أحدث الأخبار
  • 12:27 . بينها شركات في الإمارات.. عقوبات أمريكية جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بإيران... المزيد
  • 11:18 . خليل الحية: تسلمنا ضمانات من واشنطن والوسطاء بشأن تنفيذ خطة ترامب... المزيد
  • 06:02 . الإمارات ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 01:15 . الغارديان: أبوظبي استخدمت المرتزقة الكولومبيين في أكثر من دولة... المزيد
  • 01:05 . ما مصير مليشيا “أبو شباب” المدعومة من أبوظبي بعد وقف إطلاق النار في غزة؟... المزيد
  • 12:33 . بعد تواطؤها معه.. جيش الاحتلال يرفض إيواء مليشيا "أبو شباب"... المزيد
  • 11:50 . "أدنوك للإمداد" وتعزيز تؤسسان أول ميناء متخصص للكيماويات في الدولة... المزيد
  • 11:20 . ثلاث فرق من جيش الاحتلال الإسرائيلي تبدأ الانسحاب من مدينة غزة... المزيد
  • 11:16 . البرلمان الإسباني يُقرّ قانونا يحظر تصدير الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 11:13 . ترحيب دولي واسع باتفاق وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 11:11 . الكويت: الأمن الخليجي خط أحمر والتضامن درع موحد في مواجهة التهديدات... المزيد
  • 10:51 . "التعليم العالي" تطلق دليلاً لحوكمة التدريب العملي لطلبة الجامعات... المزيد
  • 10:47 . تحديث سياسة سلوك الطلبة في مدارس أبوظبي لتعزيز السلوك الإيجابي... المزيد
  • 03:28 . حماس والاحتلال يتفقان على إنهاء الحرب في غزة... المزيد
  • 08:13 . الإمارات تسلم السلطات البلجيكية مطلوبين بتجارة مخدرات... المزيد
  • 08:06 . محمد بن زايد وأمير الكويت يبحثان وقف إطلاق النار في غزة... المزيد

مصر إذا حكت..

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 17-02-2020

لم تتوقف مصر عن فعل الحكي، منذ آلاف السنين ومصر تحكي، لم تصمت يوماً، ولم تمل، تغيرت أشكال الحكي عبر الزمن، تغيرت طقوسه ربما، لكن الراوي ظل يحكي حكاياته دون توقف، ومن تلك الحكايات تناسلت أسماء وشخصيات ورموز وأساطير، بطولات، مذابح، انكسارات، ملوك، أميرات، قادة جيوش، فاتحون، عشاق، كتّاب، مخترعون، لصوص، شطار، مغنّون، مغتصبو مُلك، وبسطاء يُعدُّون بالملايين!

مصر إن حكت.. ماذا تقول؟ لا يوجد شيء لا تستطيع مصر أن تقوله، فليس هناك حدث لم يمر تحت سمائها، الراوي إذا قررت الإنصات له والرواية إذا أحببت قراءتها فليس لك سوى مصر، امشِ في شوارعها وحواريها، وأحيائها، تنزّه على صفحة نيلها، ادخل قصور ملوكها، اجلس على مقاهيها، وانظر كثيراً في وجوه البائسين من رجالها ونسائها وحتى شبابها الذين يمضون تحت شمسها كل يوم، لا تدري إن كانوا يعلمون ماذا يريدون فعلاً، أو كانوا يدرون إلى أين يمضون؟

أطل من نافذة غرفتي في الفندق المطل على نيلها العظيم، فأسمع هسيس ثرثرة بالكاد تصلني بين رجلين يستريحان على مقعدين، في مدخل بيت بدا لي كان في زمن مضى قصراً منيفاً آل أمره إلى مؤسسة حكومية، أراهما منهمكين في الحديث، فأتخيل أنهما يشكوان لبعضهما هموم الحياة ربما، وربما يناقشان شؤوناً خاصة كرجلين ناضجين في مثل عمرهما، وقد تكون السياسة قاسم حديثهما المشترك، فأتمنى لو أتلصص على حديثهما!

لكنني ما إن أغادر فندقي وأدخل إلى أحشاء المدينة، حتى تصافحني المكتبات والكتب العظيمة، أستمع إلى أحاديث في كل شيء، وأقرأ إعلانات تثير الضحك، وتهاجم سمعي آخر الأغنيات، وأرى شباناً وشابات تملأ عيونهم أسئلة الغد، فأشعر برغم كل الضجيج والغبار وانعدام الترتيب أنني أتنفس الحياة على حقيقتها، وأن مصر لا يمكنها أن تشيخ يوماً!