أحدث الأخبار
  • 09:55 . واشنطن تستهدف شبكات وسفن مرتبطة بالنفط الإيراني بينها شركات في الإمارات... المزيد
  • 09:54 . حماس: إعلان المجاعة بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الحرب ورفع الحصار... المزيد
  • 09:53 . بريطانيا: منع "إسرائيل" إدخال المساعدات لغزة "فضيحة أخلاقية"... المزيد
  • 06:25 . "هيئة الطيران" تصدر لائحة جديدة لإدارة الأزمات في المطارات... المزيد
  • 06:24 . رصد هلال آخر شهر صفر في سماء أبوظبي... المزيد
  • 11:50 . واشنطن تراجع أوضاع 55 مليون أجنبي يحملون تأشيرات دخول سارية... المزيد
  • 11:41 . نتنياهو يأمر بمفاوضات فورية لإطلاق الأسرى ويعتمد خطة احتلال غزة... المزيد
  • 10:32 . التربية تعتمد مواعيد الدوام المدرسي للعام الدراسي الجديد... المزيد
  • 10:30 . اجتماع طارئ "للتعاون الإسلامي" الاثنين لبحث مواجهة احتلال غزة... المزيد
  • 10:29 . السعودية وأمريكا توقعان اتفاقية شراكة عسكرية جديدة... المزيد
  • 12:10 . ماكرون: فرنسا والسعودية تقودان مساراً ملزماً للاعتراف بفلسطين... المزيد
  • 12:09 . الشرع يصدق على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب السوري... المزيد
  • 11:34 . استطلاع: أغلبية الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بفلسطين ودعم المدنيين في غزة... المزيد
  • 10:50 . رغم مخالفته الشريعة وهوية الدولة.. تسجيل 43 ألف عقد "زواج مدني" في أبوظبي منذ 2021... المزيد
  • 10:48 . انخفاض درجات الحرارة وفرصة أمطار غداً في بعض المناطق... المزيد
  • 09:58 . قرقاش: الإمارات ثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين وأهالي غزة... المزيد

مصر إذا حكت..

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 17-02-2020

لم تتوقف مصر عن فعل الحكي، منذ آلاف السنين ومصر تحكي، لم تصمت يوماً، ولم تمل، تغيرت أشكال الحكي عبر الزمن، تغيرت طقوسه ربما، لكن الراوي ظل يحكي حكاياته دون توقف، ومن تلك الحكايات تناسلت أسماء وشخصيات ورموز وأساطير، بطولات، مذابح، انكسارات، ملوك، أميرات، قادة جيوش، فاتحون، عشاق، كتّاب، مخترعون، لصوص، شطار، مغنّون، مغتصبو مُلك، وبسطاء يُعدُّون بالملايين!

مصر إن حكت.. ماذا تقول؟ لا يوجد شيء لا تستطيع مصر أن تقوله، فليس هناك حدث لم يمر تحت سمائها، الراوي إذا قررت الإنصات له والرواية إذا أحببت قراءتها فليس لك سوى مصر، امشِ في شوارعها وحواريها، وأحيائها، تنزّه على صفحة نيلها، ادخل قصور ملوكها، اجلس على مقاهيها، وانظر كثيراً في وجوه البائسين من رجالها ونسائها وحتى شبابها الذين يمضون تحت شمسها كل يوم، لا تدري إن كانوا يعلمون ماذا يريدون فعلاً، أو كانوا يدرون إلى أين يمضون؟

أطل من نافذة غرفتي في الفندق المطل على نيلها العظيم، فأسمع هسيس ثرثرة بالكاد تصلني بين رجلين يستريحان على مقعدين، في مدخل بيت بدا لي كان في زمن مضى قصراً منيفاً آل أمره إلى مؤسسة حكومية، أراهما منهمكين في الحديث، فأتخيل أنهما يشكوان لبعضهما هموم الحياة ربما، وربما يناقشان شؤوناً خاصة كرجلين ناضجين في مثل عمرهما، وقد تكون السياسة قاسم حديثهما المشترك، فأتمنى لو أتلصص على حديثهما!

لكنني ما إن أغادر فندقي وأدخل إلى أحشاء المدينة، حتى تصافحني المكتبات والكتب العظيمة، أستمع إلى أحاديث في كل شيء، وأقرأ إعلانات تثير الضحك، وتهاجم سمعي آخر الأغنيات، وأرى شباناً وشابات تملأ عيونهم أسئلة الغد، فأشعر برغم كل الضجيج والغبار وانعدام الترتيب أنني أتنفس الحياة على حقيقتها، وأن مصر لا يمكنها أن تشيخ يوماً!