أحدث الأخبار
  • 10:57 . "الطوارئ والأزمات" تتابع تطورات الحالة الجوية وتؤكد جاهزيتها للتقلبات المرتقبة... المزيد
  • 09:29 . داخلية غزة تنشر وحداتها من مناطق انسحاب الاحتلال وتتعهد بإنهاء الفوضى... المزيد
  • 09:12 . رئيس وزراء قطر يبحث مع ماكرون تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 08:53 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ انسحاباً تدريجياً من عدة مناطق في غزة... المزيد
  • 08:52 . تقرير: دبي تجذب 440 شركة متخصصة في إدارة الثروات والأصول... المزيد
  • 08:51 . ريم الهاشمي: الإمارات قدّمت 1.8 مليار دولار دعماً إنسانياً وتنموياً لغزة... المزيد
  • 01:34 . فحوص جينية اختيارية لطلبة المدارس المواطنين... المزيد
  • 01:33 . رئيس الدولة يصدر مرسوماً بقانون لتنظيم المصرف المركزي والقطاع المالي... المزيد
  • 11:16 . حكومة الاحتلال تصادق على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:14 . اجتماع عربي أوروبي في باريس يطالب بضمان تنفيذ كامل لاتفاق غزة... المزيد
  • 11:12 . شهداء وعشرات المفقودين بقصف إسرائيلي على غزة رغم التصويت على وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:11 . زلزال بقوة 7.6 يضرب الفلبين وتحذيرات من تسونامي... المزيد
  • 01:16 . ضمن "دبلوماسية الذكاء الاصطناعي" لترامب.. واشنطن توافق على بيع رقائق "إنفيديا" لأبوظبي... المزيد
  • 01:02 . سلطان القاسمي يحث سكان الشارقة على تسجيل بياناتهم في التعداد... المزيد
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد

هذا ما يحدث عادة!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-08-2014

يقولون كلما كبر الإنسان قل اعتداده برأيه، لا يعني ذلك قلة ثقة في النفس، ولكن يعني اتساع المعرفة بسبب السن وتراكم الخبرة، ويعني أيضا أن ذلك الحماس والتعصب وفوران الدم والجسد قد هدأ وكاد يتلاشى وما عاد لدى هذا الإنسان -الذي تجاوز عواصف الشباب -تلك الهمة أو الرغبة في الغضب والصراخ والنقاش ومعارك الرأي والرأي الآخر، يصير الإنسان أكثر حكمة حين يعرف بوضوح تام، أنه ما عاد في العمر متسع لكل ذلك الغضب وتلك الخلافات، وأن الأولى به أن يمضي الأيام فيما هو أجدى وأكثر فائدة ومتعة، إن هذا الأجدى يصير نسبياً، فما كان قضية القضايا في مقتبل العمر يصير باهتاً، ولا يكاد يذكر حين تتباعد الخطى، ويصير بينك وبين تلك الأيام أحداث وأمور ماكنت تعرفها أو تظن أنك ستعرفها يوماً!
يقولون أيضاً إنه كلما تبصر الإنسان أكثر وسافر أكثر وعرف أكثر، فقد متعة الفرح بحصول الأشياء، فحين تطأ قدماك لأول مرة مدينة جميلة حلمت بها بعد أن رأيتها في الصور والمجلات، وحين تعشق امرأة ساحرة تتبعت ملامحها في قصائد نزار قباني، وحين تحقق أول أحلامك وحين، وحين.

، تعلم أنك تعيش بهجة المصادفة والاكتشاف الأول، لكنك في المرة الثانية لا تجد المتعة نفسها، فيظل طعم ذلك الحدث حاراً في قلبك، تستعيده في مخيلتك وفي أحلام يقظتك، لكنك أبداً لا تستطيع أن تكرره، الزمن الجميل واللحظات السعيدة والضحكات التي ترن في قاع القلب، إذا ذهبت لا تعود ولا تتكرر، وحتى إن حاولت أن تستنسخها، فإن شيئاً ناقصاً يخدش صفاء اللحظة ولا يمكن العثور على ماهيته مهما حاولنا!

الزمن الجميل اذا ذهب صعب استعادته بالطريقة نفسها، لأننا نحن الذين عشنا ذلك الزمن البهيج لم نعد نحن، لسنا في العمر نفسه، ولا نعيش الظروف نفسها ربما، لا تعود صحتنا كما كانت، ولا خفة أرواحنا، نتقدم في العمر فتثقل أرواحنا بالآلام والأحزان والتجارب، التجربة عبء، والمعرفة عبء، وكل ما يمر بنا يترك أثراً كالوشم أو الكي في داخلنا، والأدهى حين يربونا أهلنا على ثقافة كبت المشاعر وردات الفعل، ولأنك كبير عليك أن لا تضحك وأن لا تعبر عن بهجتك بما يخدش وقارك، وعليك أن تكون رزيناً دائماً ورصيناً أبداً، ما يثقل قلبك أكثر ويباعد بينك وبين نعمة البهجة!

إن العربي عادة ينتمي لثقافة صارمة، ويخضع لتربية متزمتة، تمازج الدين بالعادات والأعراف والخرافات، كانت المرأة الكبيرة التي تمشي أمامي في تلك الحديقة، تقوم ببعض التمرينات الرياضية، فاذا بمجموعة من النساء يصحن بها ناصحات بأن هذه الحركات تسيئ لعمرها، وعليها أن تقوم بها في البيت بعيداً عن الأعين، مع أنها كانت تحرك ذراعيها في الهواء لا أكثر، وحين ذهبت صديقتي ببطلة الرياضة، لتمشي في الحديقة نفسها، منعتها والدتها، معتبرة بدلة الرياضة عيباً كبيراً، سيسبب فضيحة للعائلة .

ليس في الأمر فضائح بلا شك، لكن هكذا نتربى حتى يصير العرف أقوى من المنطق ومن التفكير العقلاني !

نحتاج لأن نعيد قراءتنا لواقعنا واحتياجاتنا الحقيقية، بما يجلب لنا الراحة، ويتلائم مع حركتنا في الحياة، ولنكن منطقيين وعقلانيين بعض الشيء، ليس مطلوباً أن نرتكب أخطاء ضد العادات، ولكن مطلوباً أن لا نرتكب حماقات ضد أنفسنا!