه 60 ملياراً، لم ينفذ سوى جزء غير محدد منها، وبعيداً عن الأضواء، تُعقد باستمرار لقاءات مماثلة، بعض منها رسمي ومعلن، وبعض آخر غير رسمي، لاستمزاج استعدادات الدول للاستثمار في إنهاض الاقتصادات في تونس وليبيا، وتقدير اهتمامها فيما يخصّ إعادة الإعمار في سوريا.
هناك بلدان عربية عدة خارج فلك المؤتمرات، رغم أن اقتصادها يعاني، وهناك فلسطين التي تبقى في أمسّ الحاجة إلى المساعدة، لكن «بلطجة» الولايات المتحدة لمصلحة إسرائيل لم تكتفِ بقطع المساعدات الأميركية عن وكالة غوث اللاجئين «الأونروا» وبرامج التنمية والسلطة الفلسطينية، بل تمارس ضغوطاً هنا وهناك لحمل الدول كافة على حجب مساهماتها أيضاً، وهكذا فإن أكثر من نصف العالم العربي يعيش في شبه تسول دائم، كان الخبراء يعزونه قبل تحولات «الربيع العربي» المأزومة إلى البنى الهشة للاقتصادات، وسوء الإدارة وتباطؤ الإصلاحات، وكذلك إلى استشراء الفساد، لكن الصعوبات لم تعدم الآمال بتحسين الأوضاع ولو بوتيرة بطيئة، شرط توفّر الإرادة الحازمة والخطط المناسبة، أما بعد تلك التحولات فانكشفت الأمراض الصعبة التي كانت كامنة في تلك الاقتصادات، كما هو الحال في مصر، وقد فاقمها ما انتاب العراق وسوريا واليمن من حروب شتّى، أهلية أو خارجية، ضد الشعوب، وضد الإرهاب، وضد ... وضد ...، حتى أصبح مجرد التفكير في إخراج هذه البلدان من كبوتها ضرباً من المستحيل غير المعترف به، والواقع أن المشاركين في التدمير والتخريب لم يبخلوا بالإمكانات، لكنهم يستصعبون المهمة مع اقتراب أوان الإعمار.
لا شك أن الدمار الأكبر نال من مجتمعات هذه البلدان والتعايش بين أبناء الشعب، فحيث تفككت اللُحمة باتت استعادتها متعذرة، مهما بلغ سخاء المانحين وتسامح المُقرضين، فما بُني على مدى مئات السنين من حضارة وتجربة إنسانية فريدة في الموصل وحلب، أو طوال عقود في الغوطة الدمشقية، لا يمكن أن يُستعاد حتى لو رُصدت له كل الأموال اللازمة، ما ارتكبه ديكتاتوريو الألفية الثالثة العربية فاق ما فعله الطغاة الذين سبقوهم في أزمنة كانت تتسم بشريعة الغاب والوحشية، ومع أن شعوب هذه البلدان المنكوبة تطمح فعلاً إلى أية مساعدة، سواء لتستعيد شيئاً من إنسانيتها التي امتهنتها «دولتهم» هنا، وسلبها تنظيم «الدولة» هناك، أو لتبدأ وجودها الجديد من نقطة الصفر، إلا أن مليارات الدولارات قد لا تكفي لشراء «الأمل»، خصوصاً حين «يتفهم» المانحون إبقاء الديكتاتوريين أنفسهم في مناصبهم -كوسيلة لاستعادة الاستقرار- أو إلى تمكين ورثتهم وطُغمهم الفاسدة من مواصلة التسلط على الشعوب، والأخطر أن هذه المؤتمرات لا تعوض الاقتلاع السكاني، ولا يبدو أقطابها واعين خطورة التغيير الديموغرافي.;