أحدث الأخبار
  • 12:50 . الشارقة.. مبادرة لجمع 2.6 مليون درهم دعماً لغزة... المزيد
  • 12:07 . نتنياهو يرفض الالتزام بأي وقف إطلاق نار مع حماس... المزيد
  • 11:58 . القمة الشرطية العالمية تنطلق غداً في دبي... المزيد
  • 02:32 . حماس تعتزم الإفراج عن أسير أميركي ووقف مؤقت لإطلاق النار... المزيد
  • 08:47 . محمد بن زايد والشرع يبحثان تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية... المزيد
  • 06:44 . كيف تخطط لرحلة الحج من الإمارات؟.. التصاريح والتطعيمات ومتطلبات السفر الرئيسية... المزيد
  • 06:32 . بوتين يعرض على أوكرانيا محادثات مباشرة في إسطنبول... المزيد
  • 12:39 . بعد قطع العلاقات.. الإمارات تعفي السودانيين من غرامات تصاريح الإقامة... المزيد
  • 12:37 . "محكمة أبوظبي" ترفض مطالبة شاب باسترداد 90 ألف درهم من زميلته لغياب الإثبات... المزيد
  • 12:12 . السعودية وإيران تبحثان تعزيز التعاون ومستجدات الملف النووي... المزيد
  • 11:54 . "صحة أبوظبي" تكشف عن شبكة تزوير إجازات مرضية عبر "واتساب"... المزيد
  • 11:52 . باكستان والهند تتبادلان الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار... المزيد
  • 11:50 . سوريا.. احتراق أكثر من 30 هكتاراً بريف اللاذقية خلال 4 أيام... المزيد
  • 10:48 . وزير الخارجية الإيراني: لن نتنازل عن حقوقنا النووية... المزيد
  • 10:16 . لواء إسرائيلي يزور أبوظبي لبحث ملف المساعدات في غزة... المزيد
  • 08:41 . الإمارات ترحب بوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان... المزيد

الانحراف باسم محاربة «داعش»

الكـاتب : حمد الماجد
تاريخ الخبر: 20-08-2014


كأني بإيران وقادتها وملاليها وقمها ومفكريها وحوزاتها، يفركون أيديهم هذه الأيام تشفيا من الحوار البائس الذي يدور هذه الأيام حول تحميل «الوهابية» مسؤولية داعش والإرهاب، لم أتصور أن الخصومة الفكرية بين النخب المثقفة عندنا تصل إلى حد تكسير العظم العقدي، يريد بعض مثقفينا أن يفهمنا أن العقائد مثل الأفكار والنظم قابلة للمساومة والتحوير والتغيير والتعديل وأحيانا النسف الكامل، فما يصلح لزمن لا يصلح لزماننا، وظن هذا البعض أن محمد بن عبد الوهاب مجدد لأنه جدد لزمانه بنسف اجتهادات غيره، خلط هؤلاء بين الفقه الذي يتحور ويتغير في تطبيقاته وبين العقائد الثابتة الراسخة، ضاعت الحدود عندهم بين الثابت والمتحول، أتحدى من طرح هذا الفكر التجديدي الناسف لكل شيء أن يقول إننا غير ملزمين بأفهام الأئمة الفقهاء، لكننا ملزمون بحاكمية القرآن والسنة كما احتكمت إليهما الدولة النبوية والخلفاء الراشدون وخلفاء بني أمية والخلفاء العباسيون والخلفاء العثمانيون، وأخيرا الدولة السعودية في أطوارها الثلاثة.

يريد هذا البعض من المثقفين باسم محاربة داعش والإرهاب أن تبقى العقيدة محصورة في الإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا والرسول صلى الله عليه وسلم نبيا فقط، ثم بعد ذلك لا يهمهم تفصيلات العقيدة والتشريعات الربانية، لا أقول التي أطرها وأصلها السلف، ومنهم ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب، بل حتى التي حددتها نصوص القرآن الصريحة والأحاديث الصحيحة، يريد بعض هؤلاء المثقفين باسم محاربة داعش والإرهاب وباسم التجديد أن تتجرد الدولة من تحكيم الشريعة فلا حدود تقام ولا تشريعات تطبق، ولا أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر ولا مانع من تسويق الخمرة وفشو القمار وغض الطرف عن الشذوذ، فهي أمور شخصية لا تعني الدين ولا الحاكم.

يريدون باسم محاربة داعش والإرهاب أن نحصر محرمات الشرع في عدد أصابع اليد الواحدة فقط (وهذا نص لأحدهم وليس من عندي)، وهؤلاء يعلمون أن قائمة المحرمات والمحظورات التي أجمع عليها كل المسلمين وبالنصوص الشرعية الصحيحة الصريحة بمذاهبهم العقدية والفقهية من تطوان غربا إلى جزر الملوك الإندونيسية شرقا ليست بهذا الاختزال المخل، فرق بين أن نقول إن دائرة المباحات أوسع من المحظورات وأن نختزلها في أقل من 5 محرمات.

يريدون باسم محاربة داعش والإرهاب أن تلغى من الوجود كل الملل والنحل فلا سنة ولا شيعة ولا سلفية ولا أشعرية ولا صوفية ولا حنبلية ولا شافعية ولا حنفية ولا مالكية، وكل الإرث العظيم من الكتب والمراجع لا قيمة لها فالرب واحد والدين واحد والنبي واحد وكل مسلم يعبد الله كما يرى ويروق له، وينسى هؤلاء المثقفون «الهلاميون» أن الانتماء العقدي والفقهي سنة كونية (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين) وأنه ليس من لازم الانتماء العقدي والفقهي نبذ الآخر ومحاربته وإقصاؤه، ومن فعل فهي مشكلته.

يريدون باسم محاربة داعش والإرهاب أن ننسف مرجعية العلماء الذين أشار القرآن إلى أهميتهم (ولو ردوه إلى الله والرسول لعلمه الذين يستنبطونه منهم)، ويضايقهم أن نقول بأن التخصص الشرعي مثله مثل أي تخصص آخر لا يقبل الحديث فيه إلا من عالم فيه، إنهم يستكثرون على متخصص في الزراعة الحديث في الفيزياء، وأما الخوض في مراد الله ومراد الرسول فلا حواجز ولا حدود والكل في حكم المتخصص، بالتأكيد لا كهنوت في الإسلام هذه حقيقة، والحقيقة الأخرى أن الخوض في الحلال والحرام والعقائد ليست كلأ مشاعا لمن هب ودب ومشى ودرج، حرب داعش وكل تنظيم إرهابي وتعريتهم ضرورة شرعية ومطلب وطني ولكن ليس على حساب انتماءاتنا العقدية.