أحدث الأخبار
  • 10:57 . "الطوارئ والأزمات" تتابع تطورات الحالة الجوية وتؤكد جاهزيتها للتقلبات المرتقبة... المزيد
  • 09:29 . داخلية غزة تنشر وحداتها من مناطق انسحاب الاحتلال وتتعهد بإنهاء الفوضى... المزيد
  • 09:12 . رئيس وزراء قطر يبحث مع ماكرون تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 08:53 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ انسحاباً تدريجياً من عدة مناطق في غزة... المزيد
  • 08:52 . تقرير: دبي تجذب 440 شركة متخصصة في إدارة الثروات والأصول... المزيد
  • 08:51 . ريم الهاشمي: الإمارات قدّمت 1.8 مليار دولار دعماً إنسانياً وتنموياً لغزة... المزيد
  • 01:34 . فحوص جينية اختيارية لطلبة المدارس المواطنين... المزيد
  • 01:33 . رئيس الدولة يصدر مرسوماً بقانون لتنظيم المصرف المركزي والقطاع المالي... المزيد
  • 11:16 . حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:14 . اجتماع عربي أوروبي في باريس يطالب بضمان تنفيذ كامل لاتفاق غزة... المزيد
  • 11:12 . شهداء وعشرات المفقودين بقصف إسرائيلي على غزة رغم التصويت على وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:11 . زلزال بقوة 7.6 يضرب الفلبين وتحذيرات من تسونامي... المزيد
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد

في الطلاق.. ماذا يخسر المجتمع؟

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 12-08-2014

مع تزايد حالات الطلاق في مجتمع الإمارات وارتفاع المؤشر بشكل يدفع للقلق، كان من الحتمي أن تبرز على السطح إشكاليات عديدة كنتائج مصاحبة، ومع وجود أطفال فإن كارثة الطلاق تقع عليهم أولا، فأول ما يفتقده هؤلاء الأسرة بكل ما تشكله من ضمانات التربية السليمة، مشاعر الحنان والحماية، ونقل منظومة القيم الكبرى التي لا يمكننا الحديث عن إنسان سوي ومواطن صالح في ظل غيابها وعدم زرعها في عقل ووجدان الصغار عبر نظام التنشئة الأسرية، يأتي على رأس هذه القيم: الشعور بالولاء والانتماء للوطن والاستعداد للدفاع عنه باستمرار، والعمل على الارتقاء به في كل الأحوال والظروف.

إن هذه المعاني الكبرى إضافة لسلم القيم المعروف في حياتنا كأمة وكجماعة والمتضمنة سلسلة طويلة من المثل والأخلاقيات والتوجهات والأفكار لا يمكن غرسها في الطفل وجعلها جزءا لا يتجزأ من تكوينه وشخصيته بعيدا عن الأسرة أو في ظل حياة ممزقة بين أبوين منفصلين وربما مرتبطين بشركاء مختلفين، فبيت الأب وبيت زوج الأم - في حياة اليوم - لا يمكنهما أن يشكلا بيئة طبيعية ومتناغمة لغرس القيم دون حدوث الكثير من العقد والأمراض النفسية والاختلالات التربوية، وحتى في حالة نجاح حالة أو حتى مائة حالة فإن ذلك لا يعتبر مبررا للدفاع عن الطلاق ولا يعتبر مقياسا على نجاح التربية خارج مؤسسة الأسرة!

إن معظم الأطفال الذين يتربون خارج إطار الأسرة غالبا ما يفتقدون شيئا ما، وهم عادة ما يكونون عنيفين أكثر مما يجب أو انهزاميين أكثر مما ينبغي، خجولين أو شرسين، وعرضة للاعتداءات والتحرشات بسبب تعدد البيئات والشخوص الذين يتعاملون معهم طيلة اليوم في ظل ضعف رقابة الوالدين، فالوالد في عمله أو منشغل بحياته الجديدة أو غير عابئ بهم على اعتبارهم في رعاية الأم، مانحا عقله وضميره راحة تامة من التفكير فيهم، بينما الأم مضطرة لتركهم فترات طويلة في رعاية أسرتها أو خدم المنزل لضرورات العمل!! والنتيجة؟؟

إن الطفل الذي لا يتربى على قيمة الانتماء للأسرة والأخوة والوالدين، وعلى أن يحب بيته وممتلكاته الشخصية، وأن يعتاد على مبدأ المشاركة في السراء والضراء وعلى حس المسؤولية، سيجد صعوبات كثيرة في عملية الاندماج مع الجماعات المختلفة التي سيتعامل معها فيما بعد كالمدرسة والزملاء والأصدقاء والوطن وحتى حين سيبدأ في تكوين أسرته الخاصة لاحقا، ومع أن هناك حالات كثيرة نجح أصحابها في تخطي مشاكل طلاق الوالدين وعاشوا حياة تبدو طبيعية إلا أن كثيرين جدا لم يتمكنوا من ذلك دون خسائر حقيقية.

لذلك نعتقد أن الطلاق ليس خيارا شخصيا أو عاديا يمكن أن ينظر له كل من المرأة أو الرجل بالسهولة التي يعتقدون، وبأن المسألة في النهاية تعود لتفاهمهما على إتمامه دون ضجيج، الطلاق خيار شخصي دقيق جدا وذو مردود ومسؤولية اجتماعية كبيرة يخصم من رصيد التنشئة الاجتماعية السليمة لعدد كبير من المواطنين الذين تجعلهم الظروف ضحايا الطلاق، لذا فهو خيار شخصي يجب أن يبقى مقننا بإطار التحريم كما نردد دوما “إن أبغض الحلال عند الله الطلاق”.

وهو يعتمد أساسا وابتداء على طبيعة الزواج واختيار الزوجين ومدى تقديرهما وتقديسهما لرابطة الزواج ومعنى الأسرة.