أحدث الأخبار
  • 07:42 . الإمارات تمنع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض دبي للطيران... المزيد
  • 07:25 . الغارديان: رئيس وزراء بريطانيا السابق ضغط سراً على الإمارات للفوز بمشروع بمليارات الدولارات... المزيد
  • 07:00 . هجوم جديد بطائرة مسيّرة على أسطول الصمود قبالة تونس... المزيد
  • 12:02 . بعد قصف الدوحة.. تساؤلات حول إصرار أبوظبي على التطبيع مع "إسرائيل"... المزيد
  • 11:58 . رابطة إماراتية: العدوان على قطر يفضح خطورة التطبيع ويدعو للانسحاب من الاتفاقيات... المزيد
  • 11:56 . ترامب يقول إن الهجوم على قطر قرار "نتنياهو ولن يتكرر مجددا"... المزيد
  • 11:35 . موجة إدانات عربية وإسلامية ودولية واسعة للهجوم الإسرائيلي على الدوحة... المزيد
  • 11:30 . إيران تعلن التوصل مع الوكالة الذرية إلى تفاهم جديد بشأن استئناف التعاون... المزيد
  • 11:28 . الجيش الأميركي ينفي ضلوعه في الهجوم الإسرائيلي على قطر... المزيد
  • 11:13 . خلف الحبتور يزور دمشق ويعلن استعداده للاستثمار في مشاريع تنموية... المزيد
  • 11:03 . محمد بن راشد يعلن تعيين وزيرين جديدين في حكومة الإمارات... المزيد
  • 01:06 . قطر تنفي تلقيها بلاغاً مسبقاً بشأن الهجوم الإسرائيلي... المزيد
  • 11:10 . من البحر الأحمر إلى الإمارات.. كيف هزّ انقطاع الإنترنت الاقتصاد الرقمي؟... المزيد
  • 08:42 . الإمارات: الاعتداء الإسرائيلي السافر على قطر يجر المنطقة إلى مسارات خطيرة... المزيد
  • 06:06 . الاحتلال الإسرائيلي يستهدف مقار قادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة... المزيد
  • 12:19 . وزيرا خارجية الكويت ومصر يبحثان العلاقات والتطورات الإقليمية... المزيد

في حضور الغياب!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 27-07-2019

في حضور الغياب! - البيان

باكراً جداً قررت أن أغادر المنزل، كانت المدينة بالكاد تفتح عينيها، كان الضوء يتسلل قوياً يحجز كل الأماكن فيها: تلك التي على أسطح البيوت، وأفاريز النوافذ، وكل تفاصيل الشوارع المستقيمة والطرقات الملتوية، لحظتها كنت أرتدي ثيابي لأغادر إلى المشفى.

لطالما وقفت في هذه اللحظة مرتبكةً تغمرني أسئلة الوجود: من أين ينهمر النور؟ كيف ينهض كل شي من الظلمة؟ وإلى أين يمضي هذا العالم؟ كيف نفعل حين يرتبك الوقت في الغياب ويغادرنا من نحب؟ كيف نحتمل وكيف نتحايل؟ ضجّ كل شيء حولي، وحين خرجت لاح لي عمال النظافة بأرديتهم الصفراء يكنسون جوانب الطرقات بتثاقل فتساءلت: مَن ذا يفكر في هؤلاء؟ وبماذا يفكّرون هم؟ من منا يتساءل باهتمام كيف تحتفظ المدينة بنظافتها طيلة الوقت؟ وهؤلاء الفتيات اللواتي يغسلن سيارات مخدوميهن ويروين الزرع أمام البوابات الفخمة: هلّا دققنا في ملامحهن المكدودة لنرَ بوضوحٍ حجم التعب والغضب والأسى، ومع ذلك فهُن يكملن أعمالهن بما يضمرن من مشاعر ليستمر وقع الحياة في المدينة.

توقفت حافلة، لفظت من أحشائها رتلاً من الرجال، برؤوس متلفتة وعيون صامتة، كانوا يجهزون بعض الطرقات الجديدة ليعبرها غيرهم، خلف عيونهم تقبع حكايات الغربة والتعب والحنين، يبثونها الفجر الذاهب في الصمت ويصمتون، وإذ تتساقط أشعة الشمس اللاهبة يتحركون كجيش من النحل، يرطنون ويبحثون هنا وهناك عن برادات المياه التي وضعها الخيّرون للغرباء المتعبين.

عبرتُ طريقاً طويلاً، حين وصلتُ دخلت مسرعةً إلى قسم العناية المركزة، مرّ النهار سريعاً، أدخلوني إلى غرفتها بعد انتظار طويل، وقفت أتلو القرآن على رأسها، بينما كانت هي تنزلق إلى المجهول، وفجأة أصبحت كل خطوط الأجهزة مستقيمة، ثم دوَّى جرس وهرعت الممرضات وبكت والدتي وتجمَّدت أنا. شعرت بالألم الحارق حين يموت شخص عزيز بين يديك. في مثل هذا اليوم من عام 2014 توفيت جدتي.